Manchester United Champions League 2008Getty Images

حكايات نهائي الأبطال (5) - قصة آخر ألقاب مانشستر يونايتد


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

ستاد لوجينكي، موسكو، روسيا. الحادي والعشرين من مايو 2008، نهائي إنجليزي خالص لدوري أبطال أوروبا كما هي الأحوال اليوم، ولكن بدلاً من ليفربول وتوتنهام الذان سيتقاتلا على اللقب في الأول من يونيو المقبل، كان لدينا هنا تشيلسي ومانشستر يونايتد.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الطريق لم يكن ممهداً بالتأكيد، ولكن دور المجموعات لم يشكل مشكلة كبيرة، إذ حصد يونايتد 16 نقطة من أصل 18 ليتأهل بالصدارة على حساب روما وسبورتينج لشبونة ودينامو كييف (على الترتيب) فيما حقق تشيلسي 12 نقطة، من مجموعة تلاه فيها شالكه وروزنبورج وفالنسيا، ليمر الطرفان بلا هزيمة، 5 انتصارات وتعادل للأول، و3 انتصارات ومثلهم من التعادلات للثاني.

وإلى الأدوار الإقصائية، كالعادة في دور الـ16 يحصل المتصدر على المواجهة الأسهل كقاعدة لها استثناءات، ليتمتع تشيلسي بثلاثية نظيفة في شباك أولمبياكوس في الإياب بعد نهاية الذهاب بالتعادل السلبي، فيما واجه يونايتد صعوبات أكبر في مواجهة ليون، حيث تعادلا ذهاباً 1-1 ثم فاز يونايتد 1-0 في أولد ترافورد.

في ربع النهائي زادت الأمور شراسة، فعاد يونايتد لملاقاة روما مجدداً، ولكنه تلك المرة هزمه ذهاباً وإياباً 2-0 و1-0. على الناحية الأخرى فوجئ تشيلسي بخسارة الذهاب أمام فنربشخة 2-1، ولكنه عاد إياباً ليفوز 2-0 ويواصل طريقه إلى نصف النهائي.

وإلى نصف النهائي حيث لا سبيل للنجاة بمباراة سهلة أو أقل صعوبة، في وجود ثلاثي إنجليزي في نصف النهائي بالفعل، حيث اصطدم تشيلسي بليفربول، فيما لاقى يونايتد برشلونة.

قمة الإثارة بين الطرفين الإنجليزيين.. الذهاب في أنفيلد كاد ينتهي بتقدم ليفربول بفضل هدف كاوت في الدقيقة 43، إلا أن هدف ريسه العكسي سكن شباك الفريق في الدقيقة 94 لتنتهي المباراة بالتعادل، على الناحية الأخرى عاد يونايتد بتعادل سلبي من كامب نو.

وفي التاسع والعشرين من إبريل عام 2008، تسكن قذيفة بول سكولز الشهيرة شباك فيكتور فالديس، ليصعد الشياطين الحمر إلى النهائي بانتظار المنافس اللندني أو الغريم الأزلي.

في اليوم التالي افتتح ديدييه دروجبا السجل التهديفي في الدقيقة 33، ليرد فيرناندو توريس في الدقيقة 64 وينتهي الإياب بنفس نتيجة الذهاب ويحتكم الطرفان للوقت الإضافي، الذي فيه تقدم لامبارد بركلة جزاء في الدقيقة 98، ثم وسع دروجبا الفارق مجدداً في الدقيقة 105، وهنا أتى رايان بابل في الدقيقة 117 ليجعل ليفربول بحاجة لهدف وحيد حتى يمر، ولكنه لم يأتِ.. 3-2، 4-3 بمجموع المباراتين، البلوز إلى موسكو..

Manchester United vs. Chelsea 2008Getty

قمة بدأها سير أليكس فيرجسون بكل من: إدوين فان دير سار – ويس براون – ريو فيرديناند – نيمانيا فيديتش – باتريس إيفرا – أوين هارجريفز – بول سكولز – مايكل كاريك – كريستيانو رونالدو – واين روني – كارلوس تيفيز

فيما أتى تشكيل أفرام جرانت المضاد على النحو التالي: بيتر تشيك – مايكل إيسيان – ريكاردو كارفاليو – جون تيري – آشلي كول – كلود ماكيليلي – مايكل بالاك – فرانك لامبارد – جو كول – فلوران مالودا – ديدييه دروجبا

لعب يونايتد 4-4-2 ضد 4-3-3 التي لازمت تشيلسي في عهد مورينيو وخلفه جرانت، يمكنك ملاحظة أسماء التشكيلين مقارنةً بما يملكاه الآن، حين لعب إيسيان خصيصاً كظهير أيمن لمجابهة رونالدو الجناح الذي صار أفضل لاعب في العالم بنهاية الموسم.

بالفعل كريستيانو رونالدو يتقدم في الدقيقة 26  من رأسية بعد عرضية أتت من براون، ولكن في نهاية الشوط الأول ينطلق إيسيان لتصطدم كرته بفيرديناند ويحولها لامبارد إلى شباك فان دير سار.

الطرفان احتفظا بالتبديلات للنهاية، تحرك فيرجسون بإقحام رايان جيجز على حساب بول سكولز في الدقيقة 87، ليدخلا إلى الوقت الإضافي، وفيه بدأ جرانت تحركاته بسحب مالودا وإشراك سالومون كالو في الدقيقة 92، ثم نيكولاس أنيلكا بدلاً من جو كول في الدقيقة 99، وعلى الناحية الأخرى حل لويس ناني على حساب روني في الدقيقة 101.

الشوط الثاني الإضافي وتحديداً دقائقه الأخيرة شهدت الكثير، فهنا طُرد دروجبا في الدقيقة 116، وهنا خرج ماكيليلي في الدقيقة 124 ليحل جوليانو بيليتي على حسابه، وأخيراً لاعب الوسط البرازيلي أندرسون بدلاً من براون على الناحية الأخرى في الدقيقة 125.

وإلى ركلات الترجيح.. تيفيز يسجل الأولى للشياطين الحمر، يردها بالاك، كاريك يسجل، بيليتي يضع ركلته أيضاً، كريستيانو رونالدو الذي سجل هدفاً في المباراة، أضاع الركلة الثالثة ليونايتد ليتعقد موقفه كثيراً بتسجيل لامبارد للتالية، هارجريفز يسدد ركلة متقنة للغاية، كرة آشلي كول تأخذ يد فان دير سار معها إلى داخل الشباك، ناني يسجل ليونايتد ولكن بلا جدوى، كل شيء يتوقف على ركلة قائد البلوز جون تيري..

John Terry Chelsea Manchester United 2008 UCL finalGetty

بالفعل، انقلبت الأمور هنا رأساً على عقب، فالركلة التي لو سجلها تيري يفوز تشيلسي تحولت إلى عثرة لن ينساها أبداً، قبل أن يصبح "التزحلق" مفهوماً مقترناً بسقطة جيرارد الشهيرة، قادت الأمطار قدم تيري إلى الانزلاق وقادت ركلته إلى القائم.. أندرسون يعود ويسجل ركلته، كالو يسجل بالمقابل، رايان جيجز يحرز السادسة للشياطين الحمر، وفان دير سار يتصدى أخيراً لركلة أنيلكا، مانشستر يونايتد بطلاً لدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه، بعد 1968 و1999.

كان آخر لقب للشياطين الحمر، ولكنه لم يكن النهائي الأخير، إذ بلغه من جديد في 2009 و2011، وغداً سنتعرف على قصة الأول..

إعلان