حقق النصر انتصارًا كبيرًا على ضيفه الخليج في ملعبه الأول بارك بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة الجولة التاسعة من دوري روشن السعودي، ليُعزز صدارته للمسابقة بالرصيد الكامل، 27 نقطة، ويدخل التاريخ بجانب الهلال. نتيجة كبيرة لكن المباراة دقت جرس الإنذار بقوة للمتصدر ومدربه.
جرس الإنذار يدق لجيسوس .. النصر يهرب بنقاط الخليج، مراد هوساوي يُبرر الـ100 مليون وجواو فيليكس لم يعد "الولد الشقي"
انتصار تاريخي للنصر وجيسوس
الفوز على الخليج لم يكن عاديًا للنصر وخاصة مدربه جورج جيسوس، حيث حمل إنجازًا تاريخيًا للنادي والمدرب.
الانتصار هو التاسع على التوالي للنصر وقد جعله يُعادل الرقم القياسي المسجل للانتصارات المتتالية في بداية دوري المحترفين السعودي، والذي يحمله الهلال وحققه موسم 2018-2019 ومع المدرب جيسوس!
المدرب المخضرم رد بذلك الإنجاز على جميع المشككين في مسيرته مع الهلال الموسم الماضي والذين كانوا خلف إنهاء عقده مبكرًا ورحيله عن العاصمة السعودية، فقد عاد مع الغريم التقليدي وجعل منه بطلًا شرسًا بل وحقق معه هذا الإنجاز التاريخي الذي قد يكون التمهيد للفوز باللقب الثمين.
النصر هزم الخليج في ملعبه، الأول بارك، بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ليُعزز صدارته لجدول الترتيب بـ27 نقطة، ولديه الفرصة لتحطيم الرقم القياسي بشأن سلسلة لانتصارات المتتالية في بداية الموسم والانفراد بالرقم القياسي خلال المواجهة القادمة أمام النجمة، والتي ستقام في الـ21 من ديسمبر القادم بعد انتهاء التوقف القادم بسبب مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب.
النصر يهرب بالنقاط وجرس الإنذار يدق بشدة
أي قارئ للنتيجة سيتوقع مباراة سهلة للنصر وأداء مخيب من جانب الخليج، فالسقوط بالأربعة ليس بالأمر الجيد بالطبع، لكن أي متابع للمباراة وتفاصيلها الدقيقة سيعي تمامًا أن صاحب الملعب هرب بالنقاط الثلاثة في ليلة صعبة ومثيرة وممتعة للجمهور الحاضر في ملعب الأول بارك أو حول الشاشات.
سأعطيك رقمًا واحدًا فقط يُثبت تلك الحقيقة، وهو عدد الأهداف المتوقعة لكل من الفريقين خلال المباراة، إذ بلغ للنصر 1.7 هدف، وستفاجأ إن علمت أنه للخليج 1.7 أيضًا! هذا يُظهر أن القدرات الفردية لعبت الدور الأكبر في النتيجة.
الحقيقة أن الخليج قدم مباراة ممتازة باستثناء تفاصيل صغيرة، فيما لعب النصر مباراة سيئة دفاعيًا وشرسة هجوميًا على الصعيد الفردي خاصة، ولكن الفارق بين الفريقين أن أصحاب الملعب نجحوا في استغلال فرصهم فيما فشل الضيوف والسبب قد يكون معروفًا للجميع .. غياب هدافهم جوشوا كينج!
أبرز إيجابيات النصر في مباراة اليوم هي الشراسة في الضغط على الخصم، كانت سمة جميع اللاعبين وهذا يُحسب لهم ولإعدادهم البدني والذهني من جانب المدرب جيسوس، الذي نجح في جعل الجميع يُدرك أهمية اللعب والتضحية والفوز، هذا بجانب القدرات الفردية الممتازة لأمثال ساديو ماني وأنجيلو وويسلي وبالطبع جواو فيليكس ونواف العقيدي الذي أنقذ النصر في لحظات حاسمة جدًا.
النصر لم يستطع الفوز اليوم سوى بتلك التفاصيل الصغيرة والتي تضمنت: 1- الشراسة في الضغط 2- القدرات الفردية الممتازة 3- تألق نواف العقيدي 4- غياب جوشوا كينج 5- فشل الخليج في استغلال فرصه السهلة.
اللقاء يدق جرس الإنذار بشدة للنصر في المباريات القادمة، خاصة في الحالة الدفاعية .. دفاع الفريق اليوم ارتكب جميع الأخطاء الممكنة والتي جعلت الوصول لمرمى العقيدي سهلًا جدًا، سواء نصف مصيدة التسلل أو ترك المساحات في الخلف أو الانتشار والتمركز في المنطقة الدفاعية أو الرقابة داخل منطقة الجزاء.
كان من حُسن حظ الفريق اليوم فشل الخليج في استغلال فرصه وتفوق مهاجميه فرديًا على خصمهم، لكن هذا الأمر لن يحدث في كل المباريات لو تكررت مثل تلك الأخطاء، ولذا جيسوس مطالب بعلاج تلك الأخطاء الدفاعية سريعًا مع الحفاظ على الجودة والفعالية الهجومية العالية.
