سنوات طويلة اشتهر فيها جوزيه مورينيو بالطابع الدفاعي و"ركن الباص" كما يحب منتقديه السخرية منه بعد أي من العروض المملة للفرق التي دربها.
ولكن البرتغالي الخبير لديه بعض المميزات التي لا يمكن إنكارها، وأهمها قدرته على تطوير المهاجمين وإخراج أفضل ما عندهم.
وحتى رغم انخفاض أسهم مورينيو في مجال التدريب عمومًا، وانتقاله إلى تدريب روما الفريق غير المنافس على الألقاب الكبرى، تستمر هذه الميزة موجود في صاحب الـ59 سنة.
وأحدث النماذج التي طورها هو المهاجم الإنجليزي تامي أبراهام، الذي جاء من تشيلسي الصيف الماضي مقابل 40 مليون يورو.
أبراهام ليس الأول

قبل الحديث عن التطور الذي قام به مورينيو مع صاحب الـ24 سنة، والطفرة التي يمر بها اللاعب وجعلت الأندية تتهافت على ضمه، يجب النظر إلى تاريخ البرتغالي مع المهاجمين.
مورينيو كان شريكًا في بداية نضوج كريستيانو رونالدو وأرقامه المذهلة مع ريال مدريد، حيث عمل معه 3 مواسم، وسجل تحت قيادته 168 هدفًا في 164 مباراة.
كريم بنزيما كذلك أحرز 78 هدفًا وتميز كذلك في صناعة الأهداف بجوار رونالدو في ريال، حيث صنع 49 هدفًا في 150 مواجهة.
القائمة تطول وتضم النجم الإيفواري ديدييه دروجبا أسطورة تشيلسي الذي جلبه مورينيو من مارسيليا، ويأتي بالمركز الثالث ضمن أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف مع المدرب المخضرم، بإحرازه 73 هدفًا في 178 مباراة.
Getty/PressBoxويتواجد كذلك زلاتان إبراهيموفيتش ودييجو ميليتو وصامويل إيتو في إنتر وجونزالو هيجواين في ريال بالإضافة للمهاجم البرتغالي "ديرلي" الذي عمل مع مورينيو في بداية مسيرته بنادي بورتو البرتغالي وسجل 56 هدفًا في 56 مباراة.
وعندما نتحدث عن التطور من جميع النواحي وليس تسجيل الأهداف فقط، يجب علينا ذكر هاري كين والطفرة التي شهدها مع مورينيو وحالة التكامل التي عاشها تحت قيادة البرتغالي الذي قام بشيء مماثل مع إيتو.
كين تطور من ناحية التسجيل والصناعة، حيث سجل 45 هدفًا وصنع 18 في 62 مباراة فقط، ليستمر تأثير هذه الطفرة حتى الآن، بتنوع أدوار كين وعدم اقتصار دوره على هز الشباك فقط.
الهواية مستمرة
Getty Imagesليس من المعتاد انتقال نجوم الدوري الإنجليزي إلى إيطاليا، خاصة وأن النماذج الناجحة نادرة جدًا في هذه الحالات.
أبراهام كان من المواهب الواعدة التي قدمها تشيلسي، مع ريس جيمس وميسون ماونت وغيرهما، ولكنه لم يكن الأكثر حظًا، بعدما خرج من حسابات المدرب توماس توخيل بشكل كامل.
فترته الأفضل قبل روما كانت مع أستون فيلا، حيث سجل 26 هدفًا في 40 مباراة بقميص الفريق، ليعتقد الجميع أنه أصبح قادرًا على النجاح في اختبار التواجد بتشيلسي.
ولكن عودته إلى البلوز كانت محبطة جدًا، ليكون الرحيل هو الخيار الوحيد الصيف الماضي بعد قدوم البلجيكي روميلو لوكاكو من إنتر.
آرسنال كان من المهتمين به، ولكن اللاعب لم ينتظر المدفعجية لأنه علم جيدًا أنه لم يكن الخيار الأول للمدرب ميكيل أرتيتا، ليذهب إلى مورينيو الذي وثق فيه وقرر دفع الأموال لضمه.
وكافأ أبراهام مدربه على هذه الثقة، ليصبح أحد أهم المهاجمين في الدوري الإيطالي، بتسجيله 27 هدفًا في 52 مباراة، والأمر لا يتعلق فقط بالأهداف، ولكن بقدرات اللاعب الفنية والبدنية وتطوره في التحكم بالكرة والمساهمة في بناء الهجمة.
كابوس العودة إلى إنجلترا

والآن وبعد الطفرة التي مر بها أبراهام، عاد آرسنال مرة أخرى للاهتمام بضم اللاعب وهو أكثر ثقة في قدراته بعد تألقه مع روما في إيطاليا، هل يذكرنا هذا الأمر بشيء ما؟
الحديث هنا عن روميلو لوكاكو الذي رفض تشيلسي الاعتماد عليه أكثر من مرة ولم يمنحه الثقة، وقرر التفكير فيه فقط عندما تألق مع إنتر وأصبح من خلال الفريق الإيطالي من عمالقة الهجوم في إيطاليا.
ولا يعتبر آرسنال هو الفريق الإنجليزي الوحيد الذي يريد أبراهام، ولكن هناك نيوكاسل أيضًا وغيره من الأندية، وإن كان المدفعجية هم المفضلين للاعب باعتبارهم فريق طفولته.
ولكن ذكريات الماضي وتجارب الآخرين، تشير إلى أن القرار الأنسب هو الانتظار والتمتع بما يعيشه في إيطاليا مع مورينيو، حتى لا يسير على نفس الخط الذي سار في لوكاكو وجادون سانشو الذي تألق مع بوروسيا دورتموند وعاد إلى إنجلترا ليعيش أسوأ مواسمه مع مانشستر يونايتد.
ربما تكون التجربة مختلفة لأنه من الصعب وضع لوكاكو وسانشو كقاعدة عامة يجب تطبيقها على الجميع، ولكن الخيار الآمن بكل تأكيد لأبراهام هو البقاء مع مورينيو لأنه من وثق فيه من البداية ويمكنه الاعتناء به مثلما فعل مع غيره.
اقرأ أيضًا ..
