في واحدة من أشرس المواجهات العربية وتحديدًا بشمال إفريقيا، حفلت مباراة الجيش الملكي المغربي والأهلي المصري في دوري أبطال إفريقيا، بأحداث مثيرة خارج إطار كرة القدم، بين شغب جماهيري ومشاحنات لاعبي الفريقين، وأخرى تتعلق بالجدل حول القرارات التحكيمية التي كان لها تأثير مباشر على نتيجة اللقاء.
Socialبدأت بسلام أبوتريكة وانتهت بسكين ومطاردة شوارع .. ردود فعل غاضبة على معركة الجيش الملكي والأهلي، وناقوس خطر للمغرب!
ماذا حدث في مباراة الجيش الملكي والأهلي؟
المباراة أقيمت على ملعب "الأمير مولاي الحسن"، أمس الجمعة في الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، وشهدت توترًا كبيرًا، خصوصًا عقب تسجيل الأهلي هدف التعادل في الدقيقة 68 عن طريق محمود حسن "تريزيجيه"، والذي أعاد الضيوف للقاء، بعد تقدم الجيش الملكي في الدقيقة 37 عن طريق لاعبه محسن بوريكة.
وشهدت المباراة في شوطها الثاني، أحداث شغب جماهيري خطيرة في مدرجات جماهير الجيش الملكي، أدت إلى إصابة لاعب الأهلي محمود حسن "تريزيجيه" على مستوى الرأس وتوقف اللقاء مؤقتًا، وسط تحركات عاجلة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لفتح تحقيق رسمي.
وقد تواجه جماهير الجيش الملكي عقوبات مغلظة من الكاف، بسبب إلقاء الزجاجات بغزارة على لاعبي ومسؤولي النادي الأهلي، بخلاف أن مدير الكرة بالنادي الأهلي، وليد صلاح الدين، التقط إحدى الأدوات الحادة (سكين معجون) التي ألقيت من المدرجات وسلمها للحكم كدليل على خطورة الموقف، حيث اضطر الأخير إلى إيقاف المباراة مؤقتًا وهدد بإلغائها إذا لم تتوقف الجماهير عن أعمال العنف.
سلام لأبوتريكة وتحية للشهداء
على الرغم من الأحداث المثيرة للجدل سواء بين الجماهير أو اللاعبين أو في الاستوديوهات التحليلية، إلا أن هناك لقطة مهمة قامت بها الجماهير المغربية لإظهار الاحترام والتقدير للنادي الأهلي ورموزه، وعلى رأسهم النجم المصري محمد أبوتريكة، أسطورة القلعة الحمراء.
ورفعت جماهير الجيش الملكي لافتة، كتبت فيها: "سلام لأبوتريكة وتحية .. رمز صدق وأنف عزة أبية"، كما لحقتها بلافتة أخرى لرثاء ضحايا أحداث سابقة في كرة القدم المصرية من بين جماهير الأهلي والزمالك، كتبت فيها: "74، 20، روح وريحان لأرواح عطرها يفوح في كل مكان".
إلا أن كل هذه اللافتات الإيجابية لم تمنع جماهير الجيش الملكي من التعبير عن غضبها لحظة تسجيل تريزيجيه هدف التعادل للمارد الأحمر.
جدل تحكيمي .. وهجوم وائل جمعة
المباراة في أحداثها الكروية لم تكن مثيرة للمتابعة على الإطلاق، حيث سيطر الأداء السلبي على أداء الفريقين باستثناء لقطة ركلة جزاء الجيش الملكي التي اعترض عليها جمهور الأهلي وممثلوه في وسائل الإعلام، وهدف الأحمر الذي جاء من لعبة جماعية مميزة أنهاها الفتى الذهبي تريزيجيه في الشباك المغربي.
وكان رد فعل وائل جمعة قائد النادي الأهلي السابق، بعد انتهاء الشوط الأول من المباراة بتأخر الأهلي بهدف دون رد، صادمًا للمتابعين، حيث خرج في الاستوديو التحليلي للمباراة غاضبًا للغاية، متهمًا حكم اللقاء باحتساب ركلة جزاء "وهمية"، على حد وصفه، للنادي المغربي من أجل تعويضه بعد الظلم الذي تعرض له في مباراة يانج أفريكانز، الافتتاحية لمرحلة المجموعات.