مراد هوساوي يُبرر لـ100 مليون ريال
برز اسم مراد هوساوي في الأسابيع الأخيرة بعد طلب الهلال التعاقد معه ودخول الاتحاد في المفاوضات ثم بقية الأندية الكبيرة في دوري روشن، وقد حدد ناديه الخليج سعره بـ100 مليون ريال سعودي!
البعض وصف المبلغ بالمبالغ به كثيرًا، ولكن مراد هوساوي رد على كل هؤلاء اليوم بأداء قوي جدًا أمام النصر، أقوى أندية دوري روشن هذا الموسم، وبهدف عالمي من تسديدة متقنة من خارج منطقة الجزاء.
نجم الوسط السعودي حصل على بطاقة صفراء مبكرة جدًا، بعد 3 دقائق من انطلاق اللعب، ورغم هذا حافظ على هدوئه ورباطة جأشه حتى النهاية دون أن يتعرض للبطاقة الثانية والطرد، ويُحسب له أن قدم أداءً قويًا في الجانب الدفاعي والضغط والتدخلات الناجحة دفاعيًا رغم هذا القلق من البطاقة الحمراء.
هوساوي برز كذلك في التمريرات الطويلة، وامتازت قرارته بالجرأة الهجومية .. وإن كان أقوى ما أظهره اللاعب اليوم هو شخصيته القوية وثقته العالية في نفسه، حيث واجه أسماءً كبيرة دون أي خوف وبحضور قوي وثبات ممتاز على أرض الملعب، وقد توج كل ذلك بالهدف الجميل جدًا.
هوساوي لعب المباراة كاملة، سدد مرة واحدة على المرمى ليُسجل هدف الخليج الوحيد، دقة تمريراته وصلت إلى 84%، نجح في مراوغتين من أصل 2، مرر 4 تمريرات طولية سليمة من أصل 6، واستعاد الكرة 3 مرات.
جواو فيليكس .. لم يعد الولد الشقي
طوال مسيرته في أوروبا استحق جواو فيليكس لقب "الولد الشقي"، حيث كان اللاعب الموهوب الذي يستعرض مهاراته على أرض الملعب لكن دون فعالية كبيرة ودون تقديم الإضافة المطلوبة، ولذا كان من الطبيعي ألا تستقر مسيرته الكروية ويُغير العديد من الأندية قبل أن يحط الرحال في الرياض ليلعب مع النصر.
هذا الأمر اختلف تمامًا مع النصر، فيليكس لم يعد الولد الشقي بل تحول إلى وحش شرس يلعب بقوة وشراسة غير معهودة أبدًا من جانبه، واليوم ظهر ذلك جليًا أمام الخليج.
اللاعب سجل هدفًا ألغاه الحكم لسبب بعيد عنه تمامًا، لمسة يد ضد مارسيلو بروزوفيتش في بداية الهجومة، لكنه لم يهدأ إلا حين عاد وسجل من جديد وبإصرار كبير في الهجمة، وبعدها ضغط بشراسة كبيرة وفي كرة ميؤوس منها تمامًا على مدافع الخليج ليخطف الكرة ويُمررها إلى ويسلي الذي سجل هدفًا ثمينًا.
وبعيدًا عن تلك الجودة في اللعب والشراسة في الضغط، فاللاعب لم ينس أبدًا إلغاء هدفه الأول وأشار للحكم ومدافعي الخليج على يده احتفالًا بهدفه الشرعي .. لقد ثأر منهم جميعًا بطريقته الخاصة، والتي لم تكن أبدًا طريقة ولد شقي بل وحش شرس!
حضور فيليكس القوي على أرض الملعب أمام خصومه وزملائه معًا يُظهر التغيير الكبير الذي ظهر على شخصيته في النصر، شيء لم يتوقعه أحد! فاللاعب أصبح طاغيًا في حضوره حتى على عظماء مثل كريستيانو رونالدو وساديو ماني ومارسيلو بروزوفيتش!
ساديو ماني .. النجم المظلوم!
قدم ساديو ماني مباراة رائعة أمام الخليج، هجوميًا ودفاعيًا، بدنيًا وتكتيكيًا، وتوج كل ذلك بهدف مذهل من تسديدة غاية في الجمال والإتقان .. ولكن كل هذا اختفى أمام سحر هدف كريستيانو رونالدو وتألق جواو فيليكس.
ماني لعب مباراة عظيمة على الجانب الأيسر من الهجوم، عاد ليُدافع حين احتاجه الفريق وتقدم للهجوم ليؤدي دوره المطلوب، قدم تضحيات هائلة على الصعيد البدني، ولذا لم يكن مستغربًا أن يمنحه موقع صوفا سكور التقييم الأعلى في المباراة ويختاره نجمها الأبرز.
لكن، إن بحثت في حديث جمهور النصر على مواقع التواصل الاجتماعي لن تجد أي ذكر لجهد ماني أو تألقه، بل ستجد الكلام محصورًا لصالح رونالدو وفيليكس دون أي ذكر إلا على استحياء للنجم السنغالي، لا تعلم إن كان هذا هو الحظ العاثر أم أنه قدر ماني أن يبقى في ظل غيره من النجوم!



