FBL-WC2026-EUR-DRAWAFP

أغلى من تذكرة المباراة .. الفيفا يحول مواقف السيارات إلى "منجم ذهب" في كأس العالم!

بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مرحلة جديدة من استثمار الحدث الأضخم في عالم الرياضة، كأس العالم 2026، ولكن هذه المرة بعيدًا عن تذاكر المباريات أو حقوق البث، كشف الفيفا عن أسعار مواقف السيارات المخصصة للجماهير بالقرب من الملاعب، والتي وصلت إلى مستويات قياسية ومثيرة للجدل، حيث تتراوح تكلفة ركن السيارة ليوم المباراة الواحدة بين 75 دولارًا و175 دولارًا، وهو مبلغ يتجاوز في بعض الحالات سعر تذاكر مباريات فعلية في بطولات سابقة.

ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع طرح تذاكر البطولة التي شهدت بدورها ارتفاعًا هائلًا في الأسعار، ليجد المشجع نفسه أمام تكاليف باهظة لمجرد حضور المباريات، حتى قبل أن يخطو بقدمه داخل الملعب.

  • أسعار فلكية

    أطلق الفيفا موقعًا إلكترونيًا رسميًا لحجز مواقف السيارات مخصصًا لحاملي التذاكر، ليضيف منصة تجارية جديدة إلى آليات تعظيم أرباحه من البطولة المنتظرة. الصدمة كانت في الأرقام المعلنة؛ ففي ملاعب مثل "هارد روك" في ميامي، تبدأ الأسعار من 75 دولارًا لمباريات دور المجموعات ودور الـ 32. وترتفع التكلفة إلى 100 دولار في دور الـ 16، ثم تقفز إلى 125 أو 145 دولارًا في مباريات ربع النهائي، لتصل إلى ذروتها عند 175 دولارًا في مباريات نصف النهائي أو مباراة تحديد المركز الثالث. وفي ملعب "لينكولن فاينانشال فيلد" بفيلادلفيا، تبدأ الأسعار من 115 دولارًا في دور المجموعات. ولتوضيح حجم هذه الأرقام، فإن تكلفة ركن السيارة في الدور الأول (75 دولارًا) هي أغلى من سعر تذكرة الفئة الثالثة لأي مباراة في دور المجموعات بمونديال قطر 2022، والتي كانت تبلغ 69 دولارًا فقط.

  • إعلان
  • السر خلف زيادة الأسعار

    يكمن السبب الرئيسي وراء هذه الأسعار المبالغ فيها في التحدي اللوجستي الهائل الذي تواجهه المدن المستضيفة الـ 16 في أمريكا الشمالية. تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على ثقافة قيادة السيارات الخاصة. ففي حين اعتادت الجماهير الأوروبية على استخدام شبكات النقل العام المتطورة للوصول إلى الملاعب، فإن 11 ملعبًا أمريكيًا مستضيفًا للبطولة هي في الأساس ملاعب خاصة بدوري كرة القدم الأمريكية للمحترفين، وهي مصممة لاستقبال الجماهير القادمة بسياراتها ومحاطة بمساحات ضخمة لركن السيارات. ووفقًا لتقرير نشره موقع "ذا أتلتيك"، فإن الفيفا سيستحوذ على أجزاء كبيرة من هذه المواقف خلال البطولة لأغراض أمنية أو لإنشاء مناطق ضيافة فاخرة، مما يقلل بشكل حاد من المساحات المتاحة للجماهير. هذا النقص المصطنعة هو ما يستغله الفيفا لتحقيق أرباح ضخمة، بأسلوب لا يختلف كثيرًا عما تفعله فرق كرة القدم الأمريكية أسبوعيًا.

  • غموض يحيط بالتفاصيل

    لا يزال الغموض يحيط بالكثير من التفاصيل اللوجستية؛ فالموقع الرسمي، الذي تتم إدارته تقنيًا بواسطة شركة "جاست بارك"، يُظهر أن الحجز سيكون متاحًا قريبًا في مدن كبرى مثل أتلانتا، ولوس أنجلوس، وسياتل، ومدن المكسيك وكندا. أما ملعب ميتلايف في نيوجيرسي، الذي سيستضيف المباراة النهائية، فالتفاصيل المتعلقة به لم تُحدد بعد.

     ومما يزيد الأمر سوءًا أن هذه التصاريح غير قابلة للاسترداد. كما أن دقة المواقع غير واضحة؛ فبينما يحدد الحجز في ميامي موقعًا يتطلب المشي لمدة 18 دقيقة، تكتفي حجوزات أخرى بذكر أن الموقع على بُعد 0 ميل، وهو ما اعترف ممثل لخدمة العملاء بأنه مجرد وصف مؤقت سيتم تحديده لاحقًا. وتأتي هذه الخطوة بعد تجربة بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، والتي شهدت تكلفة ركن سيارة بقيمة 40 دولارًا في ميامي و65 دولارًا في ملعب ميتلايف، وهي أرقام كانت تعتبر مرتفعة وقتها، لكنها تبدو ضئيلة مقارنة بأسعار المونديال القادم.

  • تضارب بين اللجان المنظمة والفيفا

    في مواجهة هذه الأزمة المتوقعة، تحاول اللجان المنظمة المحلية في المدن المستضيفة التخفيف من الاعتماد على السيارات. أوضحت ميج كين، المسؤولة التنفيذية في لجنة فيلادلفيا المنظمة، أنهم سيشجعون بقوة على الاستخدام الكبير لوسائل النقل العام، بالإضافة إلى الحافلات الترددية وخدمات النقل التشاركي. وأكدت أن الإعدادات اللوجستية ستكون شبيهة بمباراة السوبر بول، حيث سيتم تحويل العديد من مواقف السيارات إلىمساحات تجمع وتشجيع للجماهير، مما يعني عددًا محدودًا من السيارات. وبينما تتحمل المدن والسلطات المحلية جزءًا من المسؤوليات اللوجستية، أكد ممثلو الملاعب أن الفيفا هو المتحكم الوحيد ببيع التذاكر وتصاريح المواقف، وهو المستفيد الأول من العائدات. ويدافع الفيفا عن استراتيجياته التجارية، مشيرًا إلى أن الإيرادات المتوقعة التي تزيد عن 13 مليار دولار من مونديال 2026، ستُستخدم لتمويل بطولات الشباب وتطوير كرة القدم عالميًا عبر دعم الاتحادات الوطنية الـ 211.