وائل جمعة لم يتوقف عند الهجوم على حكم اللقاء، بل هاجم أيضًا الإعلامين أحمد فؤاد، مقدم الاستوديو التحليلي، واتهمه بمحاولة تصنع الحياد على الهواء.
في المقابل، طالب أيضًا لاعبو الجيش الملكي ومدربهم ألكسندر سانتوس، بالعدالة التحكيمية، حيث رأى الأخير أن فريقه تضرر من قرارات حكم اللقاء وتحديدًا بعد إلغاء هدف لفريقه في الدقيقة 68 من زمن اللقاء بداعي التسلل، مما حرم الفريق المغربي من تحقيق الفوز على المارد الأحمر.
معركة شوارع في أرض الملعب
الإعلامي المصري إبراهيم فايق، استعرض خلال برنامجه "الكورة مع فايق" أحداث المباراة المثيرة للجدل، مشيرًا إلى أن الأهلي خاض مباراة صعبة للغاية أمام فريق قوي ويحظى بدعم من جماهير ضخمة بحجم جماهير الجيش الملكي، مشيرًا إلى أن المارد الأحمر فرض شخصيته على المضيف وخرج بنتيجة جيدة.
وسخر فايق من ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الليبي أحمد الشلماني للجيش الملكي، قائلًا: "ضربة جزاء وهمية ولا تحتاج إلى رأي خبير تحكيمي، لاعب الأهلي يده كانت ملاصقة في جسده، هل يقطع يده حتى لا تلمس الكرة؟!".
وأضاف: "إلى متى تعاني الأندية المصرية من الأداء التحكيمي الضعيف وضغوط الجماهير في المباريات الإفريقية. وليد صلاح الدين مدير الكرة بالنادي الأهلي ظهر في أرض الملعب وهو يلتقط آداة حادة (سكين معجون)، تم قذفها من المدرجات المغربية على مصطفى شوبير حارس النادي الأهلي".
وتابع إبراهيم فايق: "في مثل هذه الأمور لا توجد مواربة، النتيجة لا تهم لكن النادي الأهلي كان يستحق أن يفوز باللقاء واحتسبت عليه ركلة جزاء غير شرعية، بخلاف أن تنفيذ الركلة كان خاطئًا وكان يجب أن يعاد تنفيذها لدخول أكثر من لاعب بفريق الجيش الملكي في منطقة الجزاء وقت التصويب".

ناقوس خطر للمغرب قبل أمم إفريقيا
اللقطات التي حفل بها ملعب "الأمير مولاي الحسن" أثارت جدلًا كبيرًا حول الصورة التي صدرتها جماهير الجيش الملكي عن المدرجات المغربية، قبل أسابيع قليلة من استضافة البلاد لأهم حدث كروي في قارة إفريقيا، وهو النسخة الـ35 من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، التي تقام خلال الفترة من 21 ديسمبر المقبل وحتى 18 يناير 2026، بمشاركة 24 منتخبًا في 9 ملاعب موزعة على 6 مدن مغربية.
وأظهرت تصريحات الدنماركي ياس توروب، مدرب النادي الأهلي، حجم القلق الذي عاشته بعثة الأهلي خلال الشوط الثاني من المباراة، حيث أكد أنه فكر في سحب لاعبيه من أرض الملعب للحفاظ عليهم.
وقال توروب في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي عقب نهاية المباراة: "كنت أعلم أن مباراة الجيش الملكي ستكون صعبة، لم أكن سعيد بتأخرنا بهدف من ركلة جزاء ليس لها أي أساس من الصحة، وتنفيذها كان خاطئ أيضًا لوجود جميع اللاعبين داخل منطقة الجزاء".
وأضاف: "عدم وجود الفار في بطولة مثل دوري أبطال أفريقيا أمر كارثي، ليس لدي أي تعليق على الحكم ولكن خطأين في وقت قصير من اللقاء يحملنا الكثير".
وتابع: "لم يعجبني سلوك جماهير الجيش الملكي في اللقاء، رمي الزجاجات في الملعب، كنت أفكر في سحب لاعبي فريقي من الملعب، أتمنى ألا نفسد أجواء المباريات بمثل هذه التصرفات، لكن من الجيد أننا نجحنا في الخروج بالتعادل".