هدفان وتسديدة واحدة ورد فعل عنيف! .. شبح ماركوس راشفورد يثير الجدل هذا الموسم مع مانشستر يونايتد

يعد جفاف راشفورد، التهديفي هذا الموسم أمرًا ملحوظًا فقد بدأ جميع مباريات الدوري الإنجليزي باستثناء مباراة واحدة فقط عندما أصيب، ولعب 1081 دقيقة، متخلفًا فقط عن برونو فرنانديش وأندريه أونانا في عدد الدقائق بأرض الملعب.

وعلى الرغم من الفرص المتكررة التي أتيحت له، فقد سجل هدفين فقط، ضد آرسنال في سبتمبر الماضي وركلة جزاء ضد إيفرتون، والتي سمح له فرنانديش بتنفيذها في محاولة لرفع ثقته بنفسه.

ولعب أربع مباريات من أصل خمس في دوري أبطال أوروبا، وغاب فقط مواجهة جلطة سراي الأخيرة بسبب إيقافه، وفشل في تسجيل أي أهداف في البطولة الكبرى.

نادرًا ما نرى مدربًا يدافع عن مهاجمه بعد تراجع مستواه ويؤكد أنه يتحرك ويقف بشكل صحيح وأن الأهداف ستأتي قريبًا.

ولا يستحق راشفورد، هذا الدفاع فقد بلغ متوسط تسديدته على المرمى 120.9 دقيقة هذا الموسم، وهو أدنى معدل في مسيرته مع يونايتد، ففي الموسم الماضي، كان متوسط تسديدات راشفورد على المرمى 57.8 دقيقة وفي موسم 2019-20، كان أفضل رقم له وهو 60.3 دقيقة.

راشفورد ليس الوحيد الذي يقدم مستوى ضعيف مع يونايتد فعلى الرغم من عروضه السيئة، فهو ثالث أفضل هدافي الفريق في الدوري، كما أن أداء زملائه المهاجمين أسوأ منه.

فقد سجل أليخاندرو جارناتشو وأنتوني مارسيال هدفًا واحدًا فقط، في حين أن راسموس هويلوند، الذي انتقل لليونايتد مقابل 72 مليون جنيه لم يسجل حتى الآن في الدوري الإنجليزي على الرغم من تألقه في دوري أبطال أوروبا، وتسجيله خمسة أهداف.

ولأن راشفورد، اللاعب الأعلى أجرًا في مانشستر يونايتد ويرتبط بعقد طويل الأمد مع النادي كان عليه آمال كبيرة لقيادة الفريق نحو المجد.

تعرض راشفورد، لانتقادات حادة بعد مباراة نيوكاسل الأخيرة حيث وصفه جيرمين جيناس بأن مستواه "صادم" على قناة TNT Sports وقال آلان شيرر أنه "لا يبدو مهتمًا".

وأثار رد فعل راشفورد العنيف عند استبداله في الدقيقة 61 من عمر مباراة اليونايتد ونيوكاسل جدلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهر وكأنه يلعب بدون رغبة.

وقال جيم وايت في صحيفة "التلجراف": "عندما حل أنتوني مكان راشفورد تحسن اليونايتد قليلًا واستحوذ على الكرة وهذا يوضح كيف كان أدائه بعد فعالية أنتوني".

عندما يكون أداء اللاعب سيئًا، أقل ما يتوقعه المشجعون هو إظهار القليل من الجهد مثل ما يفعله هويلوند، وهاري ماجواير، لذلك تشعر جماهير اليونايتد بالإحباط الشديد من راشفورد لتخاذله.

فالتلويح بذراعيه في الهواء والغضب ليس المنتظر منه فكان عليه أن يعطي إنطباع برغبته في تغيير الأمور.

وكتب شيرر في عموده بصحيفة "ذا أثلتيك" :"سواء أحب ماركوس ذلك أم لا، فأنا والعديد من الآخرين الذين شاهدوه في عطلة نهاية الأسبوع سواء كانوا من مشجعي مانشستر يونايتد أو لا رأينا أنه لاعبًا يفتقر إلى الرغبة".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تراجع مستوى راشفورد فقد عانى من تراجع كبير في مستواه منذ حوالي عامين، وسجل خمسة أهداف فقط في موسم 2021-22 وجلس على مقاعد البدلاء في أغلبية المباريات تحت قيادة سولشاير ثم المدرب المؤقت رالف رانجنيك.

وكان هناك شعور باقتراب رحيل راشفورد عن مانشستر يونايتد، خلال العامين الماضين، ومر بأزمة ثقة وحزن بسبب إهداره ركلة جزاء لإنجلترا في نهائي بطولة أمم أوروبا، ومر بتغييرات إدارية وداخل الفريق مثل العودة المفاجئة لكريستيانو رونالدو.

ومن المفترض أن يكون راشفورد، في أفضل مستوياته الآن فلم يتعرض لأي إصابات هذا الموسم وتم تأمين مستقبله مع النادي بعد توقيع عقدًا ضخمًا جعله اللاعب الأعلى أجرًا في يونايتد.

قد تكون هناك بعض العوامل المحتملة وراء تراجع مستوى راشفورد، فخلال الصيف، انفصل عن حبيبته لوسيا لوي، بعد فترة قليلة من خطوبتهما، ثم تم إلقاء القبض على شقيقه داين، الذي يعمل أيضا وكيلًا له، في الولايات المتحدة للاشتباه في ارتكابه أعمال عنف منزلي.

ثم تعرضه لحالة وفاة حيث فقد ابن عمه، وأهدى له هدفه ضد إيفرتون، وتحدث راشفورد، عن معاناته العاطفية وكيف كان فاقدًا للