Lamine Yamal, Hansi FlickGetty Images

بعد صدمة الكلاسيكو.. جوان لابورتا يزور تدريبات برشلونة لدعم فليك وجلسة خاصة مع يامال

في خطوة سريعة لاحتواء تداعيات الهزيمة في الكلاسيكو، ظهر رئيس نادي برشلونة، جوان لابورتا، ظهر يوم الإثنين في مقر المدينة الرياضية "جوان جامبر". جاءت هذه الزيارة بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على الخسارة التي تعرض لها الفريق بنتيجة هدفين لهدف أمام الغريم التقليدي ريال مدريد على أرض ملعب سانتياجو برنابيو، وهي النتيجة التي وسعت الفارق في صدارة الدوري الإسباني إلى خمس نقاط كاملة لصالح النادي الملكي.

لم تكن الزيارة لغرض تأنيب اللاعبين أو عقد اجتماع جماعي متوتر، بل كانت، على العكس تمامًا، رسالة دعم وتأكيد على الثقة في المشروع الذي يقوده المدرب الألماني هانز فليك. قضى لابورتا وقتًا مطولًا في المنشآت، في محاولة لرفع الروح المعنوية للفريق الذي يشعر بالإحباط بعد خسارة ست نقاط محتملة أمام منافسه المباشر، مؤكدًا أن الموسم ما زال طويلًا وأن ثقة الإدارة في الجهاز الفني واللاعبين لم تتزعزع.

  • زيارة لامتصاص الغضب ودعم فليك

    وصل جوان لابورتا إلى المدينة الرياضية في تمام الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة ظهرًا، ومكث هناك لما يقرب من ثلاث ساعات، حيث غادر في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا. تزامن وصوله مع مغادرة بعض اللاعبين الذين أنهوا تدريباتهم الاستشفائية، مثل باو كوبارسي وداني أولمو.

    حرص لابورتا، الذي كان يرافقه مستشاره إنريك ماسيب، على تجديد رسالة الدعم التي كان قد قدمها بالفعل للاعبين والجهاز الفني خلال رحلة العودة من مدريد ليلة الأحد. لم يلق الرئيس خطابًا جماعيًا، بل فضل الحديث بشكل فردي مع أعضاء الجهاز الفني واللاعبين المتواجدين. كما عقد الرئيس اجتماعًا مع المدير الرياضي ديكو، تمحور حول بث رسالة من التفاؤل بشأن المباريات القادمة وضرورة استعادة الثقة سريعًا. وتأتي هذه الخطوة متسقة مع أسلوب لابورتا المعتاد في دعم مدربيه علنًا خلال الأوقات الصعبة، وهو ما فعله سابقًا مع تشافي هيرنانديز، ورونالد كومان، كومان، إيمانًا منه بأهمية الاستقرار لنجاح المشروع الرياضي.

  • إعلان
  • جلسة خاصة مع يامال

    كان لافتًا خلال الزيارة، تخصيص جوان لابورتا وقتًا لجلسة خاصة مع النجم الشاب لامين يامال. استمرت المحادثة بين الرئيس واللاعب الشاب لما يقرب من عشرين دقيقة، قبل أن يغادر يامال المنشآت في تمام الساعة الواحدة وخمس دقائق. تأتي هذه الجلسة في أعقاب الأحداث التي شهدتها نهاية مباراة الكلاسيكو، حيث تعرض لامين يامال لاستفزازات واضحة من قبل بعض لاعبي ريال مدريد.

    لم تكن هذه الاستفزازات وليدة اللحظة، بل جاءت كتراكم للتوتر الذي سبق المباراة، خاصة بعد تصريحات أطلقها يامال وُصفت بأنها مثيرة للجدل تجاه النادي الملكي، ويهدف لابورتا من خلال هذا الاجتماع المنفرد إلى حماية موهبة الفريق الكتالوني، البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا، والتأكيد على وقوف الإدارة خلفه، ومطالبته بالتركيز فقط على الأداء داخل الملعب وعدم الانجرار خلف الضغوطات الإعلامية أو استفزازات الخصوم. ويدرك الرئيس أن يامال يمثل حجر الزاوية في مشروع برشلونة الحالي والمستقبلي، وأن الحفاظ على استقراره الذهني يعتبر أولوية قصوى.

  • تداعيات الكلاسيكو

    ألقت الخسارة في معقل ريال مدريد، بظلالها الثقيلة على مسيرة برشلونة في الدوري الإسباني. فبعد أن كان الأمل يحدو كتيبة المدرب الألماني، لتقليص الفارق أو حتى انتزاع الصدارة، وجد الفريق الكتالوني نفسه متأخرًا بفارق خمس نقاط كاملة عن غريمه التقليدي. هذا الفارق يضع ضغوطًا هائلة على الفريق، ويقلص هامش الخطأ في المباريات المتبقية من الموسم.

    تعكس زيارة لابورتا السريعة إدراك الإدارة لحساسية الموقف. فالهزيمة أمام الغريم التقليدي دائمًا ما تكون لها تبعات نفسية، خاصة عندما تؤدي إلى اتساع الفارق بهذا الشكل. ويواجه هانز فليك، الذي يعتمد على أسلوب اللعب الهجومي والضغط العالي، تحديًا حقيقيًا لإعادة ترتيب أوراقه وإيجاد الحلول لكسر الدفاعات المتكتلة، وهو الأمر الذي عانى منه الفريق في البرنابيو. ويسعى لابورتا من خلال دعمه العلني للمدرب الألماني إلى قطع الطريق أمام أي شكوك قد تظهر حول مستقبل فليك، مؤكدًا أن المشروع لا يزال في بداياته وأن الثقة مطلقة في قدرته على قلب المعطيات.

  • ترقب عودة المصابين

    جزء كبير من تفاؤل الإدارة، والذي نقله لابورتا إلى ديكو والجهاز الفني، يبدو معلقًا على عودة اللاعبين المصابين. ناقش الرئيس مع المدير الرياضي أهمية استعادة العناصر الأساسية الغائبة، والتي أثر غيابها بشكل واضح على أداء الفريق في الكلاسيكو.

    وتترقب جماهير برشلونة بفارغ الصبر عودة الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والجناح البرازيلي رافينيا، بالإضافة إلى داني أولمو، والحارس جوان جارسيا. ويرى الجهاز الفني والإداري أن اكتمال صفوف الفريق سيوفر لهانز فليك خيارات تكتيكية أوسع، خاصة في الشق الهجومي الذي افتقد للحسم في مدريد. ويُعد استعادة هؤلاء اللاعبين في أقرب وقت ممكن أمرًا حاسمًا لبرشلونة إذا ما أراد الحفاظ على آماله في المنافسة على لقب الدوري وتقليص الفارق المقلق مع المتصدر، بالإضافة إلى مواصلة المشوار بقوة في دوري أبطال أوروبا.