GOAL ONLY Real Madrid gfxGoal AR

"زومبي" إلتشي ينتقم | شبح أصدقاء الأمس ولاماسيا يطارد ريال مدريد.. والتحكيم يُحرج بيريز!

يا لها من نهاية سريالية ليوم كان يُفترض أن يكون احتفالياً، ففي صباح الأحد الثالث والعشرين من نوفمبر 2025، ارتكب الفريق الإعلامي لريال مدريد جريمة بصرية لا تغتفر داخل قاعات الجمعية العمومية، حين عرضوا صورة مهاجم إلتشي أندريه سيلفا ضمن فيديو تأبين الراحلين عن عالم كرة القدم، في خطأ مونتاج كارثي خلط بينه وبين شقيق لاعب ليفربول المتوفى. 

هذه السقطة الفنية لم تكن مجرد هفوة عابرة، بل تحولت إلى وقود نووي في المساء، حين نزل هذا الميت الحي إلى ملعب مانويل مارتينيز فاليرو ليثبت أنه ينبض بالحياة والغضب هو وكل زملائه، مقدمين أداءً قتالياً شرساً أرهقوا به دفاعات المدرب تشابي ألونسو، وكأنهم يردون الصاع صاعين لكل من شاهد تلك الصورة الصباحية المشؤومة، جاعلين من وجودهم في الملعب كابوساً يلاحق الميرنجي في كل ركن.

  • Elche CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    كمين كتالوني بوجوه مستعارة

    لم تكن المعركة ضد إلتشي وحده، بل بدت وكأنها فصل جديد من الكلاسيكو بوجوه مختلفة، فالمدرب إيدير سارابيا لم يخفِ هويته التكتيكية، فارضاً أسلوب الاستحواذ الخانق الذي تشربه في برشلونة، ومحولاً وسط ملعب المباراة إلى منطقة محرمة على الضيوف.

    كانت الكرة تدور بين أقدام أصحاب الأرض بسلاسة استفزازية، بينما وقف لاعبو الريال عاجزين عن مجاراة هذا الإيقاع المزعج، وزاد الطين بلة تألق أبناء لاماسيا المعارين؛ فالظهير هيكتور فورت أغلق المنافذ تماماً على الجانب الأيسر والحارس إينياكي بينيا تقمص دور البطل الخارق، متصدياً لعدة كرات هامة، قبل أن يختم ليلته بلقطة درامية سالت فيها دماؤه، لترسم الدماء مشهداً ختامياً يليق بصراع الألوان والانتماءات المتداخلة في هذه الموقعة.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-ELCHE-REAL MADRIDAFP

    خناجر الغدر من أبناء القلعة البيضاء

    ويا لسخرية القدر حين تأتيك الطعنة النافذة من أولئك الذين تربوا بين جدرانك، فلم يكن نجوم الخصم هم من دكوا حصون كورتوا، بل المنبوذون من أكاديمية ريال مدريد هم من فعلوا ذلك بقسوة.

    كانت الدقيقة التي سجل فيها أليكس فيباس هدفه بمثابة رسالة لوم شديدة اللهجة، لكن الضربة القاضية كادت تأتي بتوقيع ألفارو رودريجز، الفتى الذي دخل بديلاً ليقلب الطاولة، مسجلاً هدفاً مارادونياً، واحتفل بشكل معقول راعى فيه فريقه السابق، لكنه في الوقت نفسه كان احتفال من يريد إثبات خطأ الإدارة التي تخلت عنه.

    هذان الهدفان لم يهزا الشباك فقط، بل كشفا عن هشاشة تنظيمية مرعبة جعلت الفريق يبدو وكأنه قصر من ورق يوشك أن ينهار أمام غضب أبنائه المنبوذين.

  • Elche CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    رقصة الموت على حافة التاريخ

    في تلك اللحظات العصيبة، كانت عقارب الساعة تلدغ أعصاب المدريديستا، وتدفعهم نحو حافة هاوية سحيقة لم يروها منذ ما يقارب نصف قرن، فقد كان إلتشي يلامس حلماً مستحيلاً بكسر عقدة تاريخية صمدت منذ عام 1978، واقتربوا بشدة من تحقيق فوزهم الأول على الريال منذ سبعة وأربعين عاماً. 

    كانت المدرجات تغلي، والهواء مشبعاً برائحة التاريخ الذي يكتب من جديد، والجميع أيقن أن الملكي سيسقط لا محالة في بئر الهزيمة المظلم، لولا أن جينات البقاء التي تجري في عروق هذا الفريق أبت إلا أن تتدخل في اللحظة الأخيرة، مستحضرة روح العودة حتى وإن كانت باهتة وغير مكتملة، لتنقذ ماء الوجه وتمنع كارثة كانت ستتصدر عناوين الصحف العالمية لأسابيع.

  • Florentino PerezGetty Images

    أنفاس تقنية الفيديو الأخيرة وسط بحر الدماء

    لم تكن العودة المدريدية لتكتمل لولا عدم تدخل التكنولوجيا التي أثارت زوبعة من الجدل، فقد جاءت أهداف دين هاوسن وجود بيلينجهام المنقذة وسط غبار المعركة وصراخ اللاعبين.

    الهدف الأول فتح باب الشكوك حول لمسة يد، والهدف الثاني جاء بعد أن سالت دماء الحارس إينياكي بينيا بعد التحام عنيف مع فينيسيوس جونيور، مما فجر غضب أصحاب الأرض الذين طالبوا بإيقاف بإلغاء الهدف فوراً.

    غير أن خبراء التحكيم في أرشيف فار حسموا الموقف بصرامة، مؤكدين شرعية القرارات وأن الاحتكاكات كانت في إطار التنافس المشروع، ليخرج ريال مدريد بنقطة تعادل انتزعتها من فك الأسد، نقطة قد تكون قانونية في السجلات، لكنها ملطخة بالعرق والدماء والجدل.

    قد تكون القرارات صحيحة وقد يحتمل بعضها الخطأ، لكن الساخر في الأمر هنا أنها جاءت في نفس اليوم الذي تحدث فيه رئيس ريال مدريد علانية عن التحكيم وقضية نيجريرا بتلميحات فساد كبير لصالح برشلونة، لا نقول أن القرارات اليوم كانت فاسدة لصالح الملكي، لكن كان غريب أن كل الحالات التي تحتمل احتمالين يتم احتسابها لصالح ريال مدريد فقط.

  • Real MadridGetty Images

    بيت القصيد.. جرس إنذار مرعب في أذن ألونسو

    بيت القصيد في هذه الملحمة ليس النقطة اليتيمة، ولا الخطأ الإعلامي الفادح في الصباح ولا تصريح بيريز، بل الحقيقة العارية التي تكشفت أمام الملايين: ريال مدريد يعيش فوضى فنية لا تليق بتاريخه، وينجو بفضل مهارات أفراده لا بقوة منظومته.

    إن النجاة من فخ إلتشي وشبح الهزيمة التاريخية بفضل صافرة الحكم وشخصية البطل لن تكفي للصمود طويلاً، وما حدث في ملعب مارتينيز فاليرو هو جرس إنذار يصم الآذان لتشابي ألونسو، مفاده أن الاعتماد على الخوف الذي يزرعه الشعار في قلوب الخصوم لم يعد سلاحاً كافياً، وأن القادم قد يكون أسوأ إذا لم يتم تدارك هذه الكوارث قبل فوات الأوان.