المحور الأخطر في سقوط مدريد خلال الـ 45 دقيقة الأولى لم يكن قوة جيرونا الهجومية بقدر ما كان الهشاشة المتعمدة في وسط ملعب الميرينجي.
دخل تشابي ألونسو المباراة بتركيبة بدت وكأنها خضوع لسطوة الأسماء في غرفة الملابس أكثر منها رؤية فنية متزنة؛ الدفع بالثنائي جود بيلينجهام وأردا جولر سويًا في مهام مركبة كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الفريق.
جولر، الموهبة التركية التي تكمن خطورتها في الثلث الأخير، تم تحجيمه وتكبيله بأدوار دفاعية لا تتناسب مع تكوينه البدني ولا الذهني، فظهر تائهًا وهو يحاول العودة بتراخي واضح للضغط ولغلق المساحات، في مشهد لا يليق بمباراة قد تعيد الصدارة أو تبعدها، وكان منطقيًا للغاية أن يكون التركي أول تبديل بهذا الأداء.
ولم يكن بيلينجهام أفضل حالًا، حيث ظهر النجم الإنجليزي في لقطات عديدة وهو يتمشى عائدًا للخلف ببرود أعصاب مستفز، تاركًا أوريليان تشواميني وحيدًا يصارع طواحين جيرونا في دائرة المنتصف بدعم محدود من فالفيردي.
هذا العبث التكتيكي منح جيرونا سيادة مطلقة؛ الفريق الكتالوني الذي يعاني هذا الموسم وجد نفسه فجأة يصول ويجول دون رقابة حقيقية.
لقطة الهدف الذي سجله عز الدين أوناحي في الدقيقة 44 كانت فضيحة دفاعية ومثالًا صارخًا على هذا الترهل؛ تمريرة كسرت الخطوط، ولاعبو وسط مدريد يراقبون الكرة وهي تسكن الشباك دون أي ضغط شرس، وكأنهم يفرشون السجاد الأحمر للمنافس، مؤكدين أن الفريق يلعب بأسماء النجوم لا بروح الجماعة المقاتلة.