السيد الضظوي

أساطير مصرية منسية | من اتهموه بالسحر لمهارته الكبيرة وحيلته في القمة

قد تكون نجمًا فوق العادة، لكن يقرر الإعلام أن يمسح تاريخك من الأذهان، ربما سهوًا أو قد يكون عمدًا، فترى من هو أقل منك في كل شيء إلا أن الجماهير تتغنى به، أو من زاملك وحققتم سويًا الإنجازات وشهدت الملاعب على صولاتكم وجولاتكم، لكن لم تحظ أنت بالقدر الذي تستحقه من تخليد ذكراك.

حلقة جديدة يقدمها لكم جول GOAL  ضمن سلسلة أساطير مصرية منسية، حتى نعطي كل ذي حقٍ حقه، فالكرة المصرية تزخر بالأساطير المنسية، وليس أساطيرها فقط من تتردد أسماؤهم على الألسنة في الإعلام.

حلقتنا الليلة مع محمد السيد التابعي أو كما اشتهر  في الملاعب المصرية "السيد الضظوي" ابن مدينة بورسعيد..

نشأته وبدايته في الملاعب:

ولد الضظوي في الرابع عشر من سبتمبر عام 1926، وعرفته الملاعب المصرية وهو ابن الـ14 عامًا، إذ شاهده مدرب المصري آنذاك حسين الديب، في إحدى مباريات دوري المدارس، يلعب لصالح مدرسته "النيل الإبتدائية المشتركة"، ليبدأ بعدها رحلته الاحترافية في صفوف ناشئي الفريق البورسعيدي، قبل أن يتم تصعيده بعدها إلى الفريق الأول في عام 1943.

بداية تعارفه بالجماهير وسبب التسمية:

فرصة ذهبية أتيحت للضظوي، بعدما تغيب مهاجم المصري الأساسي محمد لهيطة قبل لقاء الديربي أمام بورفؤاد، لارتباطه بأداء الامتحانات، فلم يجد مدربه "الديب" أمامه سوى الاعتماد على الناشئ السيد التابعي، وبالفعل خاض الأسطورة لقاء الديربي، وتمكن من تقديم نفسه للجماهير بصورة هي الأفضل، إذ قدم مستوى طيب وأحرز هدفًا، ليخطف أنظار الجماهير.

تألق ابن بورسعيد اللافت للنظر جعل الجماهير تشبهه بالمحترف الإيطالي ديزي لوكيتي"، الذي كان يلعب في نادي فورتوس الإيطالي بمدينة بورسعيد، ليصبح لقبه في البداية "ديزي الصغير"، ثم كعادة المصريين تم تحوير الاسم ليصير "الضظوي".

إنجازاته مع المصري:

كي نخبركم عن مهارته لا يسع المجال لذلك، لكن يكفي أن نخبركم أم جمهور أطلق عليه لقب "الثعلب"، يمكنكم الآن أن تتخليوا كم كان ماهرًا، فلا يُطلق هذا اللقب إلا على الماهرين الحقيقيين.

حقق الثعلب عدة بطولات مع المصري، إذ حصل على لقب دوري القناة ست مرات متتالية منذ عام 1943 وحتى 1948، وقاده لوصافة كأس مصر ثلاث مرات أعوام 1945 و1947 و1954.

السيد الضظوي

رحلته بالأهلي:

أتى العدوان الثلاثي على مصر ليحرم البورسعيدية من نجمهم الأول، إذ انتقل بعده الضظوي إلى القلعة الحمراء، ليبدأ رحلة جديدة من الإنجازات، استمرت من عام 1956 وحتى 1961، حقق خلالها لقب الدوري أربع مرات، ولقبي كأس مصر عامي 1958 و1961.

في أول لقاء للثعلب أمام فريقه السابق المصري، غادر مع بعثة الشياطين الحمر بطائرة خاصة إلى بورسعيد، في لقاء حضره عبود باشا وعبد الرحمن لطفي، وفور نزوله للملعب، هتفت الجماهير موجهة حديثها لعبود باشا: "قولي عملك ايه الضظوي اللي أنت شاريه"، لكن قابل الثعلب الموقف بروح رياضية، وظل يضحك رفقة لاعبي الأهلي.

