يعد مانشستر يونايتد أحد أكثر أندية العالم شهرةً على الإطلاق، وساعده في ذلك النجاحات المبهرة التي حققها النادي مع السير أليكس فيرجسون، والذي بطبيعة الحال ساهم بشكل كبير في رفع قيمة النادي بسبب النجوم التي صنعها الأسكتلندي المخضرم بالإضافة إلى الألقاب التي حققها الشياطين الحمر في فترة توليه للمسئولية.
تحمل مانشستر يونايتد فترة من عدم الاستقرار المالي وخاصةً عقب إعلان أليكس فيرجسون اعتزاله ليعاني الفريق في إيجاد بديل له بالإضافة إلى عدم الصبر على أي مدير فني جديد، وهي إحدى الأثار السلبية للفترة الذهبية السابقة حيث لم يعتاد الجمهور على عدم المنافسة على كل الألقاب، ومع ذلك لازال الشياطين الحُمر يمثلوا شريكاً جذاباً من المنظور التجاري.
ومع ذلك، عادت المخاوف مجدداً بشأن تعرض النادي للديون بشكل مكرر مثلما حدث في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، حيث أبدى بعض المؤيدين تخوفهم الشديد من قيادة النادي الحالية، وعبروا عن عدم إعجابهم بما يحدث حالياً، خاصةً مع عقد بعض الصفقات بمبالغ طائلة وعرض رواتب خيالية مثلما حدث مع كل من فالكاو، بوجبا أو سانشيز.
اقرأ أيضاً.. عائلة جليزر تحت طائلة الغضب.. لماذا تريد جماهير مانشستر يونايتد رحيلهم؟
هل يعاني مانشستر يونايتد من الديون؟
يعتبر مانشستر يونايتد مُداناً بحوالي 301.7 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 373 مليون دولار أمريكي بحسب إحصائيات 31 مارس من العام الحالي 2019، وزادت بقيمة حوالي 400 ألف جنيه إسترليني عن العام الماضي.
كان الشياطين الحُمر بدون أي ديون حتى عام 2005، ولكن الديون ارتفعت منذ ذلك الحين ووصلت إلي الحد الأقصى لها بحوالي 778 مليون جنيه إسترليني وذلك في عام 2010، قبل أن تقل تدريجياً حتى وصلت إلى 301 مليون جنيه إسترليني.
لماذا غرق مانشستر يونايتد في الديون؟
تعتبر الديون الضخمة لمانشستر يونايتد هي نتيجة استحواذ عائلة "جليزر" على النادي في عام 2005، كان استحواذهم على النادي مثيراً للجدل لأنهم قاموا بتحمل 525 مليون جنيه إسترليني من الديون وذلك من خلال قروض مضمونة مقابل أصوله، في خطوة تُعرف اقتصادياً باسم "الاستحواذ ذي الرفع المالي".
قبل شرائهم للنادي، كان مانشستر يونايتد خالياً تماماً من الديون، التي حدث لها إعادة تمويل في عام 2010 بعد أن ارتفعت إلى أكثر من ثلاثة أرباع مليار جنيه.
Gettyاحتجاجات مانشستر يونايتد ضد عائلة جليزر
تسبب استحواذ عائلة جليزر على مانشستر يونايتد في غضب فئة من جمهور الفريق بسبب الديون التي وقع فيها النادي في ما بعد، قبل بيعه في 2005 عبر المشجعون بكل صراحة عن احتجاجاتهم لبيع النادي وأصبحت أكثر وضوحاً بعد الانتهاء من الاستحواذ.
اتحدت مجموعة من الجماهير تحت شعار "نكره جليزر، نحب مانشستر يونايتد" وبدأت في ارتداء اللونين الذهبي والأخضر -وهي الألوان التقليدية للنادي قبل اعتماد الأحمر- في احتجاج بصري مُذهل، ومن ثم بدأت المقاطعة بقرار بعض المشجعين لعدم تجديد تذاكرهم الموسمية، بينما ذهب البعض الآخر إلى ما هو أبعد من ذلك بتأسيس نادي جديد يُدعى "إف سي أوف مانشستر".
كانت المظاهرات المناهضة للجليزر في أوضح صورها على الإطلاق في عام 2010 عندما كان مستوى الديون في أسوأ حالاته واقترب من المليار وكان الأسطورة "ديفيد بيكهام" قد شوهد وهو يرتدي وشاحاً أخضر وذهبياً بعد اجتماع في عام 2010 بين مانشستر يونايتد وميلان.
تراجعت الاحتجاجات بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، ولكنها في الواقع لازالت موجودة.
اقرأ أيضاً.. تقارير | الشراكة حل مؤقت للاستثمار عائلة سلمان في مانشستر يونايتد
Gettyما هي القيمة الحقيقية لمانشستر يونايتد حالياً؟
وفقاً لفوربس تبلغ القيمة الحقيقية لمانشستر يونايتد حوالي 3.8 مليار دولار (3 مليار جنيه إسترليني) بحسب إحصائيات مايو من العام الحالي 2019، مما جعلهم ثالث أكبر نادي كرة قدم في العالم خلف العملاق الإسبانيين برشلونة وريال مدريد.
انخفض تقييم الشياطين الحمر بنسبة ثمانية في المائة عن قيمته في العام الماضي عندما تصدر قائمة 2018 بقيمة 4.1 مليار دولار، تساهم الصفقات التجارية (1.4 مليار دولار) وإيرادات البث (1.3 مليار دولار) في الجزء الأكبر من الثروة وتمثل حوالي 71% من قيمة النادي في عام 2019.
علاوة على ذلك، فإن إيرادات الجولة من عائدات التذاكر وضيافة الشركات تحقق 655 مليون دولار (530 مليون جنيه إسترليني) في حين أن المبلغ المتبقي والذي يساوي 444 مليون دولار يأتي من قوة علامتها التجارية، على الرغم من انخفاضه في 2019 فأن النادي استطاع الحفاظ على مكانه من بين المراكز الثلاثة الأولى من قائمة فوربس، وسبق وأن تصدروها في ثماني مناسبات.
احتل مانشستر يونايتد المركز الأول منذ عام 2007 إلى 2012، وعادوا إلى القمة مجدداً في عامي 2017 و2018
يرجع تذبذبهم في السنوات الأخيرة إلى حد كبير من الافتقار النسبي للنجاح على أرض الملعب، حيث لم يعد الفريق يظهر بالشكل المطلوب في دوري أبطال أوروبا وبات يغيب عن البطولة في بعض المواسم على عكس ما كان يحدث في فترة تواجد السير أليكس فيرجسون.