Everton v Aston Villa - Premier LeagueGetty Images Sport

بعد الرعب الذي عاشه جريليش .. نجم إيفرتون يعتمد على الكلاب لتأمين عائلته!

يعيش نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز في حالة من القلق المتزايد، لا يقتصر على ضغوط المباريات والمنافسة الشرسة داخل المستطيل الأخضر، بل يمتد إلى ما هو أخطر: أمنهم الشخصي وأمن عائلاتهم داخل منازلهم. فظاهرة "لصوص يوم المباراة"، التي تستهدف منازل اللاعبين الفاخرة أثناء غيابهم لخوض المباريات، دفعت الكثيرين منهم إلى اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية.

أحدث المنضمين إلى هذه القائمة هو مدافع إيفرتون الأيرلندي الشاب، جيك أوبراين، البالغ من العمر 24 عامًا، الذي قرر الاستثمار في كلب حراسة مدرب خصيصًا، ليحذو بذلك حذو زميله في الفريق جاك جريليش، ونجوم آخرين مثل رحيم ستيرلينج وماركوس راشفورد، في محاولة يائسة لاستعادة الشعور بالأمان المفقود.

  • الأمن وراحة البال في المقام الأول

    لم يكن قرار أوبراين وليد صدفة، بل جاء نتيجة دراسة متأنية ورغبة ملحة في الحصول على الأمن وراحة البال، ولجأ المدافع الأيرلندي إلى شركة "شابرون كي 9"، وهي شركة بريطانية رائدة أصبحت بمثابة الملاذ الأول لنجوم كرة القدم، حيث سبق لها تقديم كلاب مدربة لأسماء لامعة مثل رحيم ستيرلينج وجاك جريليش وماركوس راشفورد.

    وفي حديثه مع الشركة المتخصصة، كشف أوبراين عن دوافعه قائلًا: "أعتقد كشخصية عامة، أن الأمن مهم جدًا ليس فقط من أجلك، ولكن من أجل عائلتك، والتأكد من أنه إذا كنت بعيدًا لأي سبب من الأسباب، فإن عائلتي آمنة في المنزل"، موضحًا أنه لكونه من محبي الكلاب، فإن الحصول على كلبه المدرب "نوكس" كان قرارًا لا يحتاج إلى تفكير، معتبرًا إياه خط الدفاع الأول في حالة حدوث أي طارئ، بفضل ولائه الشديد.

    وأشار أوبراين إلى نقطة جوهرية، وهي أن طبيعة عمل اللاعبين ووجودهم الدائم تحت الأضواء على وسائل التواصل الاجتماعي تجعلهم أهدافًا أكثر وضوحًا وجاذبية للعصابات. وقال: "وجود نوكس يمنحنا هذا الأمان الإضافي في المنزل، بالإضافة إلى كونه حيوانًا أليفًا ودودًا للغاية عندما لا يكون في وضع الحراسة، كلاب الأمن بالنسبة لي هي المصدر الأفضل للحماية بسبب ولائها واستعدادها لحمايتك أنت وممتلكاتك".

  • إعلان
  • تعلم من مأساة جريليش

    من المرجح أن جيك أوبراين استمع جيدًا لنصيحة زميله في الفريق، جاك جريليش، الذي عاش تجربة مرعبة تبرر تمامًا هذا المستوى من القلق، ووفقًا لتحقيق مطول نشرته صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية، فإن حادثة السطو التي تعرض لها جريليش أواخر عام 2023 كانت نقطة تحول نفسي للكثير من اللاعبين.

    ففي ليلة "البوكسينج داي" الشهيرة عام 2023، وبينما كان جريليش يشارك في مباراة فريقه آنذاك مانشستر سيتي، ضد إيفرتون بالدوري الإنجليزي، اقتحمت عصابة من اللصوص منزله الفاخر، والذي تبلغ قيمته 5.6 مليون جنيه إسترليني. لم تكن الخسارة مادية فقط، رغم أن اللصوص تمكنوا من سرقة مجوهرات وساعات بقيمة قُدرت بنحو مليون جنيه إسترليني.

    الضرر الأكبر كان نفسيًا، حيث كانت خطيبة جريليش، ساشا أتوود، وأفراد من عائلته متواجدين في المنزل أثناء الاقتحام. ورغم أنهم لم يصابوا بأذى جسدي، إلا أن ساشا وُصفت بأنها كانت مرعوبة تمامًا، وعاشت في حالة من الخوف الشديد على سلامتها. هذه الحادثة دفعت جريليش فورًا لاستثمار مبلغ يُعتقد أنه وصل إلى 25 ألف جنيه إسترليني لشراء كلب حراسة مدرب من نفس الشركة التي لجأ إليها أوبراين الآن.

  • المثلث الذهبي

    لم تكن حادثة منزل جريليش عشوائية، فمنزله يقع في منطقة تُعرف إعلاميًا باسم "المثلث الذهبي" في تشيشاير. هذه المنطقة، التي يقطنها العديد من الأثرياء والمشاهير ونجوم كرة القدم، أصبحت هدفًا رئيسيًا لعصابات إجرامية دولية محترفة.

    وكشفت تقارير "ديلي ميل" أن هذه المنطقة تحديدًا مستهدفة من قبل عصابات متخصصة قادمة من دول أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل والمكسيك وتشيلي والبيرو، في ظاهرة أصبحت تُعرف بـ "سياحة السطو". وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 500 لص محترف من هذه الدول يسافرون إلى المملكة المتحدة سنويًا بهدف وحيد، هو استهداف المنازل الفاخرة في مناطق محددة مثل تشيشاير، ولندن، وساري.

    تعتمد هذه العصابات على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للاعبين لمعرفة ممتلكاتهم الثمينة، كما تتابع جداول المباريات بدقة، لتحديد الأوقات التي يكون فيها اللاعبون خارج منازلهم، مما يتيح لهم فرصة مثالية لتنفيذ عمليات السطو المنظمة.

  • قائمة ضحايا لا تنتهي

    ما حدث مع جريليش وأوبراين ليس سوى غيض من فيض في ظاهرة باتت تؤرق مضاجع لاعبي البريمييرليج. فالقائمة تطول وتضم أسماء بارزة تعرضت لمواقف مماثلة. فخلال بطولة كأس العالم 2023 في قطر، تعرضت منازل نجوم مثل كيفين دي بروينه وكورت زوما لعمليات سطو.

    وفي يناير 2022، تعرض منزل مدافع مانشستر يونايتد السابق، فيكتور ليندلوف، للسطو أثناء خوضه مباراة ضد برينتفورد. وعلم اللاعب السويدي بالخبر الصادم بين شوطي المباراة، مما اضطره لمغادرة ملعب "أولد ترافورد" على الفور للتوجه إلى عائلته. ووصفت مايا، زوجة ليندلوف، الرعب الذي عاشته قائلة: "كنت في المنزل بمفردي مع طفلينا، لكننا تمكنا من الاختباء وإغلاق باب غرفة على أنفسنا قبل أن يدخلوا المنزل. كانت لحظة صادمة ومخيفة للغاية لي ولأطفالي".