Mohamed Salah slump GFXGOAL

محمد صلاح "الصامت" وسط انتكاسات ليفربول .. من قدوة إلى هاوٍ يحصل على مراده بـ"طرق مبتذلة"!

من كل حدبٍ وصوب توجه سهام النقد إلى النجم المصري محمد صلاح؛ جناح ليفربول، محبوه قبل كارهيه .. لا أحد يدخر جهدًا في ذلك، فبقدر قيمته، بقدر ما تكون الانتقادات الموجهة له، خاصةً وإن كان لا يقدم نهائيًا الموسم الجاري ما يشفع له!

ربما يرى البعض أن ذلك مبالغ به بعض الشيء، في ظل ما حققه "مو" في السنوات الأخيرة مع ليفربول من نجاحات، لكن معلوم أن الجمهور لا يعيش على الماضي، فالحاضر دائمًا ما يفرض نفسه، قد ينظر إلى الغد إلا أنه نادرًا ما يقرر أن ينظر لماضيك طالما أقدامك لا تزال في الملعب، تفعل فقط عند تعليق حذائك.

لكن بعيدًا عن الأمور الفنية التي يتحدث عنها الكثيرون من أسباب تراجع مستوى صلاح، سلط جيمي كاراجر؛ أسطورة الريدز، الضوء على شيء آخر "مستفز" بالنسبة له أكثر من الجوانب الفنية..

"الآن لا أسمع صلاح إلا عندما يفوز بجائزة رجل المباراة أو عندما يحتاج إلى عقد جديد. أود أن أراه يخرج كأحد أساطير ليفربول ويتحدث باسم الفريق" .. هكذا قال كاراجر، تعبيرًا عن غضبه منه الصمت القاتل المسيطر على الجناح المصري، رغم أنه أحد قادة الفريق.

ربما تتفق أو تختلف مع منتقدي صلاح في كل شيء إلا أن ما سلط كاراجر الضوء عليه تحديدًا لا خلاف عليه .. فصلاح ليس هو بالرجل "الخجول"، بل يعرف تمامًا كيف يحافظ على حقوقه في مختلف المواقف، لكن السؤال له الآن "ماذا عن واجباته تجاه الجماهير؟! .. فأحيانًا لا يجب انتظار الرد في الملعب!، وشخص صاحب "صوت عالٍ" كالنجم المصري حتمًا الجميع ينتظر منه الكلام في هذه الفترة.

في الإطار نفسه، دعونا نستعرض سويًا في السطور التالية أبرز مواقف "الصوت العالي" لمحمد صلاح، والتي تُثبت أن صمته حاليًا ما هو إلا استفزاز أكثر للجماهير، وقد تكون رسالة مفادها "اقترب الرحيل"..

  • أزمة "صورته" في كأس العالم 2018

    قبل كأس العالم روسيا 2018، استغل الاتحاد المصري لكرة القدم صور صلاح في بعض الدعايا والإعلانات.

    لكن المشكلة أن الجانب المصري فعل ذلك تجاه بعض الشركات المنافسة لرعاة صلاح بالأساس، ما كان سيورطه في مشكلات تعاقدية مع تلك الشركات.

    وقتها لم يتردد مو في اللجوء للجماهير لحشدها ضد اتحاد الكرة، وعبر حسابه بمنصة "إكس"، كانت تغريدته المهاجمة للمسؤولين: "الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا له الراحة.. لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تمامًا.. ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي ... لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟!".

    بل وواصل صلاح تصعيده، فخرج في فيديو خاص للرد على بيان اتحاد الكرة الذي كذّب به مزاعم وكيله رامي عباس بشأن محاولات حل الأزمة بشكل ودي، متهمًا الاتحاد بتضليل الرأي العام، وعدم حماية اللاعبين خلال المعسكرات المختلفة!

  • إعلان
  • صرخته في وجه جمهور مصر من أجل "متحرش"

    في كأس أمم إفريقيا 2019 على الأراضي المصرية، ضربت معسكر الفراعنة أزمة لم تكن على البال في توقيت حساس..

    حينها خرجت عدد من الفتيات كاشفة عن إرسال عمرو وردة؛ لاعب المنتخب المصري، لعدة رسائل تحرش بهن، داعمات موقفهن بوقائع موثقة على هواتفهن.

    تلك الواقعة، دفعت الاتحاد المصري لكرة القدم لإعلان استبعاد وردة من المعسكر نهائيًا، خاصةً وأنه صاحب وقائع مشابهة في عدد من الأندية الأوروبية، ما ساهم في طرده وفسخ عقده.

    لكن ماذا فعل صلاح؟، عقب هدفه في شباك أوغندا بالجولة الثالثة من مرحلة المجموعات، وقف أمام الجماهير بوجه حاد رافضًا للاحتفال، غضبًا من كم الانتقادات التي طالت المنتخب على خلفية هذه الأزمة.

    ولم يكتف صلاح بذلك، بل وكتب رسالة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" – تويتر آنذاك – مطالبًا الجمهور بمنحه فرصة ثانية..

    مو كتب وقتها: "لا بد أن تعامل المرأة بطريقة محترمة، إن قالت (لا) فهي تعني (لا). هذه أشياء لا جدال بها. لكنني أيضًا أؤمن بأن من يخطئ يمكن أن يتغير للأفضل ولا يجب أن يُعدم، كونها الطريقة الأسهل".

