الضغط المعاكس: كيف أصبح هذا النظام مشهورًا بفعل جهود يورجن كلوب؟

هناك العديد من الفلسفات التكتيكية في عالم كرة القدم وهي تتطور باستمرار، حيث يضطر المدربون للابتكار من أجل فك طلاسم المباريات على أرض الملاعب وكسر قوة الخصوم.

الضغط العالي، أو ما يُعرف بـ Gegenpressing بات أسلوبًا شائعًا مع الفرق الإنجليزية والألمانية في السنوات الأخيرة مع المزيد من الأندية حول العالم التي تطمح للتطبيق المثالي والناجح له.

في هذا التقرير من جول نستعرض سويًا من اخترع فكرة الضغط العالي؟ وما هي الأندية التي تستخدمه؟ وغيرها من الأمور..

ما هو الضغط العالي وكيف يعمل هذا التكتيك؟

Gegenpressing باللغة الألمانية تعني الضغط المعاكس، وهي فلسفة تكتيكية تم الترويج لها من قبل فريقي بوروسيا دورتموند وليفربول تحت قيادة المدرب يورجن كلوب.

إن جوهر الفلسفة لا يعتمد فقط على أن تضغط الفرق على خصومها، بل أن تفعل ذلك بتركيز وحماس خاصين عندما تكون الكرة في منطقة الخصوم، في الواقع، مواجهة الهجوم المرتد.

يتطلب الخط الأمامي أن يلتزم بالكثير من الركض حيث يتم توجيههم لإغلاق المساحات والفرص على مدافعي الخصوم بسرعة لتزيد احتمالية خطأهم وبالتبعية استرداد الكرة وإسكانها الشباك.

وأوضح كلوب "الضغط العالي يتيح لك استعادة الكرة بالقرب من المرمى، إنها فقط تمريرة واحدة خطأ تكون فرصة جيدة،لا يوجد صانع لعب جيد في العالم بأسره يمكنه أن يكون جيدًا مثل وضعية ضغط مثالية، هذا هو سبب أهمية هذا التكتيك".

• اقرأ أيضًا.. نهاية التيكي تاكا والضغط العالي؟ ثورة تكتيكية قادمة في عالم كرة القدم!

من الطبيعي أن يكون الضغط مضطربًا إلى حد ما، فهو يستهدف الضغط على نقاط الضعف في خط الدفاع أو اللاعب الأقل مهارة فيهم ويتضمن ذلك حسابًا دقيقًا للمخاطر.

لذلك، في حين أنه من المهم في الضغط هو الحفاظ عليه في مستوى عالٍ طوال مجريات المباراة، من المهم أيضًا أن يكون اللاعبون قادرين على تقييم موعد العودة إلى وضع دفاعي من أجل الحفاظ على اللياقة، فهذا النظام قد لا يعمل إذا كان الفريق منهكًا أو عرضة للإصابات.

نظام الضغط العالي يكون فعالًا للغاية إذا ما امتلك الفريق ثلاثيًا هجوميًا سريع وذات لياقة مميزة مع وجوب أن يكون لديهم القدر الكافي من الإبداع للاستفادة من أخطاء الخصوم سواءً بتمريرة أو إسكان الكرة الشباك مباشرةً.

أصبح الثلاثي ساديو ماني ومحمد صلاح وروبيرتو فيرمينو رمزًا لنجاح هذا الأسلوب بفضل دورهم في نجاح ليفربول من خلال التتويج بدوري أبطال أوروبا والاقتراب من الحصول على الدوري الإنجليزي وظهوره كند قوي لمانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا.

ومع ذلك، فإن الخط الأمامي ليس وحده هو المفتاح في الضغط، بل إن وضع الفريق كله بشكلٍ صحيح لدعم الضغط من الأمام عن طريق إغلاق أي خيارات تمرير محتملة للخصم الذي يملك الكرة.

جزء من التفكير في هذا الضغط هو أنه يسمح للفريق بتطبيق فكرة الهجوم المرتد السريع كنتيجة للضغط العالي، لذا، إذا تم الدفع بأرنولد وروبرتسون فهما في موقع مميز إذا ما تم استعادة الكرة ويزيدان من فرص نجاح المرتدات.

Getty

من الذي اخترع فكرة الضغط العالي؟

دائمًا ما يُنسب الضغط العالي ليورجن كلوب، وبينما أصبح كلوب مرادفًا للضغط، فإنه يأتي ضمن سلسلة طويلة من المدربين الذين أعطوا الأولوية للضغط ضمن فلسفتهم الكروية.

كان فولفجانج فرانك، مُعلم كلوب في ماينتس، من أشد المناصرين للعب بالضغط العالي، وقد تأثر فرانك بدوره بشكل كبير بالأسطورة أريجو ساكي، مدرب ميلان التاريخي.

تحت حكم ساكي، كان ساكي هو أكبر من اعتمد على الضغط في أواخر الثمانينات حتى التسعينيات، وفاز بكأسين أوربيتين والدوري الإيطالي.

• اقرأ أيضًا.. تقرير خاص | لماذا أصبحت الكرة الذهبية أكبر جائزة كروية بدلًا من كأس العالم؟

Getty Images

المدرب الإيطالي أوضح أن الضغط لا يقتصر فقط على الركض خلف الخصوم، ولكنه أيضًا حول التحكم في المساحات الفارغة، وفي النهاية التحكم في المباراة من خلال التحكم بذهن المنافس.

ساكي في تصريحات سابقة له قال "إذا تركنا خصومنا يلعبون بالطريقة التي اعتادوا عليها، فإن ذلك سيزيد ثقتهم، ولكن إذا أوقفناهم فسيضر ذلك بثقتهم. كان هذا هو المفتاح، الضغط النفسي مثل الضغط البدني".

هناك آخرون شهيرون في كرة القدم ممن طبقوا الضغط، مثل مارسيلو بيلسا وكذلك بيب جوارديولا، كما قام جوزيه مورينيو بالأمر نفسه خلال فترته في بورتو، وقد أثبت هذا النظام فاعليته بكل المقاييس.

Getty Images

ما هي الأندية التي استخدمت نظام الضغط العالي؟

يُستخدم الضغط العالي في أي فريق يتولى يورجن كلوب قيادته، وكان ذلك واضحًا خلال ولايته في ماينتس ثم بوروسيا دورتموند. مع الأصفر والأسود، بات الضغط العالي يُكنى بـ"كرة القدم المعدنية الثقيلة" التي قادت أسود الفيستيفاليا للقبي بوندسليجا والوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا.

لعب بالطبع كلوب بنفس الطريقة مع ليفربول وبنا بها أمجادًا تاريخية في أنفيلد، فيما هناك أمثلة مثل يوب هاينكس بقيادة بايرن ميونخ للثلاثية معتمدًا على نفس الفكرة، مع أفكار يوليان ناجلسمان الشبيهة في لايبزيج حاليًا وهوفنهايم سابقًا.