رغم خيبة الأمل في موسم 2023-2024، يرى كثيرون أن فترة تشافي أعادت الحياة إلى برشلونة الذي كان مهددًا بفقدان بريقه، كما منح الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب الذين أصبحوا لاحقٍا ركائز أساسية في الفريق تحت قيادة فليك.
لذلك، وبالرغم من الأخطاء التي يعترف بها بنفسه، يبقى تشافي شخصية تستحق التقدير من جماهير النادي الكتالوني، كونه ساهم في مرحلة انتقالية مهمة أعادت للفريق بعضاً من هويته المفقودة.
تشافي هيرنانديز لم يقتصر دوره على تحقيق الألقاب، بل كان له فضل كبير في تقديم مجموعة من أبرز المواهب الشابة التي أصبحت ركائز أساسية في برشلونة اليوم، مثل بيدري، جافي، أليخاندرو بالدي، إضافة إلى لاعبين آخرين منحهم الثقة والفرصة للتألق.
وخلال فترة تدريبه بين نوفمبر 2021 وصيف 2024، اعتمد تشافي على سياسة دمج الشباب مع الخبرة، وهو ما ساعد الفريق على استعادة جزء من هويته المفقودة، فقد منح الفرصة للاعب الوسط بيدري ليصبح أحد أهم عناصر الفريق، كما دفع بالنجم الصاعد جافي الذي تحول بسرعة إلى أحد أبرز المواهب في أوروبا بفضل شخصيته القوية وأدائه المميز في خط الوسط.
كذلك، ساهم المدرب الإسباني الشاب في بروز الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي الذي أصبح أساسيًا في التشكيلة، وأحد أهم اكتشافات برشلونة في السنوات الأخيرة.
إلى جانب هؤلاء، أعطى تشافي مساحة أكبر للاعبين مثل رونالد أراوخو الذي تطور ليصبح قائدًا دفاعيًا، وأنسو فاتي الذي رغم الإصابات المتكررة، حصل على دعم وثقة المدرب ليستعيد جزءًا من مستواه.
كما اعتمد على لامين يامال في بداياته، ليصبح لاحقاً أحد أبرز المواهب التي يراهن عليها النادي للمستقبل، خصوصًا بعد بدايته اللافتة تحت قيادة تشافي وتوهجه في الموسم الماضي مع قدوم هانزي فليك، ليصبح المنافس الأشرس على جائزة الكرة الذهبية ويحتل مقعد الوصافة خلف الفرنسي عثمان ديمبيلي، رغم أنه لم يتجاوز عامه الـ18 بعد.
وبذلك، يمكن القول إن إرث تشافي التدريبي لا يقتصر على البطولات التي حققها، بل يمتد إلى تجديد دماء الفريق وإعادة بناء قاعدة شبابية قوية، وهو ما استفاد منه خليفته فليك في مواصلة مشروع إعادة برشلونة إلى قمة المنافسة الأوروبية.