FC Barcelona v SSC Napoli: Round of 16 Second Leg - UEFA Champions League 2023/24Getty Images Sport

"اللعنة، ماذا حدث لي؟" .. تشافي هيرنانديز يكشف عن أكبر أخطائه خلال ولايته في برشلونة

أقر أسطورة برشلونة تشافي هيرنانديز، بأخطائه خلال فترة توليه تدريب الفريق الكتالوني، وذلك في حديثه الأخير الذي أدلى به في حرم جامعة ESIC، حيث استعرض تجربته وما واجهه من صعوبات، مظهرًا قدرة كبيرة على النقد الذاتي والاعتراف بالتقصير.

ويرى تشافي أنه كان يسير في طريق صحيح ليعيد هيبة برشلونة على الساحة المحلية والأوروبية، خصوصًا بعد فوزه في الموسم الثاني بالدوري الإسباني وكأس السوبر، إلا أنه كشف عن السبب وراء انهيار التجربة وتحول مساره مع الفريق.

  • Hansi Flick Xavi Hernandez GOAL OnlyGoal AR

    نهاية غير ودية بعد موسم مخيب

    انتهت حقبة تشافي كمدرب لبرشلونة في صيف عام 2024 بعد سلسلة من القرارات المتناقضة، ففي يناير من ذلك العام أعلن بنفسه أنه لن يستمر، قبل أن يتم تأكيده لاحقًا كخيار محتمل، ليغادر في نهاية الموسم بعد حملة بلا ألقاب وتصريحات اعتبرها مجلس الإدارة متشائمة أكثر من اللازم.

    هذه الظروف جعلت رحيله غير ودي، وأفسحت المجال لقدوم المدرب الألماني هانزي فليك، الذي استطاع انتشال الفريق من دوامة النتائج السلبية وقاده إلى تحقيق موسم مثالي بتتويجه بالبطولات المحلية الثلاثة وبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه ودع المنافسات بخسارة قاسية أمام إنتر الإيطالي.

  • إعلان
  • بداية قوية ثم تراجع تدريجي

    تشافي استهل مشواره التدريبي مع برشلونة بنهاية قوية لموسم 2021-2022، حيث تمكن الفريق من الصعود إلى المركز الثاني في الدوري الإسباني وقدم مباريات لافتة، رغم عدم تحقيق أي بطولة والخروج المفاجئ أمام آينتراخت فرانكفورت في الدوري الأوروبي.  

    لكن ذروة نجاحه جاءت في الموسم التالي، حين قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني، قبل أن تبدأ الأمور في الانحدار بشكل واضح.

  • Sevilla FC v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    اعترافات صريحة بالنقص في المعايير

    المدرب السابق لبرشلونة، أوضح أنه بدأ مسيرته في برشلونة بمعايير عالية وتوقعات كبيرة سواء من اللاعبين أو النادي، خصوصًا أن الفريق كان يمر بفترة من انخفاض الطموحات.

    لكنه يعترف بأنه لم يتمكن من الحفاظ على تلك المعايير سوى لعام واحد فقط، قائلًا: "خطئي أنني أبقيت تلك المعايير العالية لعام واحد فقط، منذ وصولي وحتى الفوز بالدوري والسوبر .. بعدها قلت لنفسي: اللعنة، ماذا حدث لي؟".  

    وأضاف أنه مع مرور الوقت أصبح أكثر قدرة على النقد الذاتي، مشيرًا إلى أنه خفض تلك المعايير تدريجيًا، ما انعكس على اللاعبين الذين فقدوا نفس الروح والاحترام والجهد، حتى وصل الأمر في موسمه الأخير إلى عدم تحقيق أي لقب.

  • إرث يستحق التقدير رغم الإخفاقات

    رغم خيبة الأمل في موسم 2023-2024، يرى كثيرون أن فترة تشافي أعادت الحياة إلى برشلونة الذي كان مهددًا بفقدان بريقه، كما منح الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب الذين أصبحوا لاحقٍا ركائز أساسية في الفريق تحت قيادة فليك.  

    لذلك، وبالرغم من الأخطاء التي يعترف بها بنفسه، يبقى تشافي شخصية تستحق التقدير من جماهير النادي الكتالوني، كونه ساهم في مرحلة انتقالية مهمة أعادت للفريق بعضاً من هويته المفقودة.

    تشافي هيرنانديز لم يقتصر دوره على تحقيق الألقاب، بل كان له فضل كبير في تقديم مجموعة من أبرز المواهب الشابة التي أصبحت ركائز أساسية في برشلونة اليوم، مثل بيدري، جافي، أليخاندرو بالدي، إضافة إلى لاعبين آخرين منحهم الثقة والفرصة للتألق.

    وخلال فترة تدريبه بين نوفمبر 2021 وصيف 2024، اعتمد تشافي على سياسة دمج الشباب مع الخبرة، وهو ما ساعد الفريق على استعادة جزء من هويته المفقودة، فقد منح الفرصة للاعب الوسط بيدري ليصبح أحد أهم عناصر الفريق، كما دفع بالنجم الصاعد جافي الذي تحول بسرعة إلى أحد أبرز المواهب في أوروبا بفضل شخصيته القوية وأدائه المميز في خط الوسط.

    كذلك، ساهم المدرب الإسباني الشاب في بروز الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي الذي أصبح أساسيًا في التشكيلة، وأحد أهم اكتشافات برشلونة في السنوات الأخيرة.  

    إلى جانب هؤلاء، أعطى تشافي مساحة أكبر للاعبين مثل رونالد أراوخو الذي تطور ليصبح قائدًا دفاعيًا، وأنسو فاتي الذي رغم الإصابات المتكررة، حصل على دعم وثقة المدرب ليستعيد جزءًا من مستواه.

    كما اعتمد على لامين يامال في بداياته، ليصبح لاحقاً أحد أبرز المواهب التي يراهن عليها النادي للمستقبل، خصوصًا بعد بدايته اللافتة تحت قيادة تشافي وتوهجه في الموسم الماضي مع قدوم هانزي فليك، ليصبح المنافس الأشرس على جائزة الكرة الذهبية ويحتل مقعد الوصافة خلف الفرنسي عثمان ديمبيلي، رغم أنه لم يتجاوز عامه الـ18 بعد.

    وبذلك، يمكن القول إن إرث تشافي التدريبي لا يقتصر على البطولات التي حققها، بل يمتد إلى تجديد دماء الفريق وإعادة بناء قاعدة شبابية قوية، وهو ما استفاد منه خليفته فليك في مواصلة مشروع إعادة برشلونة إلى قمة المنافسة الأوروبية.