Javier Tebas La LigaSaijad Hussain

رأي غير محايد | - الليجا إلى الولايات المتحدة ولا عزاء لصاحب الأرض

خرج علينا الاتحاد الإسباني مساء الخميس 16 يوليو بإعلان مفاجيء بأن خلال الخمسة عشر عاما المقبلة ستلعب مباراة من الليجا الإسبانية كل موسم في الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من الترويج للبطولة.

وأوضح البيان أن الهدف الأساسي من وراء الأمر هو "نقل الثقافة" الخاصة بالكرة الإسبانية للولايات المتحدة وأمريكا الشمالية، كما فتح الباب للعب المزيد من المباريات مستقبلا في القارة البعيدة كل البعد عن الأراضي الإسبانية.

الاتحاد الإسباني ينقل مباريات في الليجا للولايات المتحدة الأمريكية

الموضوع يُستكمل بالأسفل

 قرار الاتحاد الإسباني يعتبر نقلة جديدة فيما يخص أمور اعتبرت من الثوابت على صعيد لعب المباريات، فمع انتقال مباريات لتلعب على أرض محايدة ينتهي مفهموم الأرض والجماهير المميز لبطولة الدوري، وننتقل لعهد جديد في كرة القدم مستعد لتضحية بهاذين العنصرين من أجل نقل الثقافات على حد تعبيره.

Barcelona Chelsea 2018 Camp Nou

ولن يكون الاتحاد الإسباني هو أول من فكر هذا الاتجاه، الاتحاد الأوروبي سبقه بإعلان أن بطولة أمم أوروبا المقبلة 2020 ستلعب لأول مرة بين عدة مدن أوروبية ولن تنظم في دولة واحدة أو دولتين كما جرت العادة.

وفسر الاتحاد الأوروبي الأمر هو الآخر بأنه يسعى لتوسعة القاعدة الجماهيرية للبطولة ومحاولة إعطاء الفرصة لبلدان قد لا تكون قادرة على تنظيم حدث بهذا الحجم لاحتضان مباراة أو أكثر للاستفادة ماديا وتعطى الفرصة للمشاركة في تجربة أن تكون جزء من الحدث.

الأندية الإسبانية تعترض على اللعب في أمريكا

ولكن التوجه الجديد نحو "اللامركزية" في كرة القدم قد يفتح الباب لمشجعين جدد لدخول اللعبة، ولكن لا يخدم المشجعين الحقيقيين، خصوصا أصحاب الأرض منهم، فما ذنب المشجع الذي ينتظر أسبوعيا لقاء فريقه على ملعبه ويحضر المباراة، أو حتى جماهير الفرق المنافسة التي تسافر وراء فريقها لتسانده.

ركن غير محايد| أتليتكو مدريد - هل حان موعد نضوج المشروع؟

وحتى إذا كان الحديث الآن عن مباراة وحيدة في الموسم ستلعب في الخارج، ولكن النية تبدو حاضرة للتوسع وزيادة عدد المباريات، ومن يعلم، ربما نرى السوق الآسيوية والعربية يدخلان اللعبة كذلك، وهو ما يعني المزيد المبيعات والأرباح المادية وجماهير جديدة ربما، ولكن المزيد من الإحباط للمناصر الحقيقي الذي ليس فقط سيفقد متعة التواجد بالملعب، ولكن سيكون عليه التكيف على مواعيد جديدة وغريبة لمشاهدة مباريات فريقه لاختلاف التوقيت.

محاولة لعب مباريات في الغرب الأمريكي حتى الآن كانت مختلطة، فرأينا مدرجات خاوية في بطولة الأبطال الودية رغم الأسماء الكبيرة المشاركة، ولكن لا يمكن نفي أن كان هناك مباريات شهدت تواجدا واسعا مثل ريال مدريد ومانشستر في نفس البطولة قبل عاميين، والتي تخطى حضورها المائة ألف، والسوبر الإيطالي في 2003 بين ميلان ويوفنتوس بحضور تخطى 50 ألفا.

Michigan Stadium Manchester United - Real Madrid 109.318 attendance 02082014

يبدو أن السنوات القادمة ستشهد بداية عصر جديد سيكون صعبا على الأجيال القديمة في عالم الكرة، تلك التي ارتبط بملاعب فرقها وأصبحت التاسعة إلا ربع والرابعة عصرا مواعيد مقدسة في أجندتها، ولكن الظاهر أن الأندية والاتحادات ترى أن المشجع الإلكتروني القابع على آلاف الأميال وما يأتي به من أموال أفضل للمستقبل.

إعلان