حفلت مباراة قطر وسوريا في كأس العرب 2025، بإثارة وندية لا مثيل لها على مدار 90 دقيقة، قبل أن تنتهي بالتعادل (1-1)، لكن أكثر لحظاتها المثيرة كانت بسبب قرار تحكيمي للحكم الدولي الجواتيمالي ماريو إسكوبار.
social gfxعين على الحكم | قرار "مُتردد" أخرج لوبيتيجي عن شعوره .. تقنية الفيديو تفجر الجدل في مباراة قطر وسوريا!
مفاجآت نارية بالمجموعة الأولى
اقتنص منتخب سوريا نقطة ثمينة للغاية من نظيره القطري، بعد تعادلهما بهدف لمثله في المباراة التي أقيمت على ملعب ستاد خليفة الدولي، مساء الخميس، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الأولى ببطولة كأس العرب 2025، المقامة حاليًا في قطر.
منتخب قطر تقدم في الشوط الثاني وتحديدًا بالدقيقة 77 عن طريق رأسية رائعة للاعب أحمد علاء الدين، قبل أن يرد نسور قاسيون بهدف تعادل من تسديدة صاروخية عبر المهاجم المخضرم عمر خربين في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي.
وبذلك التعادل، يرفع منتخب سوريا رصيده إلى 4 نقاط في وصافة المجموعة الأولى من فوز وتعادل، متخلفًا عن منتخب فلسطين المتصدر بنفس عدد النقاط، لكنه يتفوق بفارق الأهداف المسجلة.
في المقابل، يتذيل منتخب قطر "المضيف" المجموعة بنقطة واحدة متساويًا مع نظيره التونسي، لتشتعل حسابات التأهل في المجموعة التي شهدت مفاجآت من العيار الثقيل.
قرار تحكيمي مثير للجدل
أبرز لقطة كانت في الدقيقة 62 من زمن اللقاء، عندما احتسب الحكم الدولي الجواتيمالي ماريو إسكوبار، ركلة جزاء لصالح منتخب قطر، بداعي تدخل زكريا حنان مدافع منتخب سوريا بعنف على اللاعب القطري همام الأمين داخل منطقة الجزاء، ليطلق صافرته دون تردد.
وبينما كان أكرم عفيف هداف وقائد منتخب قطر يستعد لتسديد ركلة الجزاء، قام الأوروجواياني نوني جارسيا (الحكم المساعد في غرفة الفيديو)، باستدعاء حكم الساحة، مطالبًا الأخير بمراجعة قراره ومشاهدة الحالة بشكل أوضح في تقنية الفيديو (VAR).
واستجاب الحكم لذلك النداء وحصل على وقته كاملًا في مراجعة اللعبة، حيث تبين وجود احتكاك بالفعل بين زكريا حنان وهمام الأمين، إلا أن الحكم اتفق مع رأي مساعديه في غرفة الفيديو بأن الاحتكاك غير قوي ومؤثر وأن اللعبة لا ترتق إلى ركلة جزاء.
وتسبب هذا القرار في غضب عارم للمدرب الإسباني جولين لوبيتيجي، المدير الفني لمنتخب قطر، حيث اعترض بشدة على قرار الحكم الذي حرمه من فرصة التقدم المبكر على نسور قاسيون.
حسابات مثيرة في المجموعة الأولى
الجولة الثانية من منافسات المجموعة شهدت مفاجآت من العيار الثقيل، حيث حول منتخب فلسطين تأخره أمام تونس بهدفين نظيفين إلى تعادل في اللحظات القاتلة، وهو نفس السيناريو الذي تعادل به منتخب سوريا مع قطر، بفضل هدف التعادل القاتل من صاروخية عمر خربين.
وبذلك تتعقد حسابات المجموعة الأولى قبل الجولة الثالثة والأخيرة، إذ ارتفعت كثيرًا حظوظ منتخبا فلسطين وسوريا للعبور إلى دور الثمانية، بينما أصبح موقف كل من قطر وتونس صعبًا للغاية.
ويكفي منتخبا فلسطين وسوريا التعادل في الجولة الثالثة بأي نتيجة للعبور سويًا إلى الدور المقبل، مهما كانت نتيجة المباراة الأخرى بين قطر وتونس.
أما في حال فوز أي من منتخبي فلسطين أو سوريا، فسينفرد بصدارة المجموعة لصالحه بـ7 نقاط، ويترك فرصة ضئيلة للفائز من مباراة قطر وتونس بالعبور في الوصافة، مع الأخذ في الاعتبار معيار المواجهات المباشرة.
تاريخ سوريا وقطر في كأس العرب
منتخب سوريا يعد من أبرز المنتخبات العربية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ بطولة كأس العرب، رغم أنه لم يحقق اللقب حتى الآن، وكانت مشاركته الأولى في البطولة منذ نسختها الأولى عام 1963 في بيروت، حيث كان من المؤسسين ، ونجح حينها في الوصول إلى المركز الثاني خلف المنتخب التونسي، وهو الإنجاز الذي كرره في نسختي 1966 و1988، ليحصد ثلاث مرات الوصافة عبر تاريخه.
ورغم الحضور المتكرر، إذ شارك نسور قاسيون في 8 نسخ من أصل 11، إلا أن الحظ العثر كثيرًا ما حرمه من التتويج، وبعد ذلك، دخل المنتخب السوري في مرحلة تراجع، حيث لم يتمكن من تجاوز دور المجموعات في نسخ عديدة، بما في ذلك مشاركاته الأخيرة.
وعلى الجانب الآخر، منتخب قطر أيضًا يمتلك تاريخًا بارزًا في بطولة كأس العرب، لكنه لم يحظ بشرف الفوز باللقب حتى الآن.
وشارك المنتخب القطري لأول مرة في كأس العرب عام 1985، ومنذ ذلك الحين أصبح حضوره ثابتًا في معظم النسخ، مقدمًا مستويات قوية تعكس تطور الكرة القطرية، وكانت أبرز إنجازاته جاء في نسخة 1998 التي استضافتها الدوحة، حيث وصل إلى النهائي واحتل الوصافة بعد خسارته من شقيقه السعودي، وهو ما اعتُبر حينها خطوة مهمة في مسيرة "العنابي".
وفي نسخة 2021 التي أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ظهر المنتخب القطري بصورة مميزة، حيث بلغ نصف النهائي قبل أن يخسر أمام الجزائر، ليلتقي مع المنتخب المصري ويفوز عليه بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث.



