جافين رينالدو جرانت، مهاجم إنجليزي يبلغ من العمر 38 عاماً، يجيد اللعب بمركز رأس الحربة الصريح والجناح، النادي؟ لا يوجد، لماذا؟ لأنه حالياً يقضي عقوبة السجن المؤبد بتهمة القتل.
لم يكن يتخيل جرانت أو أي من تابع بداية مشواره مع الكرة أن تتحول حياة هذا الشاب بذلك الشكل المؤسف ليصبح سجيناً بسبب مشاركته في جريمة قتل أحد أقرب أصدقائه، تلك التي كاد أن يفلت منها لولا شهادة أودت بمسيرته.
جذب اللاعب الأنظار له منذ انطلاقته في 2005 مع توتينج وميتشام بدوري الهواة، وسجل عشرة أهداف في 16 مباراة، مما جذب أنظار جيلينجهام، أولى خطواته في لعب كرة القدم بشكل محترف.
بدأ مشوار الموهبة الشابة في الترقي، فلعب مع ميلوال، وجريي أتلتيك، ويكومبي، وبرينتفورد ما بين 2006 و2010، ودار الحديث عن إمكانية أن يستمر في التطور ويجد فرصته باللعب في البريميرليج بسبب سرعته وقدمه التي تعرفها طريقها للمرمى، على حد تعبير مدربه في برينتفورد وويكومبي بيتر تييلور.
ولكن مسيرة جرانت أخذت منعطفاً خطيراً مع انطلاقتها عندما فُتح تحقيقاً في 2005 بخصوص اتهامه بقتل صديقه جمال مور، ولكن لم تُبت التهم، وعاد لمواصلة مشواره بعد إعلانه بريئاً في 2007، ولكن في 2010، وبعد ست سنوات من التحقيقات، تم القبض عليه وإدانته بجريمة قتل أخرى.
تم إلقاء القبض على جرانت واتهامه بالتخطيط والتنفيذ لجريمة قتل صديقه ليون لاباستيد في 2004 بمشاركة فردين آخرين، وذلك بعد تصفيته في إطلاق نار ضمن حرب العصابات في منطقة "ستونبريدج" بحي هارلسدن، أحد المناطق الفقيرة في شمال غرب لندن، والتي اشتهرت قبل سنوات بارتفاع معدلات البطالة والجريمة، وحالياً تم تطهيرها وتحويلها لمنطقة سكنية خالية من الجريمة، ومحل سكن المهاجرين من الكاريبي وشرق إفريقيا.
في الثالث والعشرين من يوليو 2010 أُثبتت التهم على جرانت، وحُكم عليه بالسجن المؤبد بحد أدنى 25 عاماً، وحاول في 2014 تخفيض عقوبته بعد أن وجدت الجهات القضائية شكوكاً حول أدلة وشهادات بعض الشهود في 2010، ولكن تم رفض الاستئناف، واستمر جرانت في السجن.
ستيف هورسلي، المحقق الرئيسي في القضية، قال إن جرانت كان على وشك الانتقال إلى واتفورد ولكن الصفقة فشلت، فأُصيب اللاعب بالإحباط وقرر العودة مرة أخرى لمنطقة "ستونبريدج" حيث نشأ، وحيث يوجد أصدقاء الماضي، مما أدى لاندماجه مجدداً مع العصابات وعالم الجريمة، والنتيجة كانت مشاركته في مقتل لاباستيد، وإن كان بحسب هورسلي، فجرانت شعر بالندم وقرر مغادرة المنطقة نهائياً واستكمال مشواره الكروي، ولكن كان قد فات الآوان.
جرانت كان ليفلت بجريمته لولا شهادة فتاة عثرت عليها الشرطة في 2008، إذ اعترفت أنها سمعت المتهمين الثلاثة وهم يتفقون على تنفيذ الجريمة، وبسبب تلك الشهادة تم إثبات التهم على اللاعب والضلعين الآخرين في الجريمة بعد أن ظنت جهات التحقيق أن القضية ستنتهي دون القبض على الفاعل وإدانته.
آخر مناسبة شوهد فيها جرانت علانية كانت في عملية نقله للسجن في 2010، وكان يبكي بحسرة على حياة بدأت في المكان الخاطئ بالعاصمة لندن، والتي كادت كرة القدم تنقذها، ولكن الماضي كان له الكلمة الأخيرة في تحديد مصيرها.