أحمد رضوان | تويتر
يبدو أن المملكة العربية السعودية تبحث عن مصادر استثمار جديدة في الفترة الأخيرة، وقد يكون الاختيار الأمثل بالنسبة لها هو الاستثمار في أوروبا وتحديدًا في كرة القدم.
قصة الاستثمار السعودي في الكرة ليس بالأمر المستجد، لكن الجديد هو تحويل البوصلة من الشرق الأوسط إلى القارة العجوز.
قام المستشار تركي آل الشيخ بشراء نادي ألميريا الإسباني في 2 أغسطس 2019 ، في صفقة كلفت 20 مليون يورو، وفي الآونة الأخيرة أشارت أخبار قوية إلى أن صندوق الاستثمار السعودي تمكن من شراء نادي نيوكاسل ، ولا يتبقى إلا الإعلان الرسمي .
لم يتوقف الأمر عند ذلك، فمع بداية مايو 2020 أتت أخبار جديدة من أوروبا تشير إلى قرب السعودية من نادٍ أوروبي ثالث، وهو مارسيليا الفرنسي، والساعي لشرائه هو الوليد بن طلال الملياردير السعودي الشهير.
من هو مالك نيوكاسل الجديد؟ وما هي الصفقات المحتملة في سوق الانتقالات؟
هل يشتري الوليد بن طلال مارسيليا؟
لا توجد معلومات من جهة رسمية تؤكد تحرك الوليد بن طلال لشراء مارسيليا ، لكن هناك تقارير قوية من صحف تتمتع بمصداقية تشير إلى ذلك.
نشرت صحيفة توتوميركاتو الإيطالية يوم الثلاثاء تقارير تشير إلى قرب الملياردير السعودي من الاستحواذ على الفريق الفرنسي، وأشارت إلى أن الصفقة قد تتم مقابل 250 مليون يورو .
لكن هناك عقبة وحيدة يجب أن يتخطاها الأمير السعودي أولاً هي ملعب فيلودروم، فهو مملوك لبلدية المدينة ليس للنادي، وفي حالة موافقة البلدية على بيعه فإن الصفقة ستتم لا محالة.
هذه ليست المرة الوحيدة التي يسعى فيها الوليد بن طلال لشراء مارسيليا ، ففي عام 2011 كان التحرك الأول منه لشراء النادي، لكنه لم ينجح في ذلك.
من هو مالك مارسيليا الحالي؟
المالك الحالي لمارسيليا هو فرانك ماكورت، وهو رجل أعمال أمريكي ولد في 14 أغسطس 1953، وهو رئيس مجموعة ماكورت العالمية ومالك ماراثون لوس أنجلوس.
في 29 أغسطس 2016 ، دخل ماكورت مفاوضات لشراء أولمبيك مرسيليا من مارجريتا لويس دريفوس، وتم الانتهاء من الصفقة بسعر يبلغ 45 مليون يورو في 17 أكتوبر 2016، وفي غضون أيام عين جاك هنري إيراود (رجل أعمال فرنسي) رئيسًا للنادي ورودي جارسيا مدربًا للفريق الأول.
تعهد الملياردير الأمريكي باستثمار 200 مليون يورو في مارسيليا على مدى السنوات الأربع التالية لـ2016، أي أن خطته ستنتهي هذا العام.
هل ينهي مارسيليا هيمنة باريس سان جيرمان المحلية؟
هذه تطلعات يرغب فيها عشاق مارسيليا والدوري الفرنسي بل وحتى محبي الكرة في جميع أنحاء العالم، فأفضل ما يميز الساحرة المستديرة هو التنافس وعدم القدرة بالتنبؤ بالفائز حتى آخر لحظة، سواءً في بطولة أو مباراة.
هذا الأمر اختفى من الكرة الفرنسية منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، حتى قبل شراء ناصر الخليفي لباريس سان جيرمان .
Gettyمع بداية الألفية الجديدة، ظهر فريق أكل الأخضر واليابس وفاز بالدوري الفرنسي 7 مراتٍ متتالية، وذلك في الفترة بين موسم 2001-02 حتى 2007-08.
ما لبثت حقبة أولمبيك ليون أن تنتهي حتى ظهر محتكر آخر، لكن هذه المرة كان أكثر شراسة، فالأسود اكتفوا فقط بالفوز بالدوري ولم يهتموا كثيرًا بمسابقتي الكأس، لكن المسيطر الجديد هيمن على كل البطولات، وقتل المنافسة في الكرة الفرنسية.
في 2011 اشترى جهاز قطر للاستثمار باريس سان جيرمان ، وأصبح ناصر الخليفي رئيسًا له، وشرع في خطة لجعل الفريق العاصمي الأقوى في البلاد دون منازع، ومنازعة الكبار على دوري أبطال أوروبا، لكنه وبعد مرور 9 سنوات نجح نجاحًا باهرًا في الأول، ولم ينجح في الثاني.
بدأ باريس مشروعًا قويًا كانت الخطوة الأولى فيه هي استقطاب نجوم كبار من جميع أرجاء القارة الأوروبية، فتوجه مباشرةً إلى الدوري الإيطالي وضم زلاتان إبراهيموفيتش من ميلان وجعله أيقونة الفريق، ثم بدأ في ضم النجوم واحدًا تلو الآخر حتى بنى تشكيلة مرعبة لا طاقة لأي فريق فرنسي على مواجهتها، ولعل آخر صفقات باريس التي هزت العالم هي صفقتي ضم نيمار من برشلونة ومبابي من موناكو.
كانت الانطلاقة الحقيقية لباريس سان جيرمان في موسم 2012-13، والذي حقق فيه الدوري الفرنسي واستمر في الفوز به كل موسم حتى الموسم الحالي الذي ألغي بسبب فيروس كورونا، لكن هناك موسمًا واحدًا فقط الذي خسر لقب الدوري فيه هو موسم 2016-17 عندما وقف موناكو في وجهه ونجح في خطف اللقب.
لم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة لكأس فرنسا وكأس الرابطة، ففي موسم 2014-15 بدأ الاحتكار على الكأسين، وانتهى هذا الاحتكار في 2017-18.
إذا نظرنا في تاريخ امتلاك العرب خاصةً من الجزيرة العربية أندية أوروبية، سنجد أن قدرة الأندية المادية تتحول كثيرًا بمجرد تحول الملكية، فليس فقط باريس سان جيرمان الذي اتبع هذه المدرسة، بل سنجد في الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي، والذي أحياه الشيخ منصور بن زايد وجعله منافسًا دائمًا على البريميرليج.
وفي تجربة تركي آل الشيخ مع ألميريا سنجد نفس الأمر، رغم أنه فريق يلعب في الدرجة الثانية الإسبانية، لكن هناك ملاك عرب لم يتجهوا إلى هذه المدرسة، مثل الأمير عبد الله بن مساعد مالك شيفيلد يونايتد.
في النهاية، ما يحدد سير الوليد بن طلال في أي من الاتجاهين هو الطريقة التي يحبذها في الاستثمار في مارسيليا ، لكن الأقرب بالتأكيد أنه سيسعى إلى جعل الفريق ندًا قويًا لباريس سان جيرمان ، فالاستثمار الأمثل في كرة القدم هو الفوز بالبطولات فتزداد الشعبية وتزداد المبيعات والمداخيل فترتفع الأرباح.




