كان اسم هاري كين مرتبطًا دائمًا بزيارات متكررة لشباك آرسنال خلال سنواته مع توتنهام، حتى تحوّل الأمر إلى عادة يعرفها الجميع في إنجلترا.
فالمهاجم الإنجليزي اعتاد أن يكون العُنصر الأكثر إزعاجًا لآرسنال في موقعة شمال لندن، وسجل خلالها أهدافًا حاسمة صنعت جزءًا كبيرًا من تاريخه.
لكن المفارقة أن هذه القاعدة التاريخية انهارت تمامًا في ثالث مواجهة له أمام آرسنال بقميص بايرن ميونخ؛ حيث فشل كين في هز الشباك أو حتى تشكيل الخطر المتوقع منه، للمباراة الثانية على التوالي في تاريخ مواجهات الفريقين.
غياب كين عن التسجيل لم يكن مجرد يوم سيئ، بل كان دليلًا واضحًا على التطور الدفاعي الكبير لآرسنال، فالمدافعون تعاملوا مع كين بوعي كبير، سواء بالضغط الثنائي أو بعزله عن الصندوق.
وآرسنال لم يمنح كين المساحة التي كان يجدها بسهولة مع توتنهام في الديربيات السابقة، والرقابة كانت مركّزة على منع استلامه للكرة بين الخطوط، وهو أكثر ما أتقنه طوال مسيرته.
هذا الأمر قدّم رسالة واضحة للجميع، بأن آرسنال لم يعد ذلك الفريق السهل الذي كان يعاني أمام المهاجمين الكبار.
مع استمرار المعاناة وفشل اختراق دفاع آرسنال، اضطر كين إلى التحرك للخلف وترك منطقة الجزاء، ومحاولة فتح مساحات لزملائه عبر سحب المدافعين، ولكن كل هذه المحاولات لم تُحدث أي تأثير، لأن دفاع آرسنال استطاع مراقبة تحركاته العمودية والأفقية، دون ترك أي ثغرة حقيقية في العمق.
فشل كين في التسجيل أمام آرسنال بثوبه الجديد لا يُقلل منه، لكنه يسلط الضوء على نقطتين مهمتين، أولهما آرسنال وصل إلى مستوى نضج دفاعي لم يكن موجودًا في حقبة كين مع توتنهام، والثانية هي أن بايرن بحاجة لابتكار حلول إضافية، لأن الاعتماد على كين وحده لم يعد كافيًا أمام الفرق الكبرى.