تلقى ليونيل ميسي، نجم إنتر ميامي ومنتخب الأرجنتين، طلبًا صريحًا وصارمًا من فرناندو سينيوريني، المعد البدني السابق لمنتخب أبطال العالم وللأسطوري دييجو أرماندو مارادونا، بشأن نهائيات كأس العالم 2026 التي ستُقام في أمريكا وكندا والمكسيك الصيف القادم. فما الذي قاله؟
Getty Images Sport"ما يفعله مع إنتر ميامي ليس كرة قدم حقيقية" .. المدرب التاريخي لمارادونا يُوجه طلبًا صارمًا لميسي بشأن كأس العالم
ميسي والمغامرة الأمريكية
اتخذ ليونيل ميسي خطوة مفاجئة في مسيرته الكروية عقب نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، حيث انضم إلى إنتر ميامي الأمريكي، والذي يمتلك النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام حصة به.
ميسي خاض مسيرة طويلة مع برشلونة، ولكن المشاكل الاقتصادية للنادي حالت دون استمراره مما أدى لرحيله الصادم للجمهور الكتالوني إلى باريس سان جيرمان عام 2021، وبعد عامين، ورغم ارتباطه بعدد من الأندية الأوروبية والعودة إلى برشلونة والانتقال إلى دوري روشن السعودي، اختار الرحيل إلى أمريكا وارتداء قميص إنتر ميامي.
وقد أثيرت أقاويل حول نية اللاعب تغيير ناديه عند نهاية عقده لكنه اختار البقاء وجدد عقده مع إنتر ميامي حتى عام 2028، وهو ما عرضه لمجموعة من الانتقادات حيث اتهمه البعض بالهروب من الضغوطات والمستوى التنافسي واختيار الاعتزال الهادئ المريح في أمريكا.
رسالة حادة لميسي
تواجد ميسي مع الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 2026 يُثير الكثير من التساؤلات وكذلك القلق بين جماهير منتخب التانجو، وقد نقلت صحيفة "OLE" عن سينيوريني قوله بشأن تواجد ميسي مع الأرجنتين في كأس العالم 2026: "أعتقد أن دييجو مارادونا كان سيقول له (امنح الأولوية لكأس العالم). ما يتوجب عليه فعله الآن هو التركيز على ذلك فقط".
المدرب هاجم بشراسة تواجد ميسي في أمريكا، واصفًا ما يفعله اللاعب هناك بأنه بعيد عن كرة القدم الحقيقية، مضيفًا "ما يفعله ميسي الآن ليس كرة قدم حقيقية، بل مجرد محاكاة لها. حضرت مباراة لإنتر ميامي، وما رأيته لا يشبه كرة القدم التي نعرفها".
وأتم متوجهًا بطلب صارم للنجم الأرجنتيني "قبل البطولة بثلاثة أشهر، يجب أن يأخذ فترة إجازة مع عائلته ليتنفس ويعود بجوع جديد للعب. عليه أن يكون ذكياً ويسيطر على شغفه ليصل في أفضل حالاته".
ميسي يعادل إنجاز بوشكاش
واصل الأسطورة الأرجنتينية العبث بكتب التاريخ وإعادة تعريف مفهوم "الاستمرارية" في عالم كرة القدم، بعدما وصل رسمياً إلى 1300 مساهمة تهديفية في مسيرته الاحترافية (896 هدفاً و404 تمريرات حاسمة)، وهو رقم إعجازي غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، عقب عرضه الساحر خلال مواجهة سينسيناتي في نصف نهائي القسم الشرقي، والتي انتهت بفوز إنتر ميامي برباعية نظيفة، ساهم ميسي بصناعة 3 منها، حاجزاً مقعده في نهائي القسم الشرقي للدوري الأمريكي.
والمثير للدهشة أن "البرغوث" نجح في عام 2025 في استنساخ نسخته المرعبة لعام 2017؛ حيث وصل إلى 71 مساهمة تهديفية هذا العام، متجاوزاً رقم الـ 70 مساهمة الذي حققه قبل 8 سنوات، ليثبت أن سحره لا يشيخ رغم تقدم العمر.
ولم تقتصر هيمنة ميسي على الأرقام التاريخية فحسب، بل اكتسح المنافسة الرقمية لعام 2025 بفارق شاسع عن غريمه الأزلي كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودي؛ إذ تشير الإحصائيات إلى تفوق ليو بـ 30 مساهمة تهديفية كاملة (71 لميسي مقابل 41 لرونالدو).
ميسي مع منتخب الأرجنتين
بدأ ميسي مسيرته مع المنتخب في 2005، ولعب أول مباراة دولية ضد منتخب المجر في سن الثامنة عشر، وسنة 2009 في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم ضد فنزويلا، ارتدى ليونيل ميسي القميص رقم 10 لأول مرة مع الأرجنتين.
كانت هذه المباراة الرسمية الأولى لدييجو مارادونا كمدرب لمنتخب الأرجنتين، وفاز بنتيجة 4-0 في المباراة وافتتح ليونيل التهديف.
وبلغ عدد أهداف اللاعب مع المنتخب الأول 114 هدفًا خلال 194 مباراة، ليتصدر قائمة الهدافين التاريخيين.
وشارك ميسي في خمس نسخ متتالية من كأس العالم، الأولى عام 2006 في ألمانيا والأخيرة عام 2022 في قطر والتي تُوج بلقبها بعد الفوز على فرنسا في النهائي.
ماذا بعد لإنتر ميامي؟
وبينما يستعد إنتر ميامي لمواجهة نيويورك سيتي في نهائي القسم الشرقي، يظل ميسي الرقم الصعب في المعادلات الإقصائية، حيث لم يسبق لأي لاعب أن أظهر هذا التأثير الطاغي في نسخة واحدة من "البلاي أوف"، مساهماً في 12 هدفًا حتى الآن.
وتتجلى هيمنة ميسي المطلقة عند النظر إلى الحصيلة التهديفية لإنتر ميامي في الآونة الأخيرة؛ فمن أصل 25 هدفاً سجلها الفريق في مبارياته السبع الماضية، وضع ميسي بصمته المباشرة على 22 هدفاً منها، سواء بالتسجيل أو الصناعة. هذه الإحصائية المرعبة تؤكد أن إنتر ميامي تحول من مجرد منافس قوي إلى "آلة هجومية" تعمل بأوامر ميسي وحده، الذي حول حلم ميامي باللقب إلى واقع ملموس يحمله على كتفيه.

