حالة من الاحتقان يشهدها الوسط الرياضي السعودي خلال الفترة الحالية ما بين لاعبين راحلين وجدد قادمين، والنتيجة خلافات جماهيرية ومشكلات تُخلق دون داعٍ..
دائمًا تسمع عبارة "فريقنا لا يقف على لاعب"، لكن تجد البكاء عليه يمتد ويتغلغل، إذا قرر الرحيل، بل ويتطور الأمر إلى سبه وقذفه وكيل الاتهامات له.
لكن كل هذا أمر وارد بين الجماهير وبعضها البعض، فالبعض يرى أن هذه هي متعة المنافسة والتلاسن هو روح الرياضة بكافة أشكالها، لكن ما هو غير وارد أن تجد مسؤولي الأندية يتعاملون بطريقة بدائية للغاية مع الموقف.
سعود عبد الحميد، محمد العويس وعبد الإله المالكي، ثلاثي قرر بكامل إرادته عدم تجديد عقوده مع الاتحاد والأهلي، وارتداء قميص الهلال بدايةً من الموسم المقبل.
الثلاثي رحل ليس لأسباب مادية على حد ما نشر، بقدر ما حصد البطولات هو السبب الأول، وهو ما لم ينجحوا في الوصول إليه بالأهلي والاتحاد.
لكن المفاجأة هو قرار الاتحاد بتجميد سعود والمالكي، وقرار الأهلي بتجميد العويس، حتى نهاية الموسم الجاري!
في المقابل، رفض المدافع أحمد شراحيلي تجديد عقده مع الشباب، وفضل الانتقال للاتحاد، وأصدر مجلس إدارة الليوث برئاسة خالد البلطان، بيانًا رسميًا، لكشف تفاصيل رفض اللاعب التجديد للجماهير.
وبعدها في ثلاثة أيام فقط، يشارك شراحيلي مع الليوث أمام الاتفاق، بالجولة الـ17 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ويسجل هدفًا بالمباراة، سهل مهمة الخروج بنقطة من اللقاء بدلًا من الخسارة.
تعاملت إدارة البلطان باحترافية كاملة مع الموقف، وقررت الاستفادة من الستة أشهر المتبقية في عقد شراحيلي، واحترمت رغبة اللاعب، وأدركت تمامًا أنه في عالم الاحتراف لا يوجد ما يسمى انتماء بقدر ما يبحث كل لاعب عن متطلباته وأهدافه.
على النقيض كان موقف إدارة أنمار الحائلي وإدارة ماجد النفيعي، كأن التجميد هو الثأر والرد المناسب على رفض اللاعبين البقاء بالفريق، وكأنهم أجرموا.
وفي بلد مختلف آخر، لكن بنادٍ عربي كبير هو الأهلي المصري، حدث موقف مشابهة، عندما رفض أحمد فتحي تجديد عقده وأعلن قراره بالرحيل إلى نادي بيراميدز، رغم محاولات المسؤولين الكثيرة معه للتجديد، فكان رد الفعل أن اللاعب خرج من الباب الكبير بالنادي، وظل يشارك حتى آخر يوم بعقده، فكان خروجه من الملعب وقتها بتحية حارة من الجماهير.
الإدارات هي من تصنع المشهد للجماهير، هي من بيدها أن تزيد الاحتقان أو أن تقلل منه، يرددون دائمًا أننا في زمن الاحتراف واحترام رغبات اللاعبين، ثم تخرج منهم تصرفات صبيانية، تجعلك تدرك أننا بعيدون كل البعد عن الاحترافية.
اقرأ أيضًا..
عندما قلب سامي الجابر الطاولة على الأمير عبد الله بن مساعد: "افعل وإلا سأعتزل"
المستفز للنصراويين والمدريدي المتعصب .. إعلاميون ونقاد يعشقون الجدل
