فرض التعادل السلبي نفسه على مباراة الجزائر والسودان في دور المجموعات من كأس العرب، وقد جاءت المباراة متوسطة المستوى وسيطر عليها اللعب الخشن أكثر من الأداء الفني الممتع.
AI سلبية السودان منعت المفاجأة .. الجزائر تتُوج "لامبالاة" منتخبات شمال إفريقيا في كأس العرب!
AFPالمنتخبات الرديفة ولكن!
تُشارك منتخبات تونس والجزائر والمغرب ومصر بالفريق الرديف، بعدما قررت الأجهزة الفنية توفير الجهد والنجوم لبطولة كأس أمم إفريقيا، وهو خيار منطقي إلى حد كبير بالنظر لأن البطولة القارية على بُعد أيام.
المشاركة بالمنتخبات الرديفة هو عملة ذات وجهين، الأول يحمل سلبية هذا القرار وهو المخاطرة بتقديم أداء ضعيف ونتائج سلبية تبقى مسجلة في التاريخ، بجانب غياب الانسجام وإحساس اللاعبين بعدم الاهتمام والرضا عن التواجد مع هذا "الرديف"، وقد وجدنا أن بعض اللاعبين رفضوا بالفعل تلك الدعوة.
الوجه الآخر يخص اللاعبين أنفسهم، وهو ما قد تُمثله تلك البطولة من فرصة عظيمة لهم لإظهار قدراتهم وخطأ المدير الفني للمنتخب الأول بالتخلي عنهم، هذا الأمر وحده، بجانب تشريف المنتخب الوطني، كافٍ ليعطيهم حافز كبير جدًا للعب بجدية وحماس وقتال.
توقعنا حضور الجانب الإيجابي في كأس العرب، لكن حتى الآن .. لم يظهر سوى الوجه السلبي!
شمال إفريقيا واللا مبالاة المستفزة!
ما رأيناه حتى الآن في كأس العرب هو لامبالاة غريبة من منتخبات شمال إفريقيا، تونس خسرت أمام سوريا والمغرب هزمت بصعوبة جزر القمر ومصر تعادلت مع الكويت والجزائر ذات الأمر مع السودان.
اللامبالاة تمثلت في عديد تفاصيل أداء المنتخبات الأربعة، نسور قرطاج تعاملوا باستهتار كبير مع المنتخب السوري، فيما المغاربة لم يُظهروا الأداء القوي المتوقع وحسموا اللقاء بفضل التفوق الفردي والخبرة، أم الفراعنة فالرعونة شابت اللمسة الأخيرة لهجماتهم أمام الكويت، واليوم نجد آدم وناس لاعب الجزائر يتعامل بقلة مسؤولية تامة في لقطة الطرد.
وناس حصل على بطاقتين صفراوتين في ظرف 5 دقائق فقط، والثانية كانت كارثية لأنها بتعمد التدخل العنيف على اللاعب المنافس، وكأنه كان يبحث عن هذه البطاقة الحمراء حتى لا يلعب المباراة القادمة وبقية المواجهة أمام السودان!
اللقطة مستفزة جدًا من جانب اللاعب، وقد أضرت به وبمنتخب بلاده وجعلته في معاناة دائمة خلال الشوط الثاني، خاصة بفضل الروح القتالية والحماس الواضح من السودانيين.
الجزائر لم تُقدم الأداء المتوقع أبدًا، خاصة في الشوط الثاني، وإن كان الطرد له أثره السلبي الطبع لكن كان يُنتظر أداء أفضل من نجوم بحجم عدل بولبينة وسفيان بن دبكة ويوسف عطال وإسلام سليماني وأمير سعيود، والثلاثي الأخير شارك من دكة البدلاء.
سلبية السودان منعت المفاجأة
الحقيقة يُمكن القول أن السودان خسرت نقطتين بالتعادل مع الجزائر بعد هذا الأداء القوي خاصة على الصعيد البدني والتكتيكي، بجانب الحماس والروح القتالية العالية للاعبين.
السودان كانت مُعدة تمامًا لتحقيق المفاجأة والفوز بالمباراة لولا السلبية الكبرى للمنتخب وهي اللمسات الأخيرة في الثلث الدفاعي للخُضر، إذ حالت دون ترجمة المحاولات إلى فرص حقيقية.
المنتخب لم يُسدد أي كرة على مرمى الجزائر، وقد سنحت له فرصة حقيقية واحدة أهدرها عبد الرزاق عمر بالتسديد في الشباك الجانبية الخارجية من المرمى.
أظهر المنتخب السودان انضباطًا جميلًا على الصعيد الدفاعي والتكتيكي، ومنع هجمات الجزائر المرتدة على مرماه في الشوط الثاني، ولو امتلك بعض الأنياب في الهجوم لاستطاع الفوز.
غياب للمتعة وحضور للخشونة
مستوى المباراة جاء متوسطًا في أحسن الأحوال، وقد غابت عنها المتعة الفنية والهجمات الحقيقية وغلب عليها الأداء الخشن الذي وصل إلى حد العنف أحيانًا.
المباراة كانت من الأعنف في كأس العرب فيفا 2025 حتى الآن، إذ شهدت 24 خطأً منها 10 على المنتخب السوداني، وظهرت البطاقة الصفراء 4 مرات والحمراء مرة واحدة.
ولا يتفوق على مواجهة الجزائر والسودان في عدد الأخطاء المرتكبة من الفريقين سوى مباراة سوريا وتونس ذات الـ26 خطأً ومواجهة السعودية وعُمان بـ28 خطأ.
طرد آدم وناس هو الثاني في البطولة بعد إشهار البطاقة الحمراء في وجه حارس مرمى الكويت، سعود الحوشان، خلال مواجهة مصر.



