GOAL ONLY Salah gfxGoal AR

ميسي سجان الأشقاء ومصيدة صلاح تنتظر.. هل أهدت قرعة المونديال العرب تذكرة عبور أم تأشيرة خروج؟

واشنطن لم تنم الليلة، ونحن أيضاً، ففي ليلة صاخبة بالعاصمة الأمريكية، سقط القناع عن وجه مونديال 2026، النسخة الأضخم، الـ 48 منتخباً، والفوضى المنظمة. 

الكل كان ينتظر ما ستسفر عنه زيادة الكعكة العربية، لكن ما أفرزته الكرات الزجاجية لم يكن مجرد قرعة؛ بل كان سيناريو سينمائياً بامتياز. 

طرقٌ مفروشة بالورود، وأخرى مفروشة بالألغام، ومواجهات تجعل دقات القلب تتسارع بشكل غير صحي!

  • Argentina v France: Final - FIFA World Cup Qatar 2022Getty Images Sport

    ديربي في حضرة الماعز

    هل يمزح القدر معنا؟ أن تضع القرعة الجزائر والأردن في قفص واحد بالمجموعة العاشرة، فهذه قمة الدراما، لكن أن يكون السجان هو ليونيل ميسي ورفاقه؟ هنا يتحول المشهد إلى جنون مطلق.

    دعونا لا نضحك على أنفسنا؛ الأرجنتين ستتصدر، البرغوث سيتمشى في دور المجموعات كأنه في نزهة بحديقة منزله، المعركة الحقيقية، أو بالأحرى المجزرة الكروية، ستكون على الوصافة.

    محاربو الصحراء يملكون الكعب العالي فنياً وخبرة السنين، لكن حذارِ من النمسا؛ فريق يركض 90 دقيقة بلا توقف. 

    أما النشامى، فهم أمام امتحان العمر، مباراتهم مع الجزائر ليست مجرد 3 نقاط، هي ديربي مشاعر، ومعركة تكتيكية مفتوحة.

     هل ينجح الأردنيون في ترويض خبرة الجزائريين؟ أم أن رفقاء محرز سيلتهمون الأخضر واليابس؟

  • إعلان
  • Mohamed Salah Egypt 2025Getty Images

    صلاح.. وفخ جارسيا

    في المجموعة السابعة، الرواية تختلف، مصر وبلجيكا، مواجهة تبدو مرعبة على الورق، لكن دعوني أهمس لكم سراً: الشياطين الحمر لم يعودوا بتلك الشراسة.

    الأجمل من ذلك؟ المواجهة الشخصية، محمد صلاح في مواجهة أستاذه السابق رودي جارسيا، الجمهور السعودي يبتسم الآن، فهم يعرفون جارسيا جيداً مع النصر؛ مدرب قد يغرق في شبر ماء بالمواعيد الكبرى!

    هنا تكمن فرصة الفراعنة، عقدة الخواجة تحطمت عبر السنوات بتفوق متكرر على منتخب بلجيكا، وصلاح يعرف كيف يلدغ دفاعات بلجيكا البطيئة، ولو لعب حسام حسن بذكاء واستدرج جارسيا للفخ، قد نرى مفاجأة مدوية.

    لكن مهلاً.. الخطر الحقيقي ليس بلجيكا فقط، بل في البعبع الإيراني؛ منتخب بدني شرس لا يرحم، ومباراة الوصافة معه ستكون تكسير عظام حرفياً.

    أما ثالث منتخبات المجموعة نيوزيلندا فيجب على الفراعنة استحضار كل ما لديهم من قوة حتى يخرجوا بنقاط تلك المباراة، فقد تكون تذكرة عبورهم الحقيقية للدور التالي.

  • TOPSHOT-FBL-WC-2018-MATCH36-ESP-MARAFP

    أسود الأطلس.. نزهة أم فخ؟

    رابع العالم لا يهاب أحداً، نقطة ومن أول السطر، المغرب في المجموعة الثالثة مع البرازيل؟ فليكن.

    السامبا لها هيبتها، وصدارة المجموعة قد تكون محجوزة لفينيسيوس ورفاقه منطقياً لكن لا شيء محسوم مع منتخب أخرج البرتغال وإسبانيا والكبار من قبل.

    اسكتلندا وهايتي؟ مع كامل الاحترام، هذه مباريات لجمع الغلة التهديفية، لا لاختبار الأعصاب، نجوم المغرب في مستوى آخر تماماً، وحصد الست نقاط من هذين اللقائين ليس طموحاً بل واجب وطني.

    الأسود مطالبون بحسم التأهل من تلك المباريات، ويدخلوا مباراة البرازيل أيًا ما كان ترتيبها بمعنويات مرتفعة وضغوط غير موجودة، وربما يلقنون السامبا درساً في فنون الكرة، كما فعلوا مع كبار أوروبا في قطر.

  • Saudi Arabia v South Korea: Round Of 16 - AFC Asian CupGetty Images Sport

    مناطق الموت.. والآلة الحاسبة

    هنا نصل للجزء المؤلم من القصة، تونس؟ يا له من حظ عاثر! نسور قرطاج وجدوا أنفسهم بين مطرقة الطواحين الهولندية وسندان الساموراي الياباني الذي لا يهدأ، مجموعة تتطلب رئة ثالثة للتنفس، وتكتيكاً انتحارياً لخطف نقطة.

    الوضع لا يقل سواداً عند العنابي القطري؛ محاصر بين كندا صاحبة الأرض، وسويسرا ملوك الانضباط، وقد تلحق بهم إيطاليا! هذه ليست مجموعة، هذه غرفة تعذيب، العبور من هنا يحتاج معجزة، أو ريمونتادا على قوانين المنطق.

    وأخيراً الأخضر السعودي.. إسبانيا وأوروجواي؟ هل كان المسؤول عن سحب الكرات غاضباً من السعوديين؟ المهمة تبدو شبه مستحيلة، والحل الوحيد هو الواقعية القبيحة؛ الفوز الكاسح على كاب فيردي، وركن الحفالات أمام المرمى للخروج بأقل الخسائر أمام العمالقة، وتفعيل الآلة الحاسبة لعل وعسى، كما تحدثنا قبل قليل.

  • بيت القصيد.. العبرة بالخواتيم

    دعونا نضع الرومانسية الكروية جانباً، تاريخنا كعرب في المونديال مليء بعبارات الأداء المشرف والخسارة بشرف، مللنا منها!

    في مونديال 48 منتخباً، الشطارة ليست في مجاراة البرازيل أو الأرجنتين والاستحواذ السلبي، الشطارة هي افتراس الصغار.

    من سيسحق هايتي وكاب فيردي ونيوزيلندا ويملأ شباكهم بالأهداف، هو من سيحجز تذكرته للدور القادم.

    أما من سيتفلسف أمام الكبار ويضيع النقاط السهلة.. فليجهز حقائبه من الآن، لأن الطائرة عائدة مبكراً!