Florentino PerezGetty Images

10% والقيمة الأصلية 10 مليارات.. كواليس جديدة من نموذج ملكية ريال مدريد الجديد!

يترقب أعضاء نادي ريال مدريد، ما ستسفر عنه الجمعية العمومية المقررة في 23 نوفمبر الحالي، والتي ستُعقد حضوريًا وعبر الإنترنت في جناح كرة السلة بمدينة ريال مدريد الرياضية.

هذه الجمعية لن تكون عادية بأي حال، إذ من المتوقع أن تشهد طرح الرئيس فلورنتينو بيريز لواحدة من أكثر الخطط جذرية في تاريخ النادي، بيع حصة تصل إلى 10% من الكيان لمستثمر استراتيجي هذه الخطوة، التي تأتي في منعطف حاسم، تهدف بحسب بيريز إلى حماية النادي وضمان مستقبله المالي، مستندة إلى تقييم غير مسبوق لقيمة النادي الإجمالية تصل إلى 10 مليار يورو.

  • توضيح وجهة نظر بيريز

    النقطة الأكثر حساسية التي سيسعى فلورنتينو بيريز لتوضيحها للأعضاء هي أن هذه الخطة لا تعني بأي شكل من الأشكال تحويل ريال مدريد إلى شركة مساهمة رياضية، هذا هو الهاجس الأكبر لأعضاء مجلس الإدارة، الذين يخشون فقدان هويتهم وسيطرتهم على النادي.

    ويُعد ريال مدريد، إلى جانب برشلونة وأتلتيك بيلباو وأوساسونا، واحدًا من أربعة أندية فقط في إسبانيا لا تزال تحتفظ بنموذج النادي الذي يملكه أعضاؤه، بعد أن أُجبرت بقية الأندية على التحول إلى شركات في تسعينيات القرن الماضي.

    وبحسب ما ذكرته إذاعة "كادينا سير" فإن بيريز، سيؤكد أن النادي سيبقى ملكًا للأعضاء، وأن عملية انتخاب الرئيس ستستمر كما هي دون تغيير. الخطة هي مناورة مالية وقانونية تهدف إلى إدخال شريك استراتيجي لتعزيز القوة المالية للنادي، وليس تغيير طبيعته القانونية أو بيع هويته.

  • إعلان
  • استنساخ نموذج برنابيو

    وكشف التقرير عن آلية بيع 10% من النادي دون المساس بملكية الأعضاء، الإجابة تكمن في استراتيجية اتبعها النادي مؤخرًا في إدارة ملعب سانتياجو برنابيو الجديد.

    الفكرة لا تتمثل في بيع 10% من النادي كهيكل اجتماعي، بل في إنشاء شركة تجارية جديدة تمامًا تكون مملوكة بالكامل لريال مدريد، وتُعنى بإدارة الأصول التجارية وحقوق الاستغلال التجاري للنادي. بعد ذلك، سيتم بيع حصة 10% من هذه الشركة الجديدة للمستثمر،

    هذه الآلية تضمن دخول سيولة ضخمة تُقدر بمليار يورو، وفي الوقت نفسه تحافظ على الهيكل القانوني للنادي كما هو. وقد نجح ريال مدريد في تطبيق نموذج مشابه عندما تحالف مع شركات إدارة وتشغيل مرافق البرنابيو التجارية مقابل حصة من الأرباح المستقبلية.

  • حماية ريال مدريد من قانون الرياضة

    يرى فلورنتينو بيريز أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة ملحة لحماية النادي من الهجمات المحتملة على ملكيته، وأوضحت التقارير الصحفية، أن بيريز شعر بتهديد حقيقي خلال عملية مناقشة وإقرار قانون الرياضة الإسباني الأخير.

    اعتبر رئيس ريال مدريد أن هناك محاولات، خاصة من خصومه في رابطة الدوري الإسباني، لاغتصاب حقوق البث التلفزيوني التي يعتبرها النادي جزءًا أساسيًا من أصوله وتراثه، هذه المعركة القانونية كانت بمثابة جرس إنذار لبيريز، كشفت له أن الهيكل الحالي للنادي قد يكون غير محصن كفاية ضد التغييرات القانونية أو محاولات السيطرة الخارجية. لذلك، فإن إنشاء هيكل شركة جديدة وإدخال مستثمر حليف، هو في نظره بناء حصن جديد لحماية أصول النادي وضمان استقلاليته في مواجهة هذه التحديات.

  • فائدة للأعضاء

    هذه الخطة الثورية لا تهدف فقط إلى حماية النادي ماليًا، بل تحمل في طياتها مكافأة غير مسبوقة للأعضاء أنفسهم. التقييم الضخم البالغ 10 مليارات يورو ليس مجرد رقم يُطرح في الإعلام، بل هو أساس لزيادة القيمة الملموسة للعضوية. تشير المعلومات إلى أن الخطة تتضمن منح مشاركة أو حصة رمزية لكل عضو من أعضاء النادي. والأهم من ذلك، أنه من المتوقع أن يتم السماح للأعضاء ببيع هذه الحصص في المستقبل. وبحسب هذا التقييم، فإن بيع 10% مقابل مليار يورو نقدًا، يوفر غطاءً ماليًا يجعل القيمة الافتراضية لحصة كل عضو بافتراض وجود 100 ألف عضو تصل إلى 100 ألف يورو.

    بهذه الطريقة، سيشعر الأعضاء بأنهم يملكون جزءًا حقيقيًا وملموسًا من النادي يمكن تسييله. إنها الحجة الأقوى التي سيستخدمها بيريز لإقناع الأعضاء، فبينما يخشى البعض من فقدان النادي، يرى هو أن الأعضاء لم يكونوا يومًا ملاكًا حقيقيين للنادي كما سيصبحون في ظل هذا النموذج الجديد.

  • خطوة جديدة من طموح بيريز

    يهدف بيريز إلى جعل ريال مدريد، أقوى أندية العالم، ومن ضمن خطواته لتحقيق حلمه، أعلن في مطلع الشهر الحالي تدشين "سوق برنابيو"، والذي عبارة عن مساحة راقية ضخمة مخصصة للمطاعم والمحلات الفخمة، ويقع هذا السوق في منطقة استراتيجية داخل الملعب، حيث يمكن الوصول إليه مباشرة من خلال "بلازا دي لوس ساجرادوس كورازونيس"، وتحديدًا أسفل البوابة رقم 45.

    يقف خلف هذا المشروع الطموح مجموعة "أمييكاليا"، وهي واحدة من الأسماء البارزة في قطاع الضيافة والمطاعم الفاخرة، وذلك عبر ذراعها التشغيلي "ريستانيما"، وقد كشفت مصادر إعلامية إسبانية مطلعة أن المجموعة وقعت عقد امتياز مع نادي ريال مدريد يمتد لعشر سنوات قادمة، مما يعكس الثقة الكبيرة في نجاح هذا النموذج التجاري.