EndrickGoal Ar Only GFX

عندما تقوم بـ"طبخ" الظاهرة في المنزل .. إندريك "ظالم ومظلوم" مع ريال مدريد وعليه الخروج من أوهام فينيسيوس!

عندما تعاقد ريال مدريد مع إندريك، توقع الجميع أن الميرينجي جلب "ظاهرة جديدة" إلى صفوفه، وموهبة أخرى يمكنها منافسة صفوة المهاجمين في العالم، دون أن يعرف أحد أن المراهق البرازيلي سيصبح بمثابة "المٌعضلة المُعقدة" للنادي الإسباني.

توهج فينيسيوس جونيور ورودريجو، واعتبارهما من صفوة الأجنحة في العالم، جعل ريال مدريد يدخل في مبارزة مع كافة عمالقة أوروبا لاقتناص إندريك من بالميراس، طمحًا في اكتمال المثلث البرازيلي المرعب.

ريال مدريد دفع 47.5 مليون يورو لضمه من بالميراس، حيث اتفق الميرينجي على كل شيء قبل بلوغ اللاعب السن القانوني "18 عامًا"، ليبدأ رحلته في سانتياجو برنابيو بموسم 2024/2025 مع المدرب كارلو أنشيلوتي.

ريال وقتها تعاقد مع كيليان مبابي في صفقة انتقال حر من باريس سان جيرمان، وهو ما جعلنا نتوقع وجود أزمة في اختيار العناصر بخط الهجوم للميرينجي، ولكن لا داعي للقلق، الأمور سهلة جدًا واستبعاد إندريك أصبح أمرًا لا يحتاج للتفكير..

  • Carlo Ancelotti EndrickGetty

    البداية مع أنشيلوتي

    الأمور كانت واضحة من البداية، المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم يشكك يومًا ما في موهبة إندريك، ولكنه نصحه كثيرًا بمحاولة التطوير من نفسه وتحسين مردوده في الملعب ليكون أكثر فعالية في المباريات.

    في الحقيقة، من الواضح للجميع موهبة إندريك، سرعته ورشاقته وقدرته على المراوغة، كلها أمور ظهرت في الأسابيع الأولى له مع ريال مدريد، ومع ذلك لم يكن الأمر كافيًا ليدخل ضمن التشكيل الأساسي لمزاحمة مبابي عند وصوله.

    السعادة والحماس لازما إندريك في بدايته مع ريال مدريد، لأنه وصل إلى سانتياجو برنابيو محققًا حلمه، وهو يعلم جيدًا قيمة اللعب للميرينجي، وشاهد ما حدث مع مواطنيه فينيسيوس جونيور وإيدير ميليتاو ورودريجو، لذلك كان بحاجة إلى إثبات نفسه في أسرع وقت ممكن.

    أزمة إندريك ظهرت في آواخر شهر فبراير الماضي، حيث قدم لنا بعض اللمحات من قدراته، وكان في فترة ما أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الفريق، وحرص على تسجيل حضوره في كل مرة يلعب فيها.

    سجل ستة أهداف بتلك الفترة، قبل أن يضيف هدفًا وحيدًا أمام ريال سوسييداد في أبريل 2025 بإياب نصف نهائي كأس الملك، ليصبح رصيده على الموسم بأكمله 7 أهداف، وظهرت بعدها التقارير بأنه أحرج أنشيلوتي بمستواه المميز، ولكن الإيطالي لم يمنحه الوقت الكافي لتحسين عيوبه، ليلعب بمجموع 847 دقيقة فقط على مدار موسم كامل.

    ما كان واضحًا للجميع "بما فيهم أنشيلوتي" هو أن إندريك لاعب شاب وموهوب، ولكن ينقصه الكثير حتى يلعب كأساسي أو يتواجد حتى في الصورة بفريق لحجم ريال مدريد، لأنه في خلال بضعة أسابيع قليلة، تحول هذا اللاعب المُفعم بالحيوية إلى تائه يركض بلا هدف في الملعب.

    هل شعر بالإحباط لأنه حاول فعل كل شيء في البداية ولم يحصل على فرصته للعب بانتظام بسبب قدوم مبابي؟ أمر وارد، ولكن عندما تلعب في ريال مدريد فأنت تدرك جيدًا قبل التوقيع أنك ستمر بهذه المواقف وعليك تحملها.

  • إعلان
  • ما هي عيوب إندريك؟

    كارلو أنشيلوتي سبق أن تحدث عن عيوب المهاجم الشاب، والتي تتمثل في ضعفه باتخاذ القرارت في الثلث الأخير بالملعب، واتجاهه كثيرًا للاستعراض والتركيز على النواحي الجمالية بدلًا من تسجيل الأهداف بشكل واضح وصريح.

    نعم، إندريك سريع ومهاري وقوي وقدراته مع بالميراس كانت تبدو خارقة للاعب بعمره "سجل 21 هدفًا في 82 مباراة وهو مراهق لم يُكمل 18 سنة"، ولكن اللعب في أوروبا ولريال مدريد أمر آخر تمامًا.

    عدم لعب إندريك بانتظام الموسم الماضي تسبب في إضعاف ثقته، وهذا أمر طبيعي للاعب بسنه يشعر بأنه "يفعل كل شيء ممكن ولا ينجح"، لذلك تعرض للإحباط مع أنشيلوتي ولا يُمكن لوم الإيطالي بكل أمانة على ما فعله.

    جماهير ريال مدريد لا تتحمل الكثير من الأخطاء، ولا تعترف كثيرًا بالصبر على أي لاعب لفترة طويلة حتى يتطور وتتحسن عيوبه، والفريق الموسم الماضي كان يمر بمرحلة صعبة أدت إلى رحيل أنشيلوتي نفسه، لذلك لم تكن هناك أي مساحة للتجربة أو تحمل العيوب.

