Luka Modric Croatia World Cup (Goal Only)Goal AR

نجم تورينو أحرجه والمونديال الأخير يناديه .. احذر يا مودريتش أن تعيش حلم رونالدو وتستيقظ على واقع إنييستا الأليم!

إذا كنت تقرأ عن تاريخ كأس العالم، ووجدت لحنًا نابعًا من إحدى صفحاته، فاعلم أن "المايسترو" يقدم معزوفته الجديدة، ذلك هو لوكا مودريتش، القائد الأربعيني الذي عبر بسفينة الكروات، بين أمواج جزر الفارو "المتلاطمة"، ليحجز مقعده المعتاد في نهائيات كأس العالم 2026.

في ظل الحديث عن الأفضلية في تاريخ الكرة، في العصر الحديث، بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، يواصل "المقاتل" مودريتش تحركاته بهدوء نحو البحث عن تاريخ جديد في المونديال، بعدما صنع طفرة الكروات في روسيا، وكان على بعد خطوة من بلوغ نهائي قطر.

اليوم، يستعد مودريتش لرحلة جديدة في كأس العالم، في نسخة يُتوقع أن تشهد "الرقصة الأخيرة" لعدد من أساطير الكرة، من قلب الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وقاد مودريتش، منتخب كرواتيا، لفوز شاق على "ضيفه" جزر فارو بنتيجة (3-1)، في مباراة الجولة قبل الأخيرة، من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2026.

وكان للضيوف السبق في المباراة، بهدف أحرزه جيزا توري في الدقيقة 16، ثم رد الكروات بثنائية جوسكو جفارديول وبيتار موسى ونيكولا فلاسيتش في الدقائق 23 و57 و70.

ماذا قدم لوكا مودريتش في تلك المواجهة؟ هذا ما تستعرضه النسخة العربية من موقع GOAL، في النقاط التالية..

  • استحواذ بطعم "الإنقاذ"

    حتى نهاية الشوط الأول، كان عنوان اللقاء هو "استحواذ" سلبي للمنتخب الكرواتي، أمام مرتدًات سريعة ودقيقة من أبناء جزر فارو، ويكفي أن نرى استحواذ الكروات 70% مقابل 30% للآخرين، فيما أرسل المنتخب الكرواتي 11 تسديدة، منها اثنتين فقط على المرمى، ومثلها وجه جزر فارو كراته نحو المرمى من فرصتين فقط.

    انقلب الحال في الشوط الثاني، فصار الاستحواذ والضغط والخطورة من قِبل المنتخب الكرواتي، فيما تراجع أبناء "جزر الأغنام" كثيرًا، وصاروا مجبرين على تأمين دفاعاتهم أمام طوفان أصحاب الأرض، الذي حقق غايته في الأهداف الثلاث، والتي جاءت من 3 طرق مختلفة، بين مجهود جفارديول الفردي، ثم بينية وتسديدة موسى، وعرضية إلى فلاسيتش، ثم رأسية في الشباك.

  • إعلان
  • Modric CroaziaGetty Images

    وماذا عن مودريتش؟

    في خضم محاولات الكروات من أجل العودة، مارس لوكا مودريتش، دوره المعتاد في تمريراته الدقيقة، وربطه الرائع بين الخطوط، وكذلك تحركاته واللعب على استغلال "هفوات" جزر فارو في الدفاع، رغم التكتل الكبير، بتواجد خمسة لاعبين في الخلف، ثم المساهمة في تهديد مرمى الحارس ماتياس لامهوج.

    ورغم معاناة مودريتش، مثل زملائه، من المرتدّات السريعة لأبناء جزر فارو، والتي يحمل مسؤوليتها الدفاع في المقام الأول، في ظل الضغط القوي لقطع الكرات، والانطلاقات المسرعة نحو ليفاكوفيتش، إلا أن نجم ميلان، ساهم بتمريراته وانطلاقاته للأمام في إحكام سيطرة الكروات على مجريات اللعب.

    بلغة الأرقام، قدم مودريتش تمريرتين مفتاحيتين خلال المواجهة، كما قدم 64 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة بلغت 85%، فيما تمكن من استعادة الكرة من المنافس 3 مرات، بينما خسر الاستحواذ على الكرة 15 مرة.

  • نجم تورينو يحرج مودريتش!

