Conte Inter Juventus Serie AGetty

بعد الخسارة في أول مناسبتين، هل تكون الثالثة "ثابتة" لإنتر كونتي أمام يوفنتوس؟

مع وصول أنطونيو كونتي إلى قيادة إنتر في صيف 2019، وصلت آمال جماهير النيراتزوري إلى عنان السماء، فالنظرة إلى ذلك المدرب الذي قاد هيمنة يوفنتوس المطلقة على الكالتشيو أنه قادر على تكرار الأمر ولكن مع الفريق الأزرق، وإعادة الأمجاد الغائبة منذ سنوات طويلة عن سان سيرو.

هذه الأحلام اصطدمت بالواقع المرير، فلم يفلح كونتي في تحقيق الأهداف المرجوة لإنتر، واكتفى فقط ببلوغ دوري أبطال أوروبا وعجز عن تحقيق الدوري الإيطالي رغم مستوى يوفنتوس المتواضع، وما زاد الطين بلة كان سجله في الكلاسيكو الإيطالي أمام فريقه السابق.

تلقى كونتي هزيمتين من يوفنتوس سواءً ذهابًا أو إيابًا، الأولى كانت بهدفين لهدف في سان سيرو، والثانية كانت مع أزمة كورونا في مارس الماضي بهدفين نظيفين في أليانز ستاديوم.

إجمالًا، يظهر سجل كونتي كمدرب بصورة تعيسة للغاية أمام يوفنتوس، فهو لم يسبق له وأن حقق أي نتيجة غير الهزيمة، إذ لعب أمام البيانكونيري 4 مرات مع ثلاث أندية هُزم فيها جميعًا.

الهزيمة الأولى التي تلقاها كانت في دوري الدرجة الثانية عندما كان يُشرف على تدريب أريزو وهبط يوفنتوس في قضية التلاعب بالنتائج الشهيرة، وكانت هذه الهزيمة هي أكثرهم قسوة بخمسة أهداف لهدف عام 2007، ثم هُزم مع أتالانتا في 2009 بخمسة أهداف أيضًا ولكن لهدفين في الكالتشيو.

الآن، يستقبل كونتي في سان سيرو يوفنتوس في مباراة هي الثالثة له مع إنتر أمام السيدة العجوز، ما يطرح تساؤلات عدة.. هل حقًا ستكون الثالثة "ثابتة" كما يقول المثل الشهير؟ هل ينجح المدرب الإيطالي في تحقيق الانتصار الأول مع النيراتزوري بعد هزيمتين في موسم واحد؟

الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد وأصغر من أحرز “هاتريك” في دوري الأبطال.. أرقام أسطورية من مسيرة روني

الوضع لا يبشر

Conte Cagliari Inter Serie AGetty

برغم أن إدارة إنتر قد لبّت لكونتي أغلب طلباته خلال سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، إلا أن الأمور لا تبشر كثيرًا بالنسبة للفريق خصوصًا وبعد الخروج الأوروبي من مجموعة كانت في المتناول.

بعد الخروج الأوروبي، انصب التركيز بأكمله على لقب الدوري، والذي لن تقبل جماهير إنتر بسواه قياسًا بحجم الإنفاق الذي وصل إلى 100 مليون يورو، مع ضم لاعبين من النخبة كأشرف حكيمي وأرتورو فيدال وغيرهما.

بالنظر إلى جدول ترتيب السيري آ، قد يظن البعض أن كونتي على الطريق الصحيح، لكن الواقع أن فشلًا ذريعًا يسير فيه المدرب يجعل من المنطقي هذا الكم الهائل من الانتقادات التي يتعرض لها.

يأتي إنتر في المرتبة الثانية حاليًا برصيد 37 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر والجار ميلان، إلا أن فرصة الانفراد بالصدارة لكتيبة كونتي سنحت في أكثر من مناسبة، وبغرابة شديدة ضاعت.

الجولة قبل الماضية هي الفرصة الأكثر ذهبية على الإطلاق، فأخيرًا سقط ميلان في فخ الهزيمة الأولى على يد يوفنتوس، كل ما احتاجه الإنتر كان الفوز قبلها على سامبدوريا، لكن المفاجأة كانت هزيمة أبقت الوضع على ما هو عليه.

ليس فقط قضية حسم الصدارة، بل أيضًا كيف ظهر إنتر أمام الكبار؟ الجولة الماضية أمام روما تعادل بهدفين لكل فريق مع أداء مخيب للآمال، إلى جانب تعادل مع أتالانتا ولاتسيو من قبل والهزيمة من ميلان.

