Real Madrid Galactico lessons GFXGOAL

صراخ بيريز بقدر الألم: بيت ريال مدريد من زجاج.. ونيجريرا لم يسجل رباعيات وخماسيات برشلونة!

يا لها من سقطة! لطالما رسمنا لفلورنتينو بيريز صورة العراب؛ الرجل الذي يجلس في الظلال، يحرك خيوط اللعبة بهدوء أعصاب يُحسد عليه، ويدير إمبراطورية المرينجي بعقلية المهندس الصارمة.

لكن ما حدث في الجمعية العمومية الأخيرة كان شيئاً آخر تماماً، لقد سقط القناع، لم نرَ رئيساً يزن الكلام بميزان الذهب، بل رأينا مشجعاً موتوراً قرر النزول من المقصورة الرئيسية ليمسك بالميكروفون ويصرخ في وجه التاريخ! 

بيريز، بذكائه المعهود، قرر أن يلعب ورقة الشعبوية الرخيصة، محاولاً اختزال حقبة البلوجرانا الذهبية تلك التي علمت العالم كيف تُلعب كرة القدم في مجرد مؤامرة تحكيمية، هل يصدق هو نفسه ما يقول؟ أم أنها محاولة يائسة للهروب إلى الأمام؟

ما فعله بيريز لا يليق برئيس نادي كبير مثل ريال مدريد، لا يليق برئيس أي نادي أصلًا، ولا حتى صحفي في برنامج من مطاردي الإثارة عبر التلفاز، حتى لا يجب أن يليق بقناة النادي الملكي نفسها، لكن يبدو وأننا وجدنا أخيرًا من يلقن المذيعين والضيوف تلك الافتراضات السخيفة في قناة النادي.

وبعيدا عن الدبلوماسية الإعلامية المعتادة، وبقلم مشجع يرى الحقيقة مجردة قبل أن يكون صحفياً يعبر عن رأيه الشخصي وليس رأي الموقع، يجب أن نرد.

  • Florentino PerezGetty Images

    قاضٍ بلا مطرقة، وحكم قبل المحاكمة

    قبل أن يجف حبر التحقيقات، وقبل أن ينطق قاضٍ واحد بحرف، نصب القرش المدريدي نفسه جلاداً، قضية نيجريرا؟ نعم، هي في أروقة المحاكم، والبحث جارٍ عن فساد إداري محتمل. 

    لكن بيريز لا يريد الحقيقة القانونية، هو يريد الدم، يريد اغتيال خصمه معنوياً، وترسيخ فكرة أن ميسي وتشافي وإنييستا لم يكونوا سحرة، بل مجرد منتفعين من صافرة مشبوهة!

    المثير للشفقة هنا هو ضربه لمبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته بعرض الحائط، لعلمه اليقين أن إثبات شراء المباريات فنياً هو درب من الخيال، فلا يوجد شيك بنكي يمكنه أن يشتري تيكي تاكا بيب جوارديولا، ولا سندات مالية تضمن استمرار عبقرية القدم اليسرى لميسي لسنوات.

  • إعلان
  • Real Madrid v Club Atletico de Madrid - UEFA Champions League FinalGetty Images Sport

    بيوت من زجاج، وذاكرة السمكة!

    عزيزي فلورنتينو، من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجارة، هل تظن أن ذاكرة أوروبا قد مُسحت؟ دعني أنعش ذاكرتك قليلاً ولن ابتعد لـ 2009 ولسنوات قبلها كام فعلت في خطابك.

    أين كانت خطابات النزاهة في تلك الليلة الظالمة عام 2017؟ ليلة مذبحة البرنابيو أمام بايرن ميونخ! العالم كله شاهد فيكتور كاساي وهو يذبح الفريق البافاري من الوريد للوريد؛ هدفان من تسلل فاضح لكريستيانو رونالدو، وطرد مضحك لفيدال، وقتها، ابتلع الجميع ألسنتهم في مدريد.

