حسم مصير المدرب .. ياسر المسحل: خطأ في الترجمة أدى لسوء فهم تصريحات رينارد عن مواجهة السعودية والعراق!

نجح المنتخب السعودي أمس الثلاثاء في خطف بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بعد التعادل سلبيًا أمام أسود الرافدين، ضمن الجولة الثانية من الدور الرابع "الملحق الآسيوي" المؤهل للحدث العالمي.

هذا التعادل السلبي حافظ للصقور الخضر على فارق الأهداف مع المنتخب العراقي رغم تساوي النقاط (4 لكل منهما مقتسمين صدارة المجموعة الثانية)، ليتأهلوا للمرة السابعة في التاريخ لكأس العالم.

فيما يُنتظر أن يخوض المنتخب العراقي مباراة الملحق الآسيوي النهائي أمام وصيف المجموعة الأولى "المنتخب الإماراتي"، على أن يصعد الفائز منهما للملحق العالمي.

كان هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول، قد تحدث في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المواجهة، بقوله إن مباراة العراق هي الأهم في تاريخه، وسيشرح التفاصيل بعد اللقاء.

المدرب فسّر تصريحه بالفعل، حيث أشار إلى أن الأمر يعود إلى والدته وطلبها منه التأهل والتواجد في مونديال 2026، حيث قال عقب الفوز أمس "كانت المباراة عاطفية بالنسبة لي، لأن أمي توفيت في فبراير الماضي وقد شاهدت في عام 2022 انتصارنا التاريخي أمام الأرجنتين، لكنها في يناير الماضي وقبل وفاتها في فبراير 2025 قالت لي إنها لن تكون معنا في مونديال 2026، وطالبتني بمواصلة المشوار، لذا تذكرت حديثها هذا قبل مواجهة العراق".

وأثار التصريح جدلًا كبيرًا خاصة بعدما استخدمه جراهام آرنولد المدير الفني للعراق للسخرية والإساءة للمدرب الفرنسي، ذلك قبل أن يُوجه رسالة لرينارد يُوضح خلالها أنه لم يقصد أي إساءة وأن ما حدث مجرد سوء فهم بسبب خطأ في الترجمة.

ياسر المسحل، رئيس اتحاد كرة القدم السعودي، حرص على تفسير تصريح رينارد من جديد عقب التأهل رسميًا إلى مونديال 2026.

المسؤول البارز أوضح أن رينارد قال أن مواجهة السعودية والعراق إحدى أهم المباريات في حياته وليست الأهم على الإطلاق، مشيرًا إلى أن المدرب عاطفي جدًا ولذا كان متأثرًا بحديث والدته.

حيث قال في تصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط السعودية عقب التعادل السلبي مع أسود الرافدين مساء أمس في جدة "المترجم لم يسمع التصريح جيدًا ولذا كان هناك خطأ في الترجمة، رينارد قال أن المباراة إحدى أهم المباريات في حياته وليست الأهم، هو مدرب عاطفي وقد تأثر بوفاة والدته".

وقد تدخل رينارد في الحديث وأشاد بالمسحل كثيرًا واصفًا إياه بالرئيس الرائع خاصة لإعادته للمنتخب منذ عام مضى، وحين سأله المسحل "لقد قلت أنها إحدى أهم المباريات، صحيح"، أجاب "من أجل والدتي".

من جانب آخر، حسم المسحل مستقبل رينارد بعد الكثير من القيل والقال حوله، خاصة في ظل مطالب واسعة من الإعلام والجمهور بإقالته واختيار مدرب أفضل لقيادة الأخضر في نهائيات كأس العالم.

رئيس اتحاد كرة القدم أكد استمرار رينارد على رأس القيادة الفنية للأخضر حتى كأس العرب القادمة على أقل تقدير، مشيرًا إلى أن المنتخب السعودي سيخوض البطولة بالفريق الأول.

إذ قال "المدرب قدم عملًا مميزًا ولا شك أنه سيستمر معنا، تحديدًا في كأس العرب القادمة، يُقدم عملًا جيدًا واليوم رأينا لاعبين انضموا لأول مرة للمنتخب السعودي وقد قدموا أداءً مبهرًا".

أتم "طموحاتنا كبيرة في كأس العالم 2026، تلك سابع مشاركة لنا ونطمح لتقديم مستويات كبيرة والتقدم لمراحل متقدمة. نطمح كذلك للمشاركة في كأس العرب بكل قوة ونأمل في تقديم أداء ونتائج قوية".

بدأ المدرب المخضرم مسيرته مع الأندية، حيث شغل مناصب مدرب مساعد ومدير فني في أندية صغيرة في الصين وإنجلترا وفيتنام، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، فتوجه إلى القارة الإفريقية ليبدأ فصلًا جديدًا من مسيرته، حيث عمل أولًا مساعدًا في الجهاز الفني لمنتخب غانا بقيادة لي روي.

شكل مايو 2008 نقطة تحول في مسيرته، حين تولى قيادة منتخب زامبيا وحقق معه نتائج مميزة في كأس أمم إفريقيا 2010، قبل أن يترك الفريق ويخوض تجربتين قصيرتين مع منتخب أنجولا ونادي اتحاد العاصمة الجزائري، ثم عاد إلى زامبيا في 2011.

جاء الإنجاز الأبرز في مسيرة رينارد عام 2012، حين تُوج بكأس أمم إفريقيا مع زامبيا، ومن ثم خاض تجربة متواضعة مع نادي سوشو الفرنسي. عاد بعد ذلك إلى إفريقيا ليقود منتخب كوت ديفوار، محققًا معه لقب كأس أمم إفريقيا عام 2015، ليصبح أول مدرب في تاريخ القارة يحرز البطولة مرتين مع منتخبين مختلفين.

لم ييأس رينارد من تجارب الأندية رغم إخفاقاته السابقة، فتولى تدريب ليل الفرنسي، لكنه غادر بعد موسم صعب، جمع خلاله 13 نقطة فقط من 13 مباراة. عاد بعدها إلى القارة الإفريقية لتولي تدريب منتخب المغرب في شمال إفريقيا.

نجح مع المغرب في إعادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 20 عامًا، مؤهلاً إياه لمونديال 2018 لأول مرة منذ 1998، لكنه غادر بعد إخفاق المنتخب في كأس أمم إفريقيا 2019.

بعد ذلك، بدأت تجربته السعودية الأولى التي حققت نجاحًا ملحوظًا، كان أبرزها الفوز على الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022، قبل أن يغادر مؤقتًا لتولي تدريب المنتخب الفرنسي للسيدات، ثم عاد في 2024 لتولي قيادة المنتخب السعودي مرة أخرى، بهدف تصحيح المسار بعد تجربة المدرب الإيطالي المخيبة للآمال.