    ومهما كانت الأسباب، النتيجة كانت واحدة  .. تحول إندريك إلى لاعب آخر تمامًا، وكأنه مراهق يلعب في شوارع البرازيل ولا يفهم أي شيء عن أساسيات اللعبة على المستوى الاحترافي، لا يعرف متى يمرر أو يسدد أو يراوغ ويفقد بريقه تمامًا في سيناريو مشابه لما حدث مع فيتور روكي في برشلونة.

    عندما ترى إندريك للوهلة الأولى عند قدومه في سانتياجو برنابيو، ستظن أنه نسخة جديدة من رونالدو نازاريو "الظاهرة"، مهاجم سريع ومراوغ وهداف يمر بمرونة فائقة، ولكن بمرور رحلته مع ريال مدريد ستكتشف أنك حاولت صناعة ظاهرة جديدة في المنزل، لأنه تحول إلى نسخة رديئة للغاية للاعب لا يعرف ماذا يفعل على أرض الملعب ولا يدرك أبسط مهامه كمهاجم، كما يعاني من الناحية الجسدية وافتقد الكثير من رشاقته.

  • Sevilla FC v Real Madrid CF - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    الضربة القاضية

    المهاجم الشاب تعرض للعديد من المشاكل التي أوقفت صعوده، حتى عندما حاول استعادة مستواه في الأسابيع الأخيرة من الموسم الماضي، تعرض لكارثة في 18 مايو على ملعب بيزخوان ضد إشبيلية، حيث أصيب بتمزق في أوتار الركبة ليبتعد عن الملاعب لأربعة أشهر.

    الأمر تسبب في تعطيل تطور اللاعب تمامًا، وقتل طموحه في الحصول على فرصة لإثبات نفسه في ظل تخبط مستوى العديد من اللاعبين وعلى رأسهم مبابي نفسه.

    وحتى عندما غاب مبابي عن بداية كأس العالم للأندية، لم يكن إندريك حاضرًا بسبب الإصابة، وظهر بدلًا منه جونزالو جارسيا الذي تألق وأصبحت له أولوية اللعب على حسابه في حقبة المدرب الحالي تشابي ألونسو.

    وكأن العالم كله يقف ضده، أنشيلوتي والقدر والإصابات والآن ألونسو، والغريب أنه عندما جاءت الأندية لمحاولة استعارته، رفض إندريك وقرر التمسك والقتال على مركزه في موسم 2025/2026 الحالي.

    كيف كانت النتيجة؟ "صفر" دقائق، لم يلعب اللاعب حتى الآن في أي مباراة وجلس على الدكة منذ عودته في 19 سبتمبر الماضي، لتظهر التكهنات من جديد حول مستقبله، وسط اهتمام من عدة أندية بضمه.

  • Real Madrid C.F. v FC Salzburg - UEFA Champions League 2024/25 League Phase MD7Getty Images Sport

    رسالة إلى إندريك .. لست فينيسيوس وابحث عن حلول أخرى

    ببساطة شديدة، إندريك موهبة لا خلاف عليها، يمتلك المقومات والعناصر الفنية اللازمة للتواجد كعنصر رئيسي مع ريال مدريد، ولكنه جاء في وقت حرج وظروف صعبة أدت إلى رحيل مدربه.

    تعرض لإصابة قوية أدت إلى إعاقة تطوره، وهو أمر لا ذنب له فيه، ويمكننا القول صراحة إنه تعرض للظلم وعانى من مشاكل أكبر بكثير منه ومن لاعب بهذا العمر لا يمتلك أي خبرة أوروبية.

    ولم يكن إندريك هو اللاعب الذي انخفض مستواه الموسم الماضي، هناك عناصر أخرى أكثر خبرة وظهرت بصورة متخبطة، مثل جود بيلينجهام وفينيسيوس جونيور ورودريجو وأوريليان تشواميني وكيليان مبابي قبل تحسنه.

    ولكنه ظلم نفسه أيضًا، لأنه عندما ظهرت له بعض الفرص أبرزها من يوفنتوس كطوق نجاة لاستعادة بريقه في مكان آخر رفض وقرر المكابرة والبقاء، رغم علمه بأن مبابي وجونزالو جارسيا يأتيان قبله، مع دخول عناصر أخرى إلى التشكيل الأساسي مثل فرانكو ماتانتونو وأردا جولر، مما جعل رودريجو نفسه يعاني من أجل اللعب ليجلس بجوار إندريك على الدكة.

    ربما ظن إندريك أنه سيكرر نموذج فينيسيوس جونيور، عندما عانى في بدايته مع ريال مدريد وأثبت نفسه مع الميرينجي دون الخروج على سبيل الإعارة، ولكن ليس الجميع فينيسيوس.

    الفرصة لا تزال سانحة أمام البرازيلي الشاب صاحب الـ19 سنة، لاستعادة مستواه ومحاولة التواجد مع البرازيل في كأس العالم 2026، وهناك عدة عروض من إنجلترا مثل أستون فيلا وبرايتون ونيوكاسل يونايتد ووست هام، وفرص أخرى في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا "من ليون" لإنقاذ مسيرته في أقرب وقت ممكن.

    لذلك، لقد حان الوقت للتوقف عن محاربة طواحين الهواء في ريال مدريد، والنزول إلى أرض الواقع والتراجع خطوة إلى الخلف، للتواجد بأحد الأندية التي يمكنها منح إندريك فرصة حقيقية للعب كأساسي بالانتقال في صفقة إعارة حتى نهاية الموسم، وعندما يثبت نفسه، فلن يتردد ريال مدريد أبدًا في استعادته، لمواصلة الحلم الذي ترك بالميراس من أجله.