    وماذا عن نهائي ميلانو 2016؟ مارك كلاتنبرج اعترف بلسانه: "هدف راموس كان تسللاً"، تلك الأخطاء منحتكم ذات الأذنين، ومع ذلك لم يخرج مسؤول من كتالونيا ليصرخ مؤامرة!

    دعك من الأخطاء لصالح ريال مدريد، كيف تبرر خسارة برشلونة للدوري الإسباني 2014 بتسلل وهمي تمامًا على ليونيل ميسي ضد أتلتيكو مدريد في الأمتار الاخيرة من عمر البطولة إن كان الحكام مرتشين ويسيطر عليهم لوبي كتالوني؟!

     اعتبرنا تلك اللقطات مجرد جنون كرة القدم وأخطاء بشرية، لكنكم اليوم تحتكرون ثوب الفضيلة، وتوزعون صكوك الغفران والاتهام كما يحلو لكم!

  • Kylian Mbappe Awarded With Golden Boot 2024-2025Getty Images Sport

    إرهاب قناة ريال مدريد، الخطر الحقيقي

    لكن الكارثة ليست في الماضي، بل فيما يحدث الآن تحت أنظار الجميع، ما تفعله قناة ريال مدريد الرسمية ليس إعلاماً؛ إنه إرهاب نفسي مكتمل الأركان.

    تخيل أن تكون حكماً، وتعرف أن هناك ماكينة إعلامية جبارة تترصد أنفاسك، تنبش في أرشيفك، وتصنع منك شيطاناً قبل أن تطلق صافرة البداية. 

    هذا الضغط الرهيب يجعل أي قرار ضد لوس بلانكوس بمثابة انتحار مهني، هل هذه هي النزاهة؟ أم أنها بلطجة إعلامية تهدف لليّ ذراع العدالة؟ هذا هو الخطر الذي يهدد الليجا، وليس فواتير استشارية أكل عليها الدهر وشرب.

  • Barcelona's Lionel Messi (C) runs past RAFP

    عقدة لاماسيا، الجرح الذي لا يندمل

    دعنا نضع الإصبع على الجرح، فالوجع الحقيقي لبيريز ليس في نيجريرا، بل في عقدة النقص التي طاردته لسنوات ولا تزال.

    في الوقت الذي أنفق فيه المليارات لبناء الجلاكتيكوس، خرجت مدرسة لاماسيا بجيش من الموهوبين بالمجان ليمسحوا بكرامة أمواله الأرض.

    ولعل قمة هذه العقدة تظهر اليوم حين يحاول بيريز تزييف المفاهيم، فيخرج علينا ليسمي لاعبين اشتراهم بأكثر من 120 مليون يورو  مثل فينيسيوس ورودريجو وفالفيردي بأنهم "أبناء الأكاديمية" ونتاج سياسة الشباب! شتان يا سيد بيريز بين من يزرع الذهب في أرضه مجاناً، وبين من يشتريه بأسعار فلكية ثم يدعي أنه مزارع.

    تلك الحقبة التي سيطر فيها النادي الكتالوني بالطول والعرض، لم تكن بحاجة لحكم. 

    في ليلة الـ (6-2) التاريخية في قلب البرنابيو، وفي ليلة الـ (5-0) الخالدة، هل نزل نيجريرا ليسجل الأهداف؟ هل أمسك الحكم بقدم تشافي ليطير ويصنع الأهداف التي دكت الشباك؟ لا يا سادة، كان سحراً خالصاً، كان فناً جعل نجوم مدريد يركضون خلف الكرة كالأطفال الضائعين.

    ربما ما حرك العقدة أكثر في نفس بيريز في هذا التوقيت تحديدًا، هو الخلافات التي أصبحت علنية مع رئيس برشلونة، وظهور جيل جديد من نفس المدرسة التي لطالما كانت كابوساً له؛ جيل نجح في الفوز عليه أربع مرات بالموسم الماضي وهو من ضم أفضل لاعب في العالم براتب فلكي ومكافأة توقيع خرافية، ليجد نفسه محاصراً بنفس المصير القديم.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025Getty

    مفارقة ضربات الجزاء.. عندما تكذب الأرقام!

