شهدت كرة القدم الأرجنتينية خلال الأيام الماضية أزمة كبيرة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، وذلك بعد قرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بإيقاف النجم السابق خوان سباستيان فيرون لمدة ستة أشهر، على خلفية أحداث مباراة فريق إستوديانتس أمام روزاريو سنترال.
Getty Images Sportخلفية الأزمة التي تورط فيها فيرون
في المباراة الأخيرة ضمن الدوري المحلي، كان من المفترض أن يؤدي لاعبو إستوديانتس "الممر الشرفي" أو ما يُعرف بـ"الباسيو"، تكريمًا لفريق روزاريو سنترال بعد تتويجه باللقب.
إلا أن لاعبي إستوديانتس، وبقرار مباشر من فيرون، اصطفوا بالفعل لكنهم أداروا ظهورهم للفريق البطل، في مشهد اعتُبر إهانة واضحة ومخالفة للتقاليد الرياضية المتعارف عليها في الأرجنتين.
AFPالعقوبات الصادرة ضد فيرون
أصدرت لجنة الانضباط في الاتحاد الأرجنتيني، قرارًا صارمًا يقضي بإيقاف فيرون لمدة ستة أشهر، إضافة إلى معاقبة جميع اللاعبين الذين شاركوا في "الباسيو" بهذه الطريقة بحرمانهم من خوض أول مباراتين في موسم 2026.
إدارة إستوديانتس أصدرت بيانًا رسميًا، أكدت فيه أنها تدرس العقوبة بعناية، وستتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالح النادي وأعضائه، معتبرة أن القرار يحتاج إلى مراجعة دقيقة.
رد فعل عنيف من زوجة فيرون
الأزمة أخذت منحى أكثر حدة بعد تدخل فالنتينا مارتين، زوجة فيرون، التي نشرت عبر حسابها على إنستغرام رسالة نارية دافعت فيها عن زوجها وهاجمت بشدة رئيس الاتحاد الأرجنتيني كلاوديو "تشيكي" تابيا، كما وجهت انتقادات لاذعة إلى ليونيل ميسي وروبرتو دي باول.
وجاء في رسالتها: "الرجل القادم من ميامي، الإنجليزي، الخائن .. العائد، الذي ساهم في بناء فريقنا، الوحيد الذي يمتلك الشجاعة، والذي أضمن له أنه يقاتل من أجل كل شيء ليكون أفضل، والذي هو أكثر ولاءً للأرجنتين من ذلك الوغد الذي فاز بكأس العالم ويعيش في ميامي، صديق الجشع. مافيا خارج كرة القدم الأرجنتينية. سأظل أكثر فيرونيستا من أي وقت مضى، ودائمًا إلى جانبه".
وأضافت زوجة إل بروجيتا: "يريدون التخلص منك لأنهم يخشونك. لا تتراجع: لقد حان الوقت لتوجيه الضربة القاضية ووضع حد لهذه المافيا. أنت لا تحظى بدعم فريق إستوديانتيس بأكمله فحسب، بل أيضًا بدعم جزء كبير من كرة القدم الأرجنتينية. هيا يا خوان سيباستيان. تقدم".
علاقة ميسي وتابيا
صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية أوضحت أن العلاقة بين ليونيل ميسي ورئيس الاتحاد تابيا وثيقة منذ بداية فترة رئاسته، حيث ظهر الاثنان في أكثر من مناسبة معاً، خاصة خلال مباريات المنتخب الوطني، وكانا يتشاركان صورًا لشرب "الماتيه" مع رودريجو دي باول.
ويعكس هذا الخلاف حالة الانقسام داخل كرة القدم الأرجنتينية، حيث يرى البعض أن العقوبة ضرورية لحماية القيم الرياضية ومنع تكرار مثل هذه التصرفات، فيما يعتبر آخرون أن الاتحاد بالغ في قراره وأن العقوبة تحمل أبعاداً شخصية أكثر من كونها رياضية.
زمن المتوقع أن تستمر القضية في إثارة الجدل خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول وسائل الإعلام والجماهير على خط النقاش، بين مؤيد ومعارض للعقوبة، كما أن تصريحات زوجة فيرون ضد ميسي ودي بول قد تفتح بابًا جديدًا من الصراع داخل الوسط الرياضي الأرجنتيني، في وقت يحتاج فيه المنتخب والأندية إلى الاستقرار قبل الاستحقاقات القادمة.
مسيرة فيرون مع منتخب الأرجنتين
خوان سيباستيان فيرون يعد واحدًا من أبرز لاعبي خط الوسط في تاريخ الكرة الأرجنتينية، حيث امتدت مسيرته الدولية مع المنتخب بين عامي 1996 و2010، وشارك في ثلاث نسخ من كأس العالم دون أن يحقق اللقب المنشود.
بدأ فيرون مشواره مع منتخب الأرجنتين عام 1996، ليصبح سريعًا أحد الأسماء البارزة في خط الوسط بفضل رؤيته الميدانية وقدرته على التحكم بإيقاع اللعب. خاض مع المنتخب 72 مباراة دولية وسجل 9 أهداف، وكان حاضرًا في أهم المحافل العالمية مثل كأس العالم 1998 في فرنسا، حيث قدم أداءً جيدًا وساهم في وصول الأرجنتين إلى الدور ربع النهائي.
وفي مونديال 2002 بكوريا واليابان، كان فيرون أحد الركائز الأساسية، لكن المنتخب تعرض لخيبة أمل كبيرة بالخروج من الدور الأول رغم التوقعات العالية، وهو ما شكل نقطة سوداء في مسيرته الدولية.
وعاد فيرون بعد سنوات ليشارك مجددًا في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا تحت قيادة المدرب دييجو أرماندو مارادونا، حيث لعب دورًا قياديًا في وسط الميدان، لكن المنتخب خرج من ربع النهائي أمام ألمانيا، لتكون تلك آخر محطاته العالمية.
ورغم أن فيرون لم يحقق بطولة كبرى مع المنتخب، إلا أنه ظل رمزاً للاعب الأرجنتيني المثقف كرويًا، القادر على المزج بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي.
كثيرون يعتبرونه من اللاعبين الذين لم ينصفهم التاريخ الدولي، إذ كان أداؤه مع الأندية الأوروبية مثل لاتسيو ومانشستر يونايتد وتشيلسي أكثر بروزاً من إنجازاته مع المنتخب.