Benzema hazard messi griezmannGetty

بنزيما وهازارد .. ميسي وجريزمان | حينما تُسقط الأموال برشلونة وريال ومدريد

هل سمعت من قبل بمصطلح "الفرق السوبر"؟

إن لم تكن سمعت عنه من قبل، فهو يشير إلى عدد من الفرق التي تمتلك رفاهية ارتكاب الأخطاء لأنها رغم كل ذلك لديها القدرة على تصحيح الأمور.

على سبيل المثال، مانشستر سيتي في إنجلترا؛ فريق قادر على صرف الملايين على ترميم خط دفاعه ثم يكتشف أنّه بحاجة للمزيد من الأموال لترميم خط دفاعه ولا يمانع من صرفها.

أو فريق مثل يوفنتوس قادر على جلب الصفقات وتجربة مدربين مختلفين دون قلق لأنّه بالفعل ضمن الخروج من الموسم بطلًا للدوري على أقل تقدير، وهي البطولة التي ستجعل جماهيره سعيدة رغم سوء الأوضاع.

نموذجان من "الفرق السوبر" يتواجدان في إسبانيا؛ برشلونة الذي صرف أكثر من 400 مليون يورو لتعويض رحيل نيمار دون أن يعوضه، وريال مدريد الذي لم يصبر وضم هازارد من تشيلسي في موسمه الأخير مقابل 120 مليون يورو وفي روايات أخرى 160 مليون يورو.

الفرق السوبر لا تبالي بالتجربة لأنّها تعلم أنّ هناك بطولات سوف تسعد الجماهير رغم كل هذه الفوضى، فبرشلونة يسيطر محليًا وريال مدريد قاريًا والأمور تسير دون معاناة.

ولكن المعاناة تحضر بعد فترة، ونتائج سوء الاختيارات تتجلى، وهذا ما حدث في ثنائية إيدين هازارد وكريم بنزيما في ريال مدريد مقابل ثنائية أنطوان جريزمان وليونيل ميسي في برشلونة.

لماذا يعاني هازارد في ريال مدريد خلال دقائق اللعب التي شارك فيها في موسمه الأول؟ ولماذا لم يكن جريزمان الخيار الأول في الهجوم مع برشلونة في عديد المباريات؟

بنزيما وهازارد يحتاجان لمهاجم

Hazard Benzema Real MadridGetty Images

في المباريات القليلة التي جمعت بين بنزيما وهازارد على أرضية الملعب، عانى ريال مدريد كثيرًا من غياب العمق الهجومي.

على سبيل المثال، مباراة ريال مدريد وفالنسيا والتي شهدت فوز الملكي بثلاثية نظيفة شهدت تشابه كبير في الأدوار بين بنزيما وهازارد، حتى أنّ الخريطة الحرارية تكاد تكون متطابقة لكل لاعب.

هازارد لاعب يميل إلى الرواق الأيسر ويدخل إلى العمق لخلق الفرص وفتح المساحة للمهاجم، أما بنزيما فهو لاعب يميل إلى الرواق الأيسر ويدخل إلى العمق بهدف خلق الفرصة وفتح المساحة للمهاجم والذي كان لفترات طويلة كريستيانو رونالدو.

ولكن بغياب رونالدو، أصبح بنزيما مضطرًا أن يكون منهي الهجمات، لكنّ الطبع يغلب التطبع ويجعله يغفل كثيرًا دوره هذا ويعود للقيام بما اعتاد عليه لسنوات، ولذلك يجد هازارد من يتدخل في صميم عمله.

لا يمكن أن يتحول هازارد إلى رونالدو وبنزيما لا يستطيع العودة للعب دور رأس الحربة الصريح ولذلك تتداخل الأدوار بصورة مزعجة، فلا بنزيما يقدم أفضل ما لديه ولا هازارد يجد الحرية لعمل ما يحلو له.

جريزمان يقلد ميسي

Lionel Messi Antoine Griezmann Barcelona Alavés LaLiga 21122019Getty

أما في برشلونة، فإنّ جريزمان نسخة مشابهة لميسي مع اختلاف الجودة بالطبع.

جريزمان يتألق إما في مركز الجناح الأيمن الذي يدخل إلى عمق الملعب في خطة 4-3-3 أو صانع ألعاب في خطة 4-2-3-1 أو مهاجم ثانٍ في رسم 4-4-2.

أما ميسي فإنّه يتألق إما في مركز الجناح الأيمن الذي يدخل إلى عمق الملعب في خطة 4-3-3 أو صانع ألعاب في خطة 4-2-3-1 أو مهاجم ثانٍ في رسم 4-4-2.

نسخة مطابقة من المهام بين اللاعبين، الفارق فقط أنّ جريزمان يؤدي دوره الدفاعي بشكل أفضل ويعود كثيرًا للخلف وذلك لأنه خريج مدرسة دييجو سيميوني، أما ميسي فهو أفضل حينما يضغط وحلوله الفردية أكثر تأثيرًا.

ربما أزمة جريزمان وميسي أكثر وضوحًا من بنزيما وهازارد، لأنّه في ريال مدريد من المفترض أنّ كريم هو المهاجم الصريح رغم أنّه لم يقم بهذا الدور منذ سنوات.

مجرد وعود .. ثورة كومان في برشلونة كاذبة

الحل الأمثل بالنسبة لقطبي إسبانيا بضم مهاجم صريح، فبرشلونة دون لويس سواريز أو بديل مثل لاوتارو مارتينيز سوف يعاني كثيرًا، وريال مدريد دون الاعتماد على ماريانو دياز أو لوكا يوفيتش أو بورخا مايورال أو حتى صفقة مثل إرلينج هالاند سوف يعاني كثيرًا.

ورغم كل ذلك، فإنّ المنافسة لن تخرج عن الثنائي في الدوري الإسباني وسوف يحصدها الأقل ارتكابًا للأخطاء. ألم أقل لك فرق سوبر؟!

إعلان