Allegri Inzaghi Spalletti Sarri MourinhoGoal Ar / Getty

الدوري الإيطالي 2021-22 .. ولأن الكرة تُلعب بالعقول قبل الأقدام!

هل تخيلت أن يجمع فريقاً واحداً كل نجوم العالم؟ لا داعي للتخيل، فعلها ريال مدريد من قبل ويفعلها باريس سان جيرمان الآن، وفي وقت من الأوقات كان الدوري الإيطالي هو المكان حيث يجتمع نجوم اللعبة.

هذا الموسم سيجتمع نجوماً في إيطاليا أيضاً ولكن من فئة أخرى، فئة العقول المدبرة التي تتحكم في الأقدام داخل الملعب وترسم وتخطط، فنسخة 2021-22 من السيري آ ستشهد تواجد زمرة من خيرة مدربي البلد وأوروبا.

ماسيمليانو أليجري، جوزيه مورينيو، ماوريتسيو ساري، سيموني إنزاجي، جيامبييرو جاسبيريزي، ولوشيانو سباليتي سيكونوا جميعاً حاضرين هذا الموسم ليعوضوا الفراغ الذي تركه رحيل أبرز لاعبي الدوري مثل روميلو لوكاكو، أشرف حكيمي، وجيانلويجي دوناروما.

أليجري .. العود ليس أحمد

Massimiliano Allegri Monza Juventus Trofeo BerlusconiGetty

وبعد غياب لم يطل كثيراً، يعود ماكس أليجري لتنظيم بيت السيدة العجوز وإصلاح الفوضى التي أحدثها أندريا أنييلي بتجارب العامين الماضيين، ومن أفضل من الرجل الذي بسط قبضته لأربعة أعوام متتالية على إيطاليا، وقاد يوفنتوس لنهائي دوري الأبطال وقربه من الحلم الأوروبي.

ولكن لن تكون مهمة أليجري سهلة هذه المرة، فهو لا يستلم فريقاً بطلاً كما كان الحال في المرة الأولى، هذه المرة سيكون باحثاً عن الزعامة التي فقدها لإنتر كونتي الموسم الماضي، وذلك بفريق بحاجة لتعديلات وتدعيمات كثيرة لإعادته للطريق الصحيح.

Cristiano Ronaldo, Massimiliano Allegri, JuventusGetty

وقد يكون أليجري محظوظاً بتراجع إنتر هذا الصيف، ولكن سيكون عليه حل مشاكله أولاً، وعلى رأسها وضعية كريستيانو رونالدو الذي رغم نفيه الرحيل ولكن المؤشرات تشير إلى وجود رغبة في رحيله لتوفير الأموال وبداية مشروع شاب، ولكن قد يكون مضطراً أليجري على إيجاد التوظيف الأفضل للبرتغالي والعمل معه من جديد على الأرجح بعد فشل مساعي جورجي مينديش الأخيرة.

المدير الفني سيكون مطالباً بمعالجة مشكلة خط الوسط التي عانى منها الفريق مع بيرلو وساري بسبب غياب الجودة، وضم مانويل لوكاتيلي أولى الخطوات، كما سيكون عليه إعادة هيبة دفاع البيانكونيري التي فقدها الفريق في آخر السنوات بسبب تقدم الثنائي جيورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، وتعاقب الإصابات على ماتايس دي ليخت الذي قد يكون حان الوقت ليتولى القيادة بالخط الخلفي.

إنزاجي ومغامرة غير محمودة العواقب

منذ سنوات ويصنف سيموني إنزاجي على كونه أحد أفضل المدربين على الساحة الإيطالية، وهو ما جعله مرشحاً في الماضي لتدريب يوفنتوس، ميلان، وحتى باريس سان جيرمان، ولكن المدير الفني اختار التغيير بخوض مغامرة كبيرة وهي خلافة أنطونيو كونتي بإنتر وسط أجواء لا تبشر بالخير.

Simone-Inzaghi(C)Getty Images

بعد موسم ناجح حقق فيه الفريق اللقب الغائب منذ سنوات قررت الإدارة مواجهة مشاكلها المادية، وهو ما لم يعجب كونتي ومدير فريقه ليلي أوريالي، فرحلا معاً وبدأ السقوط، تم بيع حكيمي ولوكاكو وتعويضهما بإدين دجيكو ودينزل دومفريس، وبدا أن مشروع "سونينج" في ميلانو قد كُتبت نهايته رغم محاولات بيبي ماروتا الحثيثة لإنقاذه.

سيكون أمام إنزاجي عملاً شاقاً أولاً لإبقاء إنتر بعد تلك العاصفة كمنافس على اللقب وقادر على كسر عناد دوري الأبطال الذي لازمه في السنوات الماضية، وسيرغب المدير الفني أيضاً في إثبات إمكانياته الي لفتت الأنظار في لاتسيو وجعلته يصنف من الأفضل بالبلاد، مهمة وصفها بالانتحارية لن يكون غريباً.

ساري ومورينيو .. روما قيد الاشتعال

منذ مدة طويلة لم يكن حاضراً على مقاعد قطبي العاصمة الإيطالية مدربان من الأفضل ليس فقط في البلاد ولكن في أوروبا، فمن كان يتخيل أن يقود جوزيه مورينيو ذئاب روما، وأن يتولى ماوريتسيو ساري تدريب نسور لاتسيو.

