diego simeone.jpg©Getty Images

رأي غير محايد | أتليتكو مدريد - هل حان موعد نضوج المشروع؟


هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

لا تعتبر الليجا الإسبانية مقصدا محببا لمتابعي الكرة الإيطالية نظرا للاختلاف الكبير في الأسلوب المتبع بين الدوريين ما بين التحفظ والكرة التكتيكية في شبه الجزية الإيطالية، واللعب المفتوح وتفضيل الهجوم على الدفاع بإسبانيا.

ولكن رغم كوني محسوبا على المعسكر الإيطالي، فالكرة الإسبانية في أعوامها الأخيرة تجذب إنتباهي، ليس على نفس الدرجة التي يستحوذ عليها الدوري الإيطالي، ولكن في الأعوام الثلاثة الأخيرة تابعت عن كثب الليجا الإسبانية.

ربما هو اعتراف بالأفضلية والهيمنة الإسبانية على أوروبا في السنوات الأخيرة، أو فضول للتعرف على أسباب ذلك التفوق، ولكن متابعتي لليجا لم تكن بالأساس لمشاهدة الثنائي برشلونة وريال مدريد، بل لاستكشاف باقي الدوري بعيدا عن ثنائي الكلاسيكو.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

مشاريع مثل فالنسيا مع مارسيلينو، أو ريال بيتيس مع كيكي سيتين أكبر مثال أن الليجا ليست فقط ريال وبرسا، بل هي مثال أقرب لسيري آ الثمانينيات والتسعينيات وقتما كان التنافس موجود بين جميع فرق الدوري والكل قادر على تقديم كرة جيدة ومستوى فني مرتفع.

ويبدو أن الموسم المقبل لن يقل إثارة مع التقلبات الكثيرة التي تحدث، الفضول للتعرف على ريال مدريد ما بعد زيدان ورونالدو، مغامرة برشلونة المستمرة لتجربة هوية جديدة مع فالفيردي، ومدى استمرارية محاولة مارسيلينو لإعادة إحياء الخفافيش، مع عدم نسيان باقي الفرق مثل سوسيداد، بيتيس، بيلباو وغيرها التي تحاول البقاء في الواجهة.

ولكن الفريق الذي يلفت الانتباه أكثر من غيره هو أتليتكو مدريد هذا الصيف، "الروخي بلانكوس" هو من أكثر فرق أوروبا استقرار في الأعوام الأخيرة على المستوى الفني والإداري، ونجاح الإدارة في إقناع دييجو سيميوني، مدرب الفريق، بإكمال المشروع هي العنصر الأساسي وراء ذلك النجاح المستمر منذ وصول الأرجنتيني.

أتليتكو بنى على نجاحات الموسم الماضي الذي شهد عودته لمنصات التتويج عبر الدوري الأوروبي بسوق انتقالات مميزة حافظ فيها على أبرز نجومه، وفي المقابل دعم الفريق بشكل ذكي يعطيه حلولا وتنوعا تكتيكيا أكبر بالعام المقبل الذي يراه الكثيرون فرصة لأتليتكو للصعود مجددا لقمة الكرة الإسبانية.

Olympique Marseilles vs Atletico Madrid Europa League FinalGetty

عانى سيميوني بالموسم الماضي، وخصوصا بنصفه الثاني من قلة الزاد البشري، فالفريق امتلك فقط 18 لاعبا، مما جعل التغيير على مستوى التشكيل الأساسي في أضيق الحدود، ورغم ذلك نجح في الفوز بالدوري الأوروبي وضمان مركزه ثانيا في الدوري، ولكن هذا الموسم الفريق ضم اسماء أعطت الفريق عمقا وتنوعا تكتيكيا مهما.

انضمام الثنائي توماس ليمار وجيلسون مارتينس يعطي الفريق القدرة على الاستمرار في خطة سيميوني المفضلة 4-4-2 بسلاح هجومي أقوى في ظل قدرة ليمار على اللعب كجناح أيسر أو مهاجم ثاني، ونفس التوصيف التكتيكي ولكن بملامح هجومية أكثر لمارتينس.

Thomas Lemar & Pembelian Termahal Sepanjang Sejarah Atletico MadridGetty

وعلى الصعيد الدفاعي عوض رحيل شيمي فرساليكو بضم سانتياجو أرياس، أفضل لاعب في الدوري الهولندي الموسم الماضي، كما سيستفيد من النضوج الكبير للثنائي لوكاس هيرنانديز وحوسيه ييمينيز بعد المردود المميز بكأس العالم، وتأتي عودة رودري من فياريال لتسد الفراغ الذي تركه رحيل جابي في وسط الميدان.

ولم تنجح الإدارة فقط في الإبقاء على سيميوني وسط إغراءات كبار القوم في أوروبا، ولكن أبرز نجوم الفريق، واللافت أن اللاعبون هم من رفضوا الرحيل والعروض الضخمة مثلما فعل الثنائي أنتوان جريزمان ودييجو جودين برفض عروض برشلونة ومانشستر يونايتد على التوالي، ما يكشف عن إيمان اللاعبين بمشروع أتليتكو للمنافسة قاريا وأوروبيا.

ستكون الليجا الموسم المقبل ممتعة وتنافسية بشكل كبير كما كانت في الأعوام الماضية خصوصا مع الاستمرار في تقلص الفوارق بين الفرق فنيا، ولكن رهاني وترشيحاتي ستكون لأتليتكو للسطوع وفرض الهيمنة محليا، ولما لا أوروبيا في ظل رغبته بمحو الخروج المبكر الموسم الماضي من دوري الأبطال وكسر نحسه مع البطولة الأكبر على الساحة.

إعلان