Saudi Arabia Herve Renard KSA GOAL ONLYGOAL AR

السعودية ضد الجزائر | هتفوا "اطردوا رينارد" فتركوا اللاعبين يعبثون بالأخضر .. ورياض محرز "على عكس نسخة الأهلي"!

مستوى يليق تمامًا بمباراة ودية، حيث الملل والتجربة و"التوهان" بعض الشيء .. هكذا دارت مواجهة المنتخب السعودي أمام نظيره الجزائري اليوم الثلاثاء، ضمن الاستعدادات لكأس العرب قطر 2025.

الديربي العربي انتهى لصالح محاربي الصحراء بثنائية نظيفة، سجلها القائد رياض محرز وزميله رفيق بلغالي، في الدقيقتين 75 و85 من عمر المباراة.

اللقاء سار برتم ملل على مدار 80 دقيقة كاملة، حتى استفاق المنتخبان في العشر دقائق الأخيرة، التي شهدت أكثر من فرصة خطيرة للصقور الخضر، وسط سوء إنهاء الهجمات، مع استغلال محاربي الصحراء لما أُتيح لهم لإضافة الهدف الثاني.

وللتعمق أكثر في أحداث القمة العربية الودية بين السعودية والجزائر، دعونا نستطرد في السطور التالية..

  • مهلًا .. رينارد فقط يُجرب!

    منذ إعلان الفرنسي هيرفي رينارد؛ المدير الفني للمنتخب السعودي، لتشكيل المباراة، والجميع يعلم أنه يريد تجربة بعض اللاعبين مع الحفاظ على بعض العناصر الأساسية، حيث منح فرصة للمدافع محمد سليمان، الظهير علي مجرشي وغيرهم.

    حتى التعليمات الفنية لمن هم أساسيون اختلفت، حيث حرم نجمه صالح أبوالشامات من حرية الحركة، وفرض عليه الالتزام بمهام الجناح التقليدي طوال 75 دقيقة تقريبًا، فيما لم يلتزم سالم الدوسري باللعب على الطرف، بل دخل للعمق كثيرًا مع ترك مهمة الجبهة اليسرى للظهير نواف بوشل من خلفه .. هذا أسفر عن بعض الثنائيات بين التورنيدو وابن وهيب، لكن في الأخير اللمسة الأخير تُضيع كل شيء.

    أما معركة وسط الملعب بوجود الثلاثي محمد كنو، عبدالله الخيبري ومصعب الجوير، فلا يمكن أن تقول إن الأخضر انتصر بها أو العكس بالنسبة للمنتخب الجزائري بوجود حسام عوار، إسماعيل بن ناصر ورامز زروقي، فالكفة كانت متساوية تمامًا، دون شد وجذب بها.

    وبالانتقال للدفاع، فقد نجح رينارد في المباريات السابقة في خلق ثنائية ناجحة بين حسان تمبكتي وجهاد ذكري، فيما حاول أمام الجزائر تجربة محمد سليمان بجانب ذكري، وهو الثنائي الذي قدم أداءً جيدًا بالفعل، وإن كان يحتاج لمباراة أقوى للحكم عليه، لكن يبدو مبشرًا بعض الشيء.

    فيما كانت "الكارثة" الدفاعية عندما قرر رينارد سحب سليمان وذكري من الملعب، للاعتماد على الثنائي وليد الأحمد وحسن كادش كقلبي دفاع، حيث أصبح الدفاع السعودي كالثوب المهترئ، وهذا ظهر جليًا في الهدف الثاني لمحاربي الصحراء، حيث كان الجزائريون يتجولون في منطقة الجزاء دون حسيب أو رقيب، فقط نواف العقيدي يحارب وحده!

    عطفًا على هذا، خرجت الأصوات عبر منصات التواصل الاجتماعي طوال المباراة، مطالبة برحيل رينارد، رغم أن التجربة مطلوبة في المباريات الودية للوقوف على أفضل طريقة لعب وأفضل بديل وما شابه.

    لكن هناك مشكلة حقيقية ليس لهيرفي رينارد عذرًا بها..

  • إعلان
  • أين العذر الهجومي يا رينارد!

    إن قُلنا إن رينارد كان يجرب في الدفاع والوسط، فماذا عن الهجوم؟

    لم يتغير أي شيء في هجوم الأخضر أمام الجزائر مقارنة بالمباريات الماضية، حيث ظل الاعتماد على الثلاثي صالح أبوالشامات، سالم الدوسري وفراس البريكان، لكن المحصلة النهائية "صفرية".

    الثلاثي لم يقم بهجمة واحدة منظمة تقريبًا، وحتى مع عشوائيته تلك عندما تخدمه الكرة بالوصول لمناطق الخطورة لدى الجزائريين، تكون اللمسة الأخيرة "طائشة" دائمًا دون دقة أو فكرة واضحة، بل أن "التورنيدو" أهدر فرصة سهلة للغاية عندما انفرد بحارس الجزائر في الدقائق الأخيرة، لكنه سدد الكرة في جسد الأخير، لترتد بهجمة مرتدة على السعودية، أسفرت عن الهدف الثاني للمحاربين.