اقرأ أيضاً .. أجواء الديربي .. ساري يفسد جدارية مورينيو في روما!

يعود مورينيو لإيطاليا بحثاً عن طوق نجاة في أجواء تألهه بعد وتراه في صورة أحد أفضل مدربي القارة العجوز رغم إخفاقات التجارب الأخيرة في توتنهام ومانشستر يونايتد، ولذا قد تكون تجربة روما مثالية للاستثنائي من أجل إعادة الهيبة لنفسه.

سيجد مورينيو في روما بيئة صعبة ولكن الضغوط المحيطة بها تناسبه، فهو ليس مطالباً بالألقاب، ولكن العمل على بناء فريق ينافس على المقاعد الأوروبية، وهو ما وفرته له الإدارة وأعطته حرية صرف الأموال، ليكون الجيالوروسي أكثر فرق إيطالية إنفاقاً هذا الصيف.

Jose Mourinho quotesGoal Ar / Getty

يعرف البرتغالي جيداً أن في إيطاليا أساليبه الشهيرة شعبيتها حاضرة، المؤتمرات الصحفية والتصريحات النارية التي هي أهم أسلحته بضاعة رائجة بعد هناك، وهو ما عمل عليه منذ يومه الأول في روما بالسخرية من ناديه السابق إنتر ومدربه المغادر أنطونيو كونتي، وما يبشر بموسم حافل في تريجوريا!

وفي الجانب الآخر من العاصمة اختار ساري أن يعود للمجال التدريبي من بوابة خلافة سيموني إنزاجي في لاتسيو، مغامرة كبيرة لرجل كتب اسمه بأحرف من ذهب في نابولي رغم عدم تحقيق البطولات، والتي حققها في تشيلسي ويوفنتوس ولكن دون قبول كبير لأساليبه.

الرجل الذي يحب الكرة الجميلة ولا يعرف الدبلوماسية مع الرؤساء والمديرين سيجد بيئة صعبة في لاتسيو بوجود الرئيس كلاوديو لوتيتو العنيد والراغب دائماً بالظهور في الصورة، وسيجد تشكيلة من اللاعبين تعودت على أسلوب إنزاجي 3-5-2 وسيكون عليها التحول لخطة 4-3-3 دون تدعيمات كثيرة من قبل الإدارة في ظل أزمة النادي المادية التي تركته حتى غير قادر على تسجيل صفقاته الجديدة!

حضور مورينيو وساري بتاريخهما معاً في ديربي العاصمة سيعيد له الرونق، ومع عودة الجمهور لمدرجات "الأوليمبيكو"، ستكون الكرة الإيطالية على موعد ساخن من جديد في "ديربي دي لا كابيتالي" داخل وخارج حدود الملعب.

وماذا عن البقية؟

Milan Atalanta Pioli GasperiniGetty

في أتالانتا سيسعى جيان بييرو جاسبيريني لمواصلة ثورته، فبعد تثبيت أقدامه في كوكبة الكبار والتواجد الدائم بدوري الأبطال، سيكون هدف الفريق هذا الموسم المنافسة على لقب الدوري مستغلاً عدم وجود مرشح يتفوق على البقية، واستقرار الفريق الكبير على مدار السنوات الفائتة.

أما نابولي، فقرر إعادة وجه مألوف للواجهة هو لوشيانو سباليتي الذي يعود بعد غياب لعامين منذ تجربته الأخيرة في إنتر، وسيكون المدرب الأصلع مناسباً لخطط وطموحات فريق الجنوب الباحث عن العودة لدوري الأبطال بعد غياب، المهمة التي تخصص بها وأجادها بتجاربه السابق.

Luciano SpallettiGetty

وبفلورنسا، وبعد أن كان المشروع الخاص بروكو كوميسو سينطلق مع جينارو جاتوزو، رحل الأخير عن فيورنتينا بعد 22 يوم فقط، وقرر المالك الأمريكي المراهنة على فيتشينزو إيطاليانو عقب الموسم المميز الذي قدمه سبيزيا رفقته، آملاً أن يكون المدرب الشاب الأسم الذي سيقود كتيبة مميزة من اللاعبين أخيراً لمكانتها في النصف الأول من الترتيب.

أخيراً وليس آخراً، سيسعى ستيفانو بيولي إكمال العمل الطيب الذي قام به على مدار موسمين ماضيين في ميلان، وإن كان ميركاتو الفريق الضعيف حتى الآن، وقلة النجوم في صفوفه تهدد مصيره في موسم سيشهد عودته لدوري الأبطال بعد غياب، وهو ما يعني المزيد من المباريات والضغوط، واختبار حقيقي لبيولي وقدرته على العمل في تلك الظروف.

قد يكون الدوري الإيطالي فقد المزيد من النجوم داخل المستطيل الأخضر، ولكن خارجه الموسم المقبل يبشر بحرب تكتيكية من أعلى طراز، السلاح الأهم بإيطاليا دوماً، في ظل تواجد كل تلك الأسماء معاً للمرة الأولى، لتكون معركة العقول وليس الأقدام هي شعار السيري آ 2021-2022.

إعلان