منذ اللحظة التي دخل فيها الإسباني سيرخيو راموس إلى عيادة باريس سان جيرمان الفرنسي لإجراء الكشف الطبي تمهيدًا للانتقال إلى ملعب "حديقة الأمراء"، لم يخرج منها حتى الآن.
راموس، 35 عامًا، انضم إلى باريس سان جيرمان بعد انتهاء عقده مع نادي ريال مدريد الإسباني، وفشله في التوصل لاتفاق على التمديد مع إدارة "الميرنجي".
باريس سان جيرمان ضم راموس في سعيه لتكوين فريق أحلام، يقوده إلى المجد الأوروبي، وحصد لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي.
ولعل صفقات باريس سان جيرمان الصيفية، التي حصل فيها على توقيع أشرف حكيمي، وجورجينيو فاينالدوم، وجيانلويجي دوناروما، وأخيرًا ليونيل ميسي، تؤكد سعي نادي العاصمة الفرنسية ليكون الرقم الأصعب في منافسات دوري الأبطال.
الشكوك تحيط بموعد العودة
حكيمي، فاينالدوم، دوناروما، وميسي، جميعهم لعبوا مع باريس سان جيرمان خلال منافسات موسم 2021-2022، لكن الوحيد الذي لم يخض أي مباراة حتى الآن، كان راموس.
قائد ريال مدريد السابق غاب عن النادي الملكي تقريبًا طوال النصف الثاني من موسم 2020-2021 بسبب إصابات متفرقة، كان آخرها التهابًا في الأوتار جعله يغيب منذ مايو وحتى نهاية الموسم.
والآن، مع انتقاله إلى باريس سان جيرمان، فإن راموس يعاني من إصابة جديدة في ربلة الساق.
صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أكدت في وقت سابق أن راموس سيكون متاحًا لخوض مباراة باريس سان جيرمان ضد أنجيه في الجولة العاشرة من الدوري الفرنسي.
لكن الصحيفة نفسها تراجعت الأربعاء، وأشارت إلى أن راموس لم يتدرب حتى الآن مع المجموعة، وبالتالي تأكد غيابه عن مواجهة أنجيه، ثم مباراة لايبزيج الألماني في الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا.
تاريخ مقلق من الإصابات؟
في الحقيقة، وبنظرة متأملة في تاريخ إصابات راموس، نجد أن القائد السابق للنادي الملكي لا يملك سجلًا مقلقًا من الإصابات.
صحيح أنه غاب لمدة وصلت إلى 201 يومًا في موسم 2020-2021، ليغيب عن 30 مباراة خاضها ريال مدريد، لكنه في المواسم الخمس السابقة له مجتمعة غاب عن 44 مباراة فقط.
في موسم 2019-2020 تعرض راموس لإصابة واحدة غاب على إثرها لمدة 12 يومًا في الفترة بين 13 يناير 2020 وحتى الخامس والعشرين من الشهر نفسه.
وفي موسم 18-19 غاب عن 44 يومًا، ثم في موسم 17-18 غاب عن 39 يومًا، وغاب في موسم 16-17 لمدة 69 يومًا، فيما وصلت مدة غياب راموس عن ريال مدريد في موسم 15-16 إلى 73 يومًا.
أي أن راموس غاب في المواسم الخمس مجتمعة عن 237 يومًا، مقابل 201 في الموسم الماضي.
تاريخ راموس مع الإصابات ليس مقلقًا على الإطلاق، لكن حقيقة تقدمه في العمر، وعدم قدرة عضلاته على التعامل مع الضغط المستمر والمنافسة على أعلى مستوى جعلت عملية تعافيه تطول.
ربما تلك هي الحقيقة التي أدركها ريال مدريد وأغفلها باريس سان جيرمان، وبناء عليه قرر "الملكي" الانسحاب من عملية التجديد وترك أحد قادته التاريخيين يرحلون.
هدوء في باريس
مطلع أكتوبر الجاري، وخلال مقابلة مع قناة "كنال+" الفرنسية، تحدث البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي في باريس سان جيرمان عن وضعية راموس.
وقال ليوناردو: "كنا نعلم أنه لديه مشكلة، وكنا نعلم أنه لم يكن في حالة جيدة، وأنه كان يتعافى من إصابة".
وأضاف: "قضى إجازته وبعد ذلك توصلنا إلى اتفاق، إنه عقد لمدة عامين وليس لمدة شهرين، إنه ليس جاهزًا الآن، هذا كل شيء".
تصريحات البرازيلي تؤكد أن باريس سان جيرمان يثق في قدرة راموس على العودة إلى أفضل مستوياته، لكن الأمر يحتاج فقط إلى الصبر.
خوف مشترك!
باريس سان جيرمان وراموس لا يريدان الشعور بالضغط، والنادي الفرنسي لا يرغب في إجبار مدافعه على العودة في وقت مبكر.
إدارة باريس ترغب في أن يتكفل الوقت بتعافي راموس، وسيواصل تجنب الحديث عن موعد عودة اللاعب وظهوره الأول مع الفريق حتى يحين الوقت لذلك.
هل اشترى باريس التروماي؟
مع تقدم راموس في العمر، فإن مسألة تعافيه من الإصابات ستصبح أصعب بالتأكيد، وبالنظر إلى اندفاع الإسباني الدائم وقتاله على أرض الملعب، فإن الإصابات ستواصل ملاحقته.
ومع تحلي باريس سان جيرمان بالهدوء، حتى الآن على الأقل، فلا يوجد خوف على مستقبل راموس في "حديقة الأمراء".
ومع الوضع في الاعتبار أن سجل إصابات راموس، حتى الموسم الماضي، لم يكن مقلقًا، فإن الوقت وحده سيكون الحاكم على هذه التجربة.
انقر هنا من أجل المشاركة في تحديات باور هورس والفوز بجوائز قيمة