صحيح أن إنتر حقق حتى الآن 11 انتصارًا، لكن هذه الانتصارات أغلبها أتت على حساب فرق وسط الجدول أو التي تسعى للصراع من الهبوط، ما يُنذر أنه على الأغلب مباراة يوفنتوس ستكون سقوطًا جديدًا أمام الكبار.

هكذا، يمكن القول أن إنتر من ناحية النتائج في الأسبوعين الأخيرين وكذلك الأداء لا يبشر بأن الثالثة ثابتة حقًا، ومن ناحية تاريخ الموسم أمام الكبار فأيضًا الوضع لا يبشر أبدًا، إلا إذا ثبت أن التاريخ مجرد حبر على ورق والواقع لا يعتمد عليه.

يوفنتوس في أحسن أحواله

Andrea Pirlo Milan Juventus 2020-2021Getty Images

من جهة أخرى، يظهر يوفنتوس في حالة ربما هي الأفضل له منذ تولي أندريا بيرلو مهمة تدريب الفريق، ما يتجسد في ثلاثة انتصارات متتالية بعد السقوط أمام فيورنتينا، أهمهم كان الفوز على ميلان، وأكبرهم كان سحق أودينيزي برباعية.

وإن بدا أن أداء كريستيانو رونالدو في تراجع نسبيًا، لكن إجمالًا بالنظر إلى القائمة التي يمتلكها بيرلو والتي يمكن أن يكون قد وصل أخيرًا إلى التوليفة المثالية، الأمور مبشرة أكثر بالنسبة لليوفي.

حتى في مباراة الكأس الأخيرة ورغم المعاناة، كان يوفنتوس يلعب بأغلب الشباب لا الكبار، عكس إنتر مثلًا الذي اضطر كونتي للاعتماد على أغلب الأساسيين لصعوبة المباراة أمام فيورنتينا.

ما بين تحسن الأمور مع بيرلو من جهة، والراحة الأفضل إلى حد ما بالنسبة ليوفي، يبدو الوضع أفضل للبيانكونيري.

كونتي وكسر الحواجز

Antonio Conte - JuventusGetty

الموسم الماضي في مباراة الدور الأول، كان إنتر يسير بخطى جيدة للغاية ونظر الجميع للمباراة أنها في المتناول خصوصًا وأن يوفنتوس ساري كان سيئًا للغاية، إلا أن المفاجأة كانت السقوط وبأداء لم يقنع أبدًا، والأمر ذاته تكرر في مباراة الدور الثاني، وإن كان عذر اللعب بدون جمهور وأوضاع كورونا حينها تغفر قليلًا لكونتي هذه الهزيمة.

بشكلٍ عام، أكثر ما كان غريبًا لفريق كونتي في المباراتين هو الخوف المبالغ فيه، فلم يظهر إنتر بشخصية الفريق البطل التي بدا عليها أمام الفرق الأخرى، بل اكتفى بالدفاع وابتعد عن الاستحواذ تمامًا، وظهر ساري وكأنه جوارديولا ويوفنتوس بقوة لم تكن موجودة في أغلب أوقات الموسم.

هذا الأمر يطرح تساؤلًا هامًا، هل تعلم كونتي من أخطاء الموسم الماضي؟ إنه سؤال لا إجابة له الآن، ولكن يحتاج المدرب البالغ من العمر 51 عامًا إلى كسر حاجز الخوف أمام يوفنتوس أولًا، وبعد ذلك يمكن حقًا القول أن إنتر قد يظفر بالثلاث نقاط.

الواقع أن كونتي أحد أفضل المدربين في العالم، لكن المبالغة سواءً في الهجوم أو الدفاع لا تأتٍ أبدًا بثمارها، هكذا تقول حكايات كرة القدم عبر التاريخ، وربما أن المدرب قد وعاها بعد السقوط في آخر مباراتين، أو بعد الخروج الأوروبي الذي أتى أيضًا بسبب "الجبن" أمام ريال مدريد ذهابًا وإيابًا.

مرتان كانتا كافيتان لكونتي لإدراك أن الخوف والارتعاد أمام يوفنتوس ليس الخيار المناسب، وإنما الهجوم واللعب بشخصية الكبار هي وسيلة إسقاط البيانكونيري، هذا حتى ما يظهر هذا الموسم في تعثرات يوفنتوس، لذلك فالأمل سيظل يحدو الجماهير أن تكون الثالثة "ثابتة" وأن يكون كونتي قد تعلم الدرس حقًا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0