هيرفي رينارد يقلد "فكرة" مدرب الأهلي ضد تشيكيا .. وعبدالله الحمدان يتحوّل إلى "رونالدو الظاهرة" مع المنتخب السعودي

من الملاحظ في معظم مباريات منتخب السعودية الأول لكرة القدم، تحت قيادة المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد؛ أن الاستحواذ الأكبر يكون لمصلحة الأخضر، وليس الفريق المنافس.

ولكن.. هذا الاستحواذ يكون سلبيًا أوعقيمًا بلغة الكرة؛ أي أنه لا يساعد في إيصال المهاجمين إلى منطقة الـ18، أو تشكيل أي خطورة على مرمى المنافس.

هذا الأمر ظهر جليًا في مباراة السعودية وتشيكيا "الودية"، مساء اليوم الإثنين؛ حيث سيطر الأخضر على الكرة في فتراتٍ طويلة، ولكنها كانت في منطقة منتصف الملعب.

وأخذ خط دفاع منتخب السعودية ونجوم الوسط، في تبادل الكرة لفتراتٍ طويلة، وفي دقائق عديدة من المواجهة ضد تشيكيا؛ دون التمكن من خلق فرص حقيقية.

وبالطبع.. جزء كبير من هذا الأمر يقع على عاتق رينارد نفسه؛ فمن مهمة المدير الفني وضع خطط مبتكرة، تساعد لاعبيه على الوصول إلى المرمى.

نعم.. المدرب لن ينزل إلى أرضية الملعب، لتسجيل الأهداف بنفسه؛ حيث هي مهمة اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، لكنه يجب أن يضع خطة تساعدهم للوصول إلى المرمى - كما ذكرنا -.

أمر آخر تم ملاحظته في منتخب السعودية الأول لكرة القدم، خلال مواجهة تشيكيا "الودية"، مساء اليوم الإثنين.

هذا الأمر هو الغيرة المتأخرة لدى اللاعبين السعوديين؛ بمعنى أن المنتخب نزل إلى أرضية الملعب دون رغبة في الفوز، حيث لعب ببطءٍ وبرود كروي غريب.

وبعدما اهتزت شباك منتخب السعودية بهدف، بدأ اللاعبون تصيبهم الغيرة على شعار المنتخب الوطني؛ حيث أصبحوا يركضون ويبذلون جهدًا أكبر للتعويض، وإن كان بشكلٍ متأخر.

وبالطبع.. من المعروف أن الأندية والمنتخبات، تنتفض بشكلٍ أكبر حال تأخرها في النتيجة؛ لكن المقصود هُنا بخصوص المنتخب السعودي، هو أنه أظهر قدرة في كثير من المباريات على اللعب الجيد.

ورغم ذلك.. اللاعبون لا يظهرون هذا اللعب الجيد، أو قدرتهم على التفوق ضد المنافسين؛ إلا بعد أن يستقبلوا هدفًا على الأقل في شباكهم، مثلما حدث ضد مقدونيا الشمالية وتشيكيا.

ويبقى السؤال: "لماذا لا يلعب نجوم منتخب السعودية بإمكاناتهم الحقيقية أو هذه الغيرة منذ بداية المباريات؟!".

فراس البريكان أصبح يلعب أدوارًا جديدة في مسيرته الكروية؛ بعد أن كان يعرف عنه بأنه قناص داخل منطقة الـ18، يحول الفرص إلى أهداف.

أدوار البريكان الجديدة تتمثل في التحرك على أطراف الملعب، وصناعة الفرص إلى الظهيرين المتقدمين ولاعبي الوسط؛ إلى جانب منع بناء المنافسين للهجمات، من الخلف إلى الأمام.

ويعتبر ماتياس يايسله، المدير الفني لفريق الأهلي الأول لكرة القدم؛ هو من ابتكر هذه الأدوار الجديدة للبريكان، قبل أن تنتقل معه إلى منتخب السعودية.

وبالفعل.. شاهدنا في مباراة السعودية وتشيكيا "الودية"، مساء اليوم الإثنين، البريكان وهو يتحول إلى أطراف الملعب كثيرًا، ويصنع الفرص إلى الظهيرين المتقدمين.

وتجلى ذلك في الفرصة التي صنعها البريكان، في الدقيقة 66 من عمر المباراة، إلى الظهير الأيمن المتقدم مهند الشنقيطي.  

وقتها.. تحرك مهاجم الأهلي إلى الطرف الأيمن من الملعب، وفتح المساحة إلى الشنقيطي؛ ليمرر إليه كرة جعلته وجهًا لوجه أمام الحارس التشيكي، الذي تصدى لفرصة خطيرة للغاية.

وبالتالي.. بدأ هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، يستفيد من بعض أفكار يايسله، خلال المباريات الدولية.

"يتحوّل إلى رونالدو الظاهرة مع منتخب السعودية!".. هكذا وصف قطاع كبير من الجمهور، مهاجم الأخضر ونادي الهلال عبدالله الحمدان.

والحقيقة.. الحمدان يبهرنا جميعًا، في كل مرة يرتدي فيها قميص منتخب السعودية الأول لكرة القدم؛ خاصة في الفترة الأخيرة.

الحمدان قاد السعودية للفوز وديًا (2-1) على مقدونيا الشمالية، منذ أيام قليلة؛ بعد نزوله بديلًا ثم قراءة خطأ الخصم، وتسديد كرة صاروخية داخل الشباك.

وبمواجهة تشيكيا "الودية" مساء اليوم الإثنين، نزل الحمدان بديلًا مرة أخرى؛ ليسجل هدف التعادل (1-1)، من ركلة حرة مباشرة.

وبعيدًا عن الأهداف.. أظهر الحمدان تنوعًا كبيرًا في طريقة اللعب مع المنتخب السعودي، سواء على الأطراف أو في العمق.

وبهذا التطور الكبير في أدائه، تحديدًا مع المنتخب السعودي؛ يكون الحمدان قد حجز مقعده من الآن في قائمة الأخضر، حال التأهل إلى كأس العالم 2026.