    إذا قررنا استخدام نفس منطق السيد بيريز الذي يقول إن "إحصائيات فريقين كبيرين يتنافسان في نفس المستوى لا يجب أن تشهد تفاوتاً شاذًا"، فإن سجلات ضربات الجزاء تدينه تماماً.

    الحقائق المجردة من سجلات الليجا الرسمية خلال فترات رئاسة فلورنتينو بيريز تقول الآتي:

    1- الفجوة الرقمية: حصل ريال مدريد على ما يقارب 197 ضربة جزاء، مقابل 158 لبرشلونة، نحن نتحدث عن فارق يلامس 40 ركلة جزاء لصالح الفريق الذي يدعي رئيسه المظلومية (بحسب إحصائية منشورة لموندو ديبورتيفو في 2023).

    2- احتكار الصدارة: تصدر ريال مدريد قائمة أكثر فرق الليجا حصولاً على ضربات الجزاء في 7 مواسم كاملة خلال حقبة بيريز (منها مواسم 2011/12، 2014/15، ومؤخراً 2019/20، 2021/22، 2022/23، 2024/25)، في المقابل، برشلونة فريق الهجوم الكاسح والاستحواذ والتيكي تاكا لم يتصدر هذه القائمة إلا في استثناءات نادرة.

    3- عصر الـ VAR: حتى بعد تطبيق التكنولوجيا التي يفترض أنها تمنع الانحياز، شهدنا موسماً مثل (2022/2023) حصل فيه ريال مدريد على 12 ضربة جزاء (الأكثر في الدوري)، بينما حصل برشلونة على ركلتين فقط، أي أقل بستة أضعاف.

    4- تناقض الأسلوب: المنطق الكروي يقول إن الفريق الذي يعتمد على الاستحواذ واللعب داخل صندوق الخصم هو الأقرب للحصول على المخالفات، لا الفريق الذي يعتمد على التحولات والمرتدات كما حدث في حقب عديدة مع أنشيلوتي ومورينيو، لكن في ليجا بيريز، القوانين انعكست، وأصبح الفريق الأقل تواجداً في المنطقة أحياناً هو الأكثر حصولاً على الهدايا من علامة الجزاء.

    5- حسبة فارق ركلات الجزاء: إذا كان السيد بيريز يحب الحسابات والطرح والجمع، فمجموع ما حصده ريال مدريد من ركلات جزاء لو طرحنا منه ما تم احتسابه عليه في آخر 4 مواسم يصل إلى حوالي 27 ركلة، في المقابل رصيد برشلونة سبعة فقط!

    يا سيد بيريز، إذا كان الفارق في البطاقات الحمراء دليلاً على فساد نيجريرا، فماذا تسمي هذا الفارق الفاحش في ضربات الجزاء لصالح فريقك؟ هل كان نيجريرا يرتدي القميص الأبيض سراً؟

  • perez laportaGetty Images

    بيت القصيد

    بيريز وقع في فخ نصبه لنفسه، لكن ربما لدى الرجل كوارث يريد ألا يتطرق لها أمام جمعيته العمومية؛ أمور يريد تمريرها تحت غطاء الدخان هذا. 

    الحديث عن مشكلات ملعب سانتياجو برنابيو اللوجيستية، ونموذج الملكية الجديد، وجدوى بعض الصفقات المليونية، وفريق الكرة الذي يجلس على موقد نار، وغرفة ملابس شبه مشتعلة بمشاكل فينيسيوس جونيور والمدرب الجديد تشابي ألونسو، كل تلك الألغام لا يريد التطرق لها، فذهب للحديث عن الخصم بهذا الشكل الغريب.

    يا دون بيريز، التاريخ قد يكتبه المنتصرون في الحروب، لكن في كرة القدم، السحر محفور في القلوب والعيون، حاول كما شئت تشويه الصورة أو تزييف مسميات لاعبيك، لكنك لن تمحو حقيقة أن برشلونة في تلك السنوات كان يعزف سيمفونية، وأنتم كنتم مجرد متفرجين في الصف الأول!