    هذا رغم أن الدوسري لم يلتزم بمهام الجناح التقليدي على طرف الملعب، بل دخل للعمق كثيرًا إلا أنه لم ينجح في إحداث خطورة حقيقية أو تقديم مساندة نافعة لرأس الحربة فراس البريكان.

    هذا العيب ربما "حجبه" بعض الشيء صالح أبوالشامات في المباريات السابقة، حيث كان يشعرك بنشاط ما في الثلث الأخير من الملعب إلا أن هذا الجانب أختفى نهائيًا الليلة حينما قرر رينارد الاعتماد على الأول كجناح تقليدي مع منح الدوسري الحرية.

    إن سألت رينارد عن هذا العيب، سيرد بكل هدوء: "أعاني في مركزي الهجوم وحراسة المرمى لاعتماد الأندية على الأجانب"، لكن الحقيقية هي أن المشكلة في المدرب نفسه، حيث لم يفلح في وضع بصمته على الهجوم بقدر ما طور الدفاع بعض الشيء بثنائية حسان تمبكتي وجهاد ذكري.

  • رينارد ليس المشكلة وحده!

    معلوم أن الهجوم يتركز على المدرب، وهو من يتحمل المسؤولية في المقام الأول، لكن وسط كل عيوب رينارد، لا يمكن أن نغض الطرف عن "روح" اللاعبين..

    لاعبو المنتخب السعودي أمام الجزائر الليلة كانت وظيفتهم "تمرير" الكرة بين الأقدام، ليس أكثر! .. نعم لا روح، لا قتال، حتى لا رغبة في إثبات أي شيء للمدرب قبل كأس العرب 2025 أو كأس العالم 2026.

    يمكن أن يمنحك الهدف الثاني للمنتخب الجزائري لمحة بسيطة عن غياب الروح لدى لاعبي الأخضر، حيث كان الحاج موسى يتجول داخل منطقة الـ18، وكتيبة جزائرية داخل المنطقة دون أي محاولة من السعوديين لفعل أي شيء يُذكر، الجميع يقف ليتابع تصرف الحارس نواف العقيدي والكرة وهي تسكن الشباك!

    هذا العيب مؤكد أن هيرفي رينارد يتحمل جزء منه، فمن ضمن مهامه خلق دوافع للاعبين، لكن حتى وإن لم يفعل، يبقى السؤال "أين رغبة تمثيل المنتخب الوطني بأفضل صورة؟!، خاصةً وأن الأخضر يمر بالأساس بمرحلة شك، لكن يبدو أن اللاعبين لا يبالون!

  • رياض محرز و"خليفته"

    بالانتقال للحديث عن المنتخب الجزائري، فنجمه الأول الجناح الشاب أنيس حاج موسى..

    صاحب الـ23 خاض أمام المنتخب السعودي أول مباراة لمدة 90 دقيقة كاملة له مع الجزائر، ونجح في خطف الأنظار وسط كم النجوم الذين يمتلكهم منتخب بلاده.

    محترف فينورد بـ"نشاطه" ومهارته الكبيرة، نجح في الحصول على ضربة الجزاء، التي سجل منها رياض محرز هدف المباراة الأول، فيما كان كذلك هو صانع الهدف الثاني، بعدما توغل داخل منطقة الـ18 للصقور الخضر قبل أن يتصدى الحارس نواف العقيدي لتسديدته، لكن الكرة ارتدت لرامز زروقي، ليسكنها الشباك بنجاح.

    نشاط الجناح الشاب وفاعليته في المباراة حدث رغم الاعتماد عليه في مركز الجناح الأيسر، في حين أن الطرف الأيمن هو مركزه الأساسي إلا أن رياض محرز مسيطر عليه، لكن لم تكن مشكلة كبيرة بالنسبة للأول، الذي أجاد على اليسار، وزاد نشاطه عندما دُفع به على اليمين في النصف الثاني من اللقاء.

    وبالحديث عن محرز، فقد كان "على عكس" نسخته مع الأهلي..

    قائد محاربي الصحراء منحه مدربه حرية الحركة أمام السعوديين الليلة، تارةً على الطرف، وتارةً في عمق الملعب، وأخرى يعود للمساندة الدفاعية، في نسخة لم نعتد على مشاهدة رياض بها مع الأهلي، وإن كان ظهر للعب في العمق في المباراتين الأخيرتين للراقي بعض الوقت.

    مؤكد أن المنتظر من محرز في العمق أكثر بكثير مما ظهر عليه أمام المنتخب السعودي، لكن الأكيد أن وجوده كصانع لعب وحاج موسى على الطرف الأيمن، سيكون أنفع كثيرًا للمنتخب الجزائري، وعلى المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أن يبدأ من الآن اعتماد هذه الطريقة قبل كأس أمم إفريقيا، للوقوف على ثغراتها ونقاط قوتها.