    وأضاف: "علينا أن نؤمن بالفرصة الثانية، نحتاج لتوجيه النصح والإرشاد، فالإبعاد ليس حلًا".

    وبالفعل مهد دعم صلاح ولاعبي المنتخب المصري عودة وردة من جديد لمعسكر كأس إفريقيا 2019!

  • مشادة مع كلوب

    في أبريل 2024، التقى ليفربول بوست هام يونايتد، ضمن الجولة الـ35 من الدوري الإنجليزي الممتاز، في لقاء دخله صلاح كبديل بقرار من مدربه الألماني يورجن كلوب.

    لكن في الدقيقة 79 من عمر المباراة، قرر الألماني الدفع بالفرعون المصري، وهنا كانت المشكلة..

    كلوب – كما هي عادته – ذهب لمصافحة صلاح قبل النزول لأرض الملعب، لكنه تفاجئ بمصافحة باردة من اللاعب، الذي اكتفى بلمس يده مع الذهاب بعيدًا عنه، ومن ثم تطورت المشادة بينهما على خط الملعب، قبل أن يفصل بينهما المهاجم الأوروجواياني داروين نونيز.

    هنا ليست النهاية .. فعندما سألته الصحافة عن تلك المشادة عند خروجه من الملعب، علق صلاح: "ستشتعل النيران إن تحدثت اليوم!".

  • حشده للجمهور لحل أزمة تجديد عقده

    في الجولات الأخيرة من الموسم الماضي، وفي ظل نهاية عقده مع ليفربول، كان صلاح يخرج علينا كل مباراة تقريبًا للحديث عن اقتراب رحيله عن الريدز.

    "سأستمتع بعامي الأخير مع ليفربول"، "هذا عامي الأخير هنا"، "الرحيل أقرب من البقاء"، "أنا محبط بسبب إدارة ليفربول" .. وما شابه من تصريحات خرجت ضد مجلس الريدز في فترة زمنية قصيرة، في ظل عدم إسراع عملية تجديد عقده الذي كان ينتهي بنهاية موسم 2024-2025.

    وفي الأخير، وصل صلاح لمراده وبالفعل جدد عقده مع ليفربول في النهاية!

  • مواجهة الجماهير من أجل نونيز ودياز

    موقف آخر كان بإمكان صلاح أن يصمت به، خاصةً وأنه لا يعنيه شخصيًا، لكنه قرر الخروج للتنظير على الجماهير..

    في صيف 2025، تخلى ليفربول عن الثنائي داروين نونيز ولويس دياز، في المقابل تعاقد مع صفقات بقيمة نصف مليار يورو، على رأسها ألكساندر إيزاك، فلوريان فيرتس وغيرهما.

    وعلى خلفية تلك الصفقات، سخرت عدد من الحسابات الجماهيرية لليفربول من كتيبة الموسم الماضي 2024-2025 مقارنة بالموسم الحالي (قبل بداية الموسم وتلقي عدة هزائم)، حيث دعا حساب "Anfield Edition" الجمهور لتقديم أمثلة على عمليات تطوير وتحسين في جودة اللاعبين عبر تاريخ كرة القدم أفضل من استبدال نونيز بإيزاك ودياز بفيرتس.

    لكن صلاح لم يعجبه ذلك، فكتب عبر حسابه على "إكس": "هل يمكننا الاحتفال بالصفقات العظيمة القادمة دون تقليل الاحترام من أبطال الدوري الإنجليزي؟".

    يبدو أن مو وقتها كان يعلم أن مستواه هو شخصيًا سيكون متراجعًا، فبادر بالدفاع عن رفاقه في الموسم الماضي!

  • معاقبة ليفربول على إجلاسه بديل

    الموقف الأخير كان من نصيب أرني سلوت؛ المدير الفني لليفربول، حيث تجرأ على إجلاس صلاح كبديل في بعض المباريات بالموسم الجاري وهو ما لم يعجب المصري بالطبع.

    رد فعل صلاح في هذا الشأن برز تحديدًا عقب مواجهة فرانكفورت آينتراخت، بالجولة الثالثة من مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا 2025-2026، حيث المباراة التي شارك بها مو كبديل في الدقيقة 74.

    عقب المباراة، قام صلاح فورًا بحذف عبارة "لاعب في ليفربول" من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مع حذف صورته الشخصية بقميص الريدز، وهو الوضع المستمر حتى وقتنا هذا.

    Mohamed Salah Accountsocial gfx

  • هل يتحرك صلاح؟

    الأكيد أن من حق صلاح أن يدافع عن حقوقه، حتى وإن كان أغلب ما فعله – مما ذكرناه في السطور السابقة – "مُبتذل" ولا يليق بلاعب بقيمته، خاصةً وأنه قدوة للكثيرين سواء في الوطن العربي أو حتى أوروبا.

    لكن يبقى أن يقدر الجناح المصري كذلك غضب جماهير ليفربول واحتراقها على ما يمر به الفريق في الموسم الجاري، فكلمة من قائد كافية لإحداث الكثير، وهو ما يطلبه الجمهور حاليًا منه، خاصةً وأنه ليس بـ"اللاعب الخجول" بل يجيد الصياح في أوقات حتى غير مناسبة.