وعلق الضظوي على فترته بالقلعة الحمراء قائلًا: "من لم يلعب للأهلي، لم يلعب كرة قدم في حياته".

وأضاف: "الأهلي مدرسة رياضية وتربوية وأخلاقية شامخة، إدارته على أعلى مستوى، لاعبوه قمة في الأخلاق والتمسك بالمبادئ، وفي الأعوام الستة التي لعبتها به، لم أشعر للحظة واحدة أنني من غير أبناء النادي".

اقرأ أيضًا: علي حفظي .. نجم الأهلي الذي عمل خلف خطوط العدو في حرب أكتوبر 73

حيلته بالقمة:

خاض الضظوي عدة مباريات قمة مع الأهلي أمام الزمالك، وخلال إحداها لجأ إلى حيلة كي يجلب الفوز للمارد الأحمر..

ففي الوقت الذي تشير به النتيجة إلى التعادل الإيجابي 1-1، نصح الضظوي، مدافع الزمالك عبده نصحي، الذي كان مكلفًا بمراقبة الثعلب، إلى التقدم مع فريقه إلى الأمام كي يساهم في الكثافة الهجومية للأبيض، وبالفعل استجاب نصحي، لينجح بعدها الضظوي في التخلص من الرقابة اللصيقة وإحراز هدفين، حسم بهما المباراة للأحمر بنتيجة 3-1.

السيد الضظوي

اتهامه بالسحر:

كما صال وجال السيد التابعي مع المصري والأهلي، فعل أيضًا مع منتخب مصر، إذ انضم له لأول مرة عام 1948، وشارك في أولمبياد لندن بذاك العام، ليقود الفراعنة لاحتلال المركز الرابع، وسجل خلال إحدى مبارياتها أمام تشيلي ثلاثة أهداف "هاتريك".

كذلك شارك الضظوي مع مصر في أولمبياد هلسنكي 1952، بينما حصد لقب ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1951، وكان صاحب هدفي النهائي أمام منتخب إيطاليا.

أما عن اتهامه بالسحر فكان خلال إحدى المباريات الودية مع مصر أمام منتخب هولندا، والتي حضرتها ملكة هولندا.

اندهشت ملكة هولندا من المهارة الكبيرة التي يتمتع بها الثعلب، لتطلب النزول إلى أرض الملعب وتوجه اتهامات للأسطورة المصرية بإجراء سحرًا يجعل الكرة تتحرك بين أقدامه وكأن هناك مغناطيسًا، ليرد عليها باستكمال المباراة حافيًا.

اقتنعت الملكة بعدها بأن مهارة الضظوي حقيقية، لتطلب منه الاحتراف في هولندا، لكن رفض، لالتحاقه بالقوات المسلحة المصرية.

موقفه مع جمال عبد الناصر:

حضر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر لمباراة الفراعنة أمام الدانمارك، المؤهلة لأولمبياد هلسنكي 1952، والتي أقيمت بملعب القوات المسلحة بالعباسية.

الوقت الأصلي للمباراة انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1، ليقرر عبد الناصر الاجتماع باللاعبين ومن ضمنهم الضظوي، قاطعًا على نفسه وعدًا بمكافأة كبيرة حال تحقيق الفوز.

وبالفعل نزل الضظوي رفقة زملائه إلى الملعب، وأحرز هدفًا وسجل زميله محمد الجندي الآخر، ليحصل كل لاعب على 10 جنيهات ذهبية من رئيس الجمهورية.

اعتزاله ووفاته:

كما بدأ مسيرته في المصري عاد إليه من جديدة من عام 1961 وحتى 1964، وبعد أن حقق إنجازات جماعية، وإنجازات فردية كتحقيقه لقب هداف الدوري المصري أربع مرات، وأول من دخل نادي المائة في الدوري المصري بإحرازه 112 هدفًا خلال مسيرته، علق حذائه كذلك وهو ابن الفريق البورسعيدي.

وفي 24 ديسمبر عام 1991، استيقظت الجماهير المصرية على خبر وفاة الضظوي.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0