Florentino Perez Hazard Real Madrid De Jong Bartomeu BarcelonaGetty Images

انتقالات الدوري الإسباني | الفشل الإداري واللوائح تهديد حقيقي لبرشلونة وريال مدريد

"ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها، يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ"

الدوري الإسباني، البطولة الأكثر صخبًا في العالم منذ سنوات، البطولة التي يوجد بها برشلونة وريال مدريد، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو.

الليجا التي تسيطر على دوري أبطال أوروبا، فإما البطل برشلونة أو ريال مدريد أو على الأقل الثنائي في نصف النهائي، ثم انضم لهما أتلتيكو مدريد الذي وصل للمباراة النهائية مرتين.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

في الدوري الأوروبي يسيطر إشبيلية بشكل منقطع النظير، وكذلك أتلتيكو مدريد وأتلتيك بيلباو الذي وصل إلى النهائي وأخيرًا فياريال حامل اللقب في النسخة الأخيرة، كلها مؤشرات تتحدث عن الدوري الإسباني.

لكن كل شيء تراجع، جوارديولا رحل تبعه مورينيو ثم رونالدو وميسي بلا فريق، دوري أبطال أوروبا لم يعد يعرف سيطرة الإسبان وأصبح طبيعيًا خروج برشلونة وريال مدريد وحتى أتلتيكو مبكرًا.

وما ظهر جليًا في آخر موسمين تحديدًا ليس فقط تراجع مستوى المنافسة في الدوري الإسباني، لكن تراجع مستويات الأندية فيما يتعلق بسوق الانتقالات، وأصبحت النجوم تبحث عن أي فرق أخرى عدا أندية الليجا، وجاء صيف 2021 ليبرهن على ذلك بقوة.

ماذا حدث؟

اعتادت أندية الدوري الإسباني وتحديدًا برشلونة وريال مدريد على الاستحواذ على النجوم، الكل يطمح في اللعب للنادي الكتالوني أو للملكي، الجميع يرغب في مزاملة ميسي أو كريستيانو أو الوجود في مكان أفضل يسمح له بالتتويج بالألقاب الفردية والجماعية.

الدوري الإسباني يعاني منذ سنوات على صعيد التخطيط والتنظيم والمساحة الممنوحة للمستثمرين لتطوير فرقهم بجانب غياب العدالة فيما يتعلق بمسألة توزيع البث، وهذا ما أدى إلى انهيار أكثر من مشروع واعد مثل فريق ملقة الذي وصل من قبل لمراكز متقدمة في الأبطال والآن يصارع البقاء في دوري الدرجة الثانية الإسباني.

قوانين الدولة بجانب قوانين البطولة عقدت الأمور كثيرًا على أغلب الأندية لكي تنمو، وأصبحت السيطرة الاقتصادية على الليجا في يد ريال مدريد وبرشلونة وببعض الجهود بدأ أتلتيكو ينضم لهما.

هذا الأمر لم يكن يزعج أحدًا في رابطة أندية الليجا ولا الاتحاد، لأن مباراة الكلاسيكو كانت الحدث الأبرز ومقارنات ميسي ورونالدو تضع الليجا على القمة، وكأن هذه الفكرة دائمة ولا تراجع فيها.

سوق انتقالات محزن

حينما ننظر للدوري الإسباني في انتقالات صيف 2021 نجده يحتل المركز الخامس في المبالغ المصروفة لجلب اللاعبين بصرف وصل 117 مليون يورو فقط حتى الآن، وباع لاعبين مقابل 75.5 مليون يورو فقط أي أنه حتى لم يحقق مكاسب مالية.

يتفوق على الليجا دوريات مثل الفرنسي (رابعًا) والإيطالي (ثالثًا) والألماني (ثانيًا) وبالطبع الدوري الإنجليزي في المقدمة، إلا أنّ البوندسليجا الوحيد بينهم الذي باع لاعبين بأكثر مما اشترى وحققت أنديته أرباحًا.

لو حاولنا المقارنة تبعًا للأندية وليس الدوري ككل نجد أول نادٍ إسباني في قائمة الأكثر صرفًا للأموال في سوق الانتقالات الحالي هو أتلتيكو مدريد ويحتل المركز الـ15 عالميًا وذلك بدفع مبلغ 35 مليون يورو فقط.

أما برشلونة وريال مدريد في مراكز متأخرة، حتى أنّ الدحيل القطري ومانشستر سيتي الرديف صرف أموالًا أكثر منه، البلوجرانا لم يدفع سوى في صفقة استعادة إيمرسون، أما ريال مدريد فضم ألابا فقط وبالمجان.

ربما يكون من الظلم الحديث عن صيف 2021، فلا يزال هناك متسع من الوقت لضخ الأموال رغم أنّه لا يبدو أن برشلونة أو ريال مدريد لديهم المقدرة المالية لذلك، فبالتالي ربما نتحدث عن الصيف الماضي.

برشلونة احتل المركز الرابع بصرف 112 مليون يورو ويتفوق عليه يوفنتوس (139 مليون يورو) ومانشستر سيتي (172 مليون يورو) وتشيلسي (248 مليون يورو) أما ريال مدريد فلم يضخ أي أموال في سوق الانتقالات من الأساس!

La Liga Expenditure after CoronavirusesGoal

كثرة الأموال تفسد

في برشلونة ومع غياب التخطيط وكثرة الأموال بدأت إدارة بارتوميو باجتذاب اللاعبين الكبار، ليس بفعل وجود مشروع رياضي ولكن براتب مرتفع لن يحصلوا عليه في أندية أخرى.

ريال مدريد بدوره قرر أن يوجه اهتمامه فقط بتطوير الملعب دون محاولة تطوير أي مشروع رياضي، وبعد فشل موسم 2018-2019 قرر التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين بمبالغ مرتفعة دون النظر للأهمية الرياضية فبالتالي لم نجد تحسنًا ملحوظًا.

وحينما جاءت جائحة كورونا ضربت كل شيء وأضرت بالجميع، ولكن هؤلاء الذي لا يملكون خططًا مثل برشلونة وريال مدريد في دوري لا يمتلك خطة تسويقية قوية مثل الليجا أصبحت الأمور أسوأ دون شك.

أيضًا أزمة سلم الرواتب التي تهدد برشلونة وتحرمه من تسجيل الصفقات الجديدة، فاللوائح في الدوري الإسباني تحدد لكل فريق سقف للراتب لا يجب تجاوزه، ومع كارثة التخطيط أصبح هذا السقف مرتفعًا للغاية.

ريال مدريد لا يعاني من هذه الأزمة لكنّه يعاني من أزمة أخرى اسمها رغبة فلورنتينو بيريز في جلب كيليان مبابي إلى الحد الذي دفعه لرفض الدخول في انتقالات 2020 وربما لن يضم أحدًا آخر في الصيف الجاري فقط لتوفير مبلغ يجب الفرنسي من باريس سان جيرمان!

اقرأ أيضًا:

الصدارة للفهد .. أكثر السعوديين تسديدًا على المرمى في الدوري آخر 5 سنوات

هالاند عن عرض تشيلسي الضخم لضمه: أتمناها مجرد إشاعة!

إعلان