توج الهلال تعاقداته في سوق الانتقالات الشتوي بشراء المدة المتبقية من عقد محمد العويس من الأهلي في آخر أيام الميركاتو، ليضمه لقائمته في كأس العالم للأندية، حيث يستعد لمواجهة الجزيرة الإماراتي يوم غدٍ في استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة.
الهلال لا يُعاني في مركز حراسة المرمى، إذ يمتلك المميز عبد الله المعيوف، لكن نظرة وتخطيط إدارة فهد بن نافل للمستقبل القريب والبعيد كان خلف التعاقد مع العويس صاحب الـ30 عامًا والذي يصغر زميله الجديد بخمس سنوات كاملة.
اقرأ أيضًا | تاليسكا بين الهلال والنصر .. "رمضان صبحي" الدوري السعودي!
الهلال أصبح لديه حارسي مرمى رائعين، كلاهما يمتلك كل ما يلزم للعب أساسيًا، وهو ما قد يضع المدرب ليوناردو جارديم في حيرة كبيرة حول تحديد خياره الأساسي للعب أمام الجزيرة في افتتاح مشوار الفريق في مونديال الأندية.
العامل الأهم الذي قد يدعم تواجد المعيوف أساسيًا في حراسة مرمى الهلال هو انسجامه التام مع زملائه المدافعين، والانسجام أحد أهم عوامل نجاح المنظومة الدفاعية وغيابه أبرز أسباب فشلها، وإن كان في نفس الوقت العويس ليس غريبًا على مدافعي الزعيم لتواجده معهم في المنتخب السعودي، خاصة الثلاثي علي البليهي وياسر الشهراني ومحمد البريك.
معنويًا أيضًا ربما يُفضل جارديم الحفاظ على المعيوف، وإن كانت رغبة العويس في تقديم نفسه لجمهور الزعيم قد يلعب لصالحه هنا، إذ بالتأكيد لديه تحدٍ كبير الآن ويريد إثبات أحقيته بارتداء القميص الأزرق.
إن دخلنا في الإحصائيات والأرقام، نجد أن المعيوف لعب 17 مباراة في الدوري السعودي هذا الموسم استقبل خلالها 20 هدفًا وخرج بشباك نظيفة في 5 مباريات، فيما لعب العويس 9 مباريات فقط بسبب الإصابة ثم تجميده تلقى خلالها 15 هدفًا ولم يُحافظ على نظافة مرماه في أي مباراة.
المعيوف قام بـ36 تصدٍ، بنسبة نجاح وصلت إلى 64%، فيما تصدى لاعب الأهلي السابق إلى 29 تسديدة بنسبة نجاح 66%، ونلاحظ هنا أن تصديات العويس أكثر مقارنة بعدد المباريات، وهو ما يوضح الفارق بين دفاع الفريقين وكيف هو لصالح الهلال.
من الأرقام المهمة في عالم كرة القدم حاليًا عدد الأهداف المستقبلة المتوقعة، وهو رقم يحسب الأهداف المتوقع لحارس المرمى تلقيها اعتمادًا على عدة عوامل منها دقة التسديدة ومكانها وقوتها وإن كانت بالرأس أو القدم ومنطقة التسديد وعوامل أخرى، وكلما كان الفارق بين عدد الأهداف المسجلة المتوقعة والأهداف المسجلة الفعلية كبيرًا لصالح الأول دل ذلك على تألق حارس المرمى ومنعه لأهداف محققة وصعبة، فيما إن كان الفارق لصالح الثاني منح ذلك إشارة على أخطاء الحارس وإمكانية تقديمه لأداء أفضل مما فعل.
الأهداف المسجلة المتوقعة للمعيوف في الدوري السعودي هذا الموسم بلغت 18.8، ولكنه استقبل 20 هدفًا، فيما كانت للعويس في الليجا 10.33 وقد تلقى 15 هدفًا.
الرقم السابق يُعطي انطباعًا سلبيًا على أداء الفريقين هذا الموسم والأهم تأثيرهما في نتائج الفريق، إذ يتضح أن المعيوف والعويس استقبلا أهدافًا كان يُمكن منعها، ويبقى بالطبع الرقم أسوأ بوضوح للعويس.
Getty Images - Goal ARما قد يشفع للاعب تقديمه لأداء مختلف تمامًا مع المنتخب السعودي، مستواه مع الأخضر قد يكون سلاحه الأهم في إقناع جارديم بمنحه فرصة اللعب أساسيًا أمام الجزيرة، إذ لعب العويس 14 مباراة مع الأخضر لم يستقبل خلالها سوى 8 أهداف رغم أن الأهداف المسجلة المتوقعة ضده كانت 9.74، وقد حافظ على نظافة مرماه في 9 مباريات، وقد قام بـ34 تصدٍ بنسبة نجاح وصلت إلى 81%.
ملخص الحديث أن العويس والمعيوف جاهزان بالفعل لحراسة مرمى الهلال، كلاهما يستحق اللعب أساسيًا أمام الجزيرة مساء غدٍ، لكن تبقى كفة صاحب الـ35 عامًا هي الأرجح بسبب انسجامه مع اللاعبين والمنظومة وعدم وجود أي هامش للمخاطرة بالدفع بلاعب جديد في مثل هذا المركز الحساس في مباراة بمثل تلك الأهمية.
.jpeg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)