    وبالحديث عن الجانب الهجومي، فإن مودريتش سدد 4 كرات، منها واحدة فقط اتخذت طريقها نحو ما بين الخشبات الثلاثة، فيما تم قطع تسديدتين منه.

    مودريتش حاول مباغتة حارس جزر فارو مرتين في الدقيقتين 33 و39، بتسديدتين من خارج المنطقة، إلا أن الحارس تصدى للأولى، بينما مرت الثانية "المُلتفة" فوق العارضة بقليل.

    وبعد خروج مودريتش، في الدقيقة 60، دخل لاعب تورينو، نيكولا فلاسيتش، الذي لم يحتج سوى عشر دقائق ليوقع على الهدف الثالث للكروات، في رسالة محرجة غير مباشرة لنجم ميلان.

  • احذر أن تعيش حلم رونالدو فتستيقظ على واقع إنييستا

    لأن الجسد لا يرحم، كما قال ليونيل ميسي، وجه لوكا مودريتش، إشارة بالتغيير إلى المدرب زلاتكو داليتش، والذي قام باستبداله بعد مرور ساعة على المباراة.

    رغم أن الجميع يتحدث عن ذلك الفتى الكرواتي الذي يرفض الاستسلام للعمر على غرار كريستيانو رونالدو، فيشيدوا بأدائه مع ميلان وكأنه لا يزال في العشرين، فضلًا عن شخصيته القيادية داخل الملعب، إلا أن الواقع يقول إن مودريتش الذي احتفل بعامه الأربعين قبل أيام، بات في صراع من أجل البقاء، ليؤكد أن "الرقصة الأخيرة" قد لا تكون في كأس العالم فقط، بل في مشواره مع ميلان، رغم مستوياته الرائعة في الوقت الحالي.

    وبينما يدور الجدل حول مستقبله، في ظل الحديث عن العروض من السعودية وقطر، ورغم كونه لاعبًا "فئة A"، بتاريخه الكبير مع ريال مدريد ومستوياته مع ميلان، إلا أن مؤشر العمر، واتجاه الفرق نحو تجديد الدماء بلاعبين أصغر سنًا، فالخوف أن نجد مصير مودريتش، يصير مطلوبًا في أحد الأندية المتوسطة، خاصة وأنه لم يتم الكشف عن هوية الأندية الخليجية التي ترغب في ضمه.

    ورغم كونه سيناريو مستبعدًا، ولكنه أيضًا متاح، فإن الواقع يقول إن "الاستمرارية" ستكون معيار مودريتش، في ظل تقدم السن، والاستعداد للرقصة الأخيرة في المونديال، أما إذا ما اتجه إلى أندية الخليج، فالخوف أن يعيش على حلم رونالدو، وينتهي به الأمر إلى واقع إنييستا الذي اختتم مسيرته بـ"الهبوط" في الدوري الإماراتي مع نادي الشعب.

  • Luka Modric CroatiaGetty Images

    كلمة أخيرة..

    رغم أنه قبل انضمامه لمنتخب بلاده، كانت كرواتيا بالفعل تحمل إرثًا في كأس العالم، بالفوز ببرونزية "فرنسا 1998"، في نسخة شهدت تألق دافور سوكر، إلا أن مودريتش لم يثبت بلاده على الخريطة المونديالية فقط، بل إنه كان قريبًا من قيادة طفرة كانت ستتحدث عن أجيال وأجيال، بعد بلوغ نهائي مونديال روسيا 2018، إلا أن الديوك حسموا اللقب في النهاية.

    مودريتش ورفاقه جعلوا الحلم ممكنًا، وصار تواجد المنتخب الكرواتي في المربع الذهبي أمرًا معتادًا، بعد الفوز بفضية 2018 وبرونزية 2022، إلا أن تحقيق مثل هذا الإنجاز في نسخة 2026، مع زيادة المنتخبات إلى 48 فريقًا، سيكون بمثابة "النهاية المثالية" لرحلة اللاعب الأكثر تتويجًا بالبطولات مع ريال مدريد.

    لوكا مودريتش مثّل منتخب كرواتيا الأول في 193 مباراة دولية، سجل فيها 28 هدفًا، وهذه أرقام مذهلة، لنجم يعمل في صمت، كسر احتكار ميسي ورونالدو للكرة الذهبية، والآن بات على موعد مع "رقصة أخيرة" تنصف مسيرته الكروية المذهلة، ليؤكد مكانته كواحد من أبرز أساطير الكرة في العصر الحديث.