هيمنة إنجليزية شبه مطلقة على البطولات القارية لموسم 2020-21، حيث أن نهائي دوري أبطال أوروبا إنجليزي بالكامل بين تشيلسي ومانشستر سيتي، فيما وصل مانشستر يونايتد إلى نهائي الدوري الأوروبي ليواجه ممثل الإسبان فياريال.
هذه الهيمنة ليست جديدة، بل إنها تكرار لهيمنة أشد كانت منذ موسمين عندما وصل ليفربول وتوتنهام إلى نهائي الأبطال، ولعب آرسنال وتشيلسي نهائي الدوري الأوروبي.
السؤال حقًا، لماذا تواصل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الذهاب بعيدًا أوروبيًا والتفوق على غالبية الأندية الأخرى؟ فالأمر واضح أنه ليس بمجرد طفرة كالفرق الألمانية في 2013 مثلًا، بل إنه نتاج عمل مضني من بلاد الأسود الثلاثة للسيطرة.
محرز السعيد بعودة بنزيما يكشف عن مرشحه للفوز باليورو
في هذا التقرير نستعرض سويًا بعض الأسباب خلف السيطرة الإنجليزية والتفوق على بقية الأندية الأوروبية الأخرى.
الاستثمار في العقول
Getty Imagesيحتوي الدوري الإنجليزي الممتاز على كوكبة من أفضل المدربين في العالم، إن لم يكونوا بالفعل الأفضل دون منازع، فيما يعرف بـ"الاستثمار في العقول".
تواجد بيب جوارديولا جنبًا إلى جنب مع يورجن كلوب مع توماس توخيل وأولي جونار سولشاير، بل وإن المقال من تلك الكوكبة كان جوزيه مورينيو، يخبرنا بكل شيء عن قيمة الاستثمار في العقول.
لذلك، فمن المنطقي حقًا أن تكون الغلبة لصالح الفرق الإنجليزية، فهي قد جمعت أفضل العقول التدريبية من ناحية الخبرة والأفكار التكتيكية، في مقابل أن بقية الأندية الأخرى أقل شأنًا كثيرًا في هذا الصدد.
بإلقاء نظرة على بقية الأندية الأوروبية، عدد محدود جدًا من يمتلك مدربين بنفس قيمة مدربين الأندية الإنجليزية، الحديث هنا عن إنتر وبايرن ميونخ وربما باريس سان جيرمان، وبالطبع ريال مدريد.
لكن في كل الأحوال، أن تمتلك بيب جوارديولا ومعه إمكانيات مانشستر سيتي، وتوماس توخيل بالمزيج الهائل من الشباب والخبرة في تشيلسي، فهذا بالتأكيد يمنحك الغلبة على أغلب الخصوم في العالم.
حقًا قام الإنجليز باستثمار ذكي جدًا ومميز جدًا جدًا في العقول التدريبية، أدى إلى ارتفاع مستوى البطولة بشكل عام، ومهد الطريق لسيطرة من قبلهم، فليس فريق وحيد من يمتلك مدربًا مميزًا، بل الحديث هنا عن 5 أو 6 أندية.
الاستقرار المادي
(C)Getty Imagesعلى الرغم من أن فيروس كورونا خلّق أزمات مادية في كل أندية العالم، لكن الأندية الإنجليزية نجت من الأزمة بصورة أو بأخرى، والحديث هنا عن أندية القمة على وجه التحديد.
في الوقت الذي لم يتمكن ريال مدريد من إبرام صفقة بالصيف الماضي، وبرشلونة اكتفى بصفقة ديست، وتحرك بايرن ميونخ لدعم دكة البدلاء فقط، كان تشيلسي يضم نخبة شباب العالم بأرقام فلكية.
أما مانشستر سيتي مثلًا، فعانى نسبيًا في الدفاع، فلبت الإدارة على الفور طلبات جوارديولا بضم روبن دياش، الذي أحدث ثورة ضخمة في النادي السماوي قد تكون سببًا رئيسيًا في بلوغه لنهائي الأبطال.
حتى مانشستر يونايتد ضم فان دي بيك، وآرسنال بكل ما له وعليه تمكن من الظفر بتوماس بارتي، وهي صفقات مقارنة بالأندية الأوروبية الأخرى، مهمة وتصنع الفارق.
الأندية الإنجليزية عانت من كورونا بصورة أقل عن بقية الفرق الأوروبية وهذا واضح للجميع، والنتيجة لذلك واضحة، التفوق على أي ند آخر.
دكة البدلاء
Gettyإن كانت فرق أوروبا الكبرى كلها تحتوي على أفضل 11 لاعبًا على الصعيد الأساسي، فإنها في أزمة واضحة عندما يتعلق الأمر بدكة البدلاء، وهي نقطة بارزة ومهمة جدًا في زمن كورونا وضغط المباريات تحديدًا.
ريال مدريد مثلًا عانى من الإصابات واضطر إلى الاعتماد على لاعبين شباب كثر، برشلونة الأمر نفسه، بايرن ميونخ كان بدون حلول على دكة البدلاء تقريبًا، باريس سان جيرمان كان أفضل نسبيًا لكن ليس بقوة الإنجليز.
في مانشستر سيتي، يمكن لجوارديولا إراحة نجومه والاعتماد على نجوم الصف البديل، والفريق سيكون قويًا ولا فارق تقريبًا مع الأساسيين، الأمر نفسه بالنسبة لتشيلسي، وقريب جدًا لمانشستر يونايتد.
أندية القمة في إنجلترا لديها 23 لاعبًا جاهزون للمشاركة والتأدية على أعلى مستوى، إن تم استثناء ليفربول (وإن كان أسماء البدلاء أقوى من بعض الأساسيين في كبار أوروبا)، فإن ذلك العامل حسم تفوق الإنجليز الأوروبي على غيرهم.
