أكده هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، أنه أحد المحظوظين لأنه يعيش في السعودية، مشيدًا بميزة مهمة تمتلكها البلاد وتفقتدها بلاده فرنسا. فما الذي قاله؟ وما هو هذا الشيء الذي وصفه بأنه لا يُقدر بثمن؟
AFPما تمتلكه السعودية وتفتقده فرنسا!
أجرى هيرفي رينارد مقابلة مثيرة مع صحيفة ليكيب الفرنسية من مقر تواجده في العاصمة السعودية الرياض، وقد أبدى سعادته البالغة بالحياة في المملكة العربية السعودية وأشاد بتطور البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
رينارد رفع مستوى الإثارة في تصريحاته بإضفاء لمسة سياسية عليها، ذلك حين أكد أنه محظوظ بالحياة في السعودية والتمتع بنعمة الأمن والأمان التي تفتقدها بلاده فرنسا، واصفًا ذلك بأنه "لا يُقدر بثمن".
حيث قال ""نحن محظوظون لأننا نعيش هنا (في السعودية) في بلد لا يعرف أي شكل من أشكال انعدام الأمن، وهذا أمر لا يُقدر بثمن. فغياب الأمن هو أسوأ ما تعانيه فرنسا اليوم".
وأضاف المدرب الفرنسي البالغ من العمر 57 عامًا "يمكنك أن تشعر بانعدام الأمن هناك، إنه ملموس. أما هنا، فأنا أشعر بالحرية".
ليكيب أكدت في تقرير لاحق أن تلك التصريحات أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية الفرنسية، وذلك متوقع بالطبع خاصة في ظل نظرة بعض الشعوب الأوروبية الخاطئة عن الحياة في منطقة الخليج وخاصة السعودية.
تطور مذهل
رينارد، الذي وصل السعودية لأول مرة صيف 2019 لتولي مهمة تدريب المنتخب الأول وغادرها بعد 4 سنوات وتحديدًا في مارس 2023 لتدريب المنتخب الفرنسي للسيدات، عاد للبلاد في أكتوبر 2024 لخلافة الإيطالي روبرتو مانشيني.
المدرب الفرنسي أشاد بالفارق الكبير في السعودية بين وصوله الأول والثاني، مؤكدًا أن حجم التطور الذي وجده في كل مناحي الحياة كان مذهلًا.
وأضاف "الكثير من التطورات الكبيرة حدثت بين رحيلي وعودتي من جديد للسعودية، فعندما وصلت في عام 2019، لم يكن يُسمح للنساء بالقيادة، ولا بالسفر بمفردهن دون تصريح".
تابع "قبل عام 2017 ومع وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة، كانت هناك ضغوط من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المسؤولة عن تطبيق الشريعة الإسلامية بصرامة. ثماني سنوات فترة قصيرة في عمر بناء دولة وتطورها، ومع ذلك تم إنجاز الكثير في وقت وجيز، وهذا البلد يتقدم بسرعة هائلة."
في حقيقة الأمر، رينارد لم يكن الوحيد الذي شعر بالتطور الهائل والمذهل في جميع نواحي الحياة بالسعودية، وخاصة تلك المتعلقة بجودة الحياة، حيث وصلت العديد من الإشادات حول الأمر من شخصيات عديدة من مختلف أنحاء العالم على رأسها نجم النصر كريستيانو رونالدو الذي وصف السعودية مؤخرًا بأنها مكان مميز يختلف عن أي دولة لعب بها سابقًا.
مسيرة رينارد
بدأ المدرب المخضرم مسيرته مع الأندية، حيث شغل مناصب مدرب مساعد ومدير فني في أندية صغيرة في الصين وإنجلترا وفيتنام، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، فتوجه إلى القارة الإفريقية ليبدأ فصلًا جديدًا من مسيرته، حيث عمل أولًا مساعدًا في الجهاز الفني لمنتخب غانا بقيادة لي روي.
شكل مايو 2008 نقطة تحول في مسيرته، حين تولى قيادة منتخب زامبيا وحقق معه نتائج مميزة في كأس أمم إفريقيا 2010، قبل أن يترك الفريق ويخوض تجربتين قصيرتين مع منتخب أنجولا ونادي اتحاد العاصمة الجزائري، ثم عاد إلى زامبيا في 2011.
جاء الإنجاز الأبرز في مسيرة رينارد عام 2012، حين تُوج بكأس أمم إفريقيا مع زامبيا، ومن ثم خاض تجربة متواضعة مع نادي سوشو الفرنسي. عاد بعد ذلك إلى إفريقيا ليقود منتخب كوت ديفوار، محققًا معه لقب كأس أمم إفريقيا عام 2015، ليصبح أول مدرب في تاريخ القارة يحرز البطولة مرتين مع منتخبين مختلفين.
لم ييأس رينارد من تجارب الأندية رغم إخفاقاته السابقة، فتولى تدريب ليل الفرنسي، لكنه غادر بعد موسم صعب، جمع خلاله 13 نقطة فقط من 13 مباراة. عاد بعدها إلى القارة الإفريقية لتولي تدريب منتخب المغرب في شمال إفريقيا.
نجح مع المغرب في إعادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 20 عامًا، مؤهلاً إياه لمونديال 2018 لأول مرة منذ 1998، لكنه غادر بعد إخفاق المنتخب في كأس أمم إفريقيا 2019.
بعد ذلك، بدأت تجربته السعودية الأولى التي حققت نجاحًا ملحوظًا، كان أبرزها الفوز على الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022، قبل أن يغادر مؤقتًا لتولي تدريب المنتخب الفرنسي للسيدات، ثم عاد في 2024 لتولي قيادة المنتخب السعودي مرة أخرى، بهدف تصحيح المسار بعد تجربة المدرب الإيطالي المخيبة للآمال.
موقف السعودية في تصفيات المونديال
فشل المنتخب السعودي في التأهل مباشرة من الدور الثالث إلى نهائيات كأس العالم 2026، وقد اكتفى بالتأهل إلى ملحق التصفيات، ذلك بعدما حل ثالثًا في المجموعة الثالثة، برصيد 13 نقطة، تاركًا مقعدي التأهل "المباشر" إلى منتخبي اليابان وأستراليا، المتصدر والوصيف في تلك المجموعة.
ووفق نظام التصفيات، فإن الدور الرابع - أو الملحق - يتكون من مجموعتين؛ الأولى تضم منتخبات قطر والإمارات وسلطنة عمان، والثانية بين السعودية وإندونيسيا والعراق، بحيث يتأهل متصدر كل مجموعة "مباشرة" إلى كأس العالم، فيما يتبقى "نصف مقعد" للمنتخبات الآسيوية، للدور الخامس، بمباراة تجمع بين وصيفي المجموعتين، قبل المشاركة في الملحق العالمي.
الأخضر نجح في الفوز بالمباراة الأولى من التصفيات، حيث هزم إندونيسيا أمس في جدة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتنتظره مواجهة حاسمة مع المنتخب العراقي يوم الثلاثاء القادم.

