أظهر موقف هيرموسو مرة أخرى مدى صلابتها وقدرتها على المواجهة، خاصة في ظل الأحداث الضاغطة التي عاشتها في السنوات الأخيرة.
لم يكن كشف الرسائل مجرد رد فعل انفعالي، بل خطوة شجاعة تهدف من خلالها إلى فضح ثقافة الإساءة الإلكترونية التي تستهدف الرياضيين بشكل متزايد.
ولاقى موقفها دعمًا واسعًا من الجماهير ووسائل الإعلام، التي اعتبرت ما قامت به رسالة قوية لكل من يعتقد أن الرسائل الرقمية مكان آمن للتهديد أو الإهانة.
وسبق وأن واجهت هيرموسو، أزمة كبيرة مع روباليس، رئيس الاتحاد الإسباني السابق، عقب نهائي كأس العالم للسيدات 2023، الذي فازت به إسبانيا على حساب إنجلترا، وخلال مراسم التتويج، قام روباليس، بتقبيل اللاعبة على شفتيها دون إذن منها، في مشهد أثار موجة غضب واسعة داخل إسبانيا وخارجها، واعتُبر انتهاكًا لخصوصية اللاعبة وسلوكًا غير لائق في مناسبة رسمية.
في البداية، حاول روباليس التقليل من الواقعة، واصفًا القبلة بأنها "عفوية" و"نابعة من الفرح"، مدعيًا أن هيرموسو وافقت عليها، إلا أن اللاعبة أصدرت بيانًا لاحقًا نفت فيه ذلك، وأكدت أنها لم تمنحه الإذن، وأنها شعرت بعدم الارتياح، ما دفع الرأي العام والجهات الرسمية للمطالبة بمحاسبته.
وتوالت الضغوط على روبياليس، حيث أوقفه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤقتًا، قبل أن يُدان لاحقًا قضائيًا بتهمة الاعتداء الجنسي، ويُفرض عليه دفع غرامة مالية قدرها 10,800 يورو، كما استقال من منصبه في سبتمبر 2023 تحت ضغط الانتقادات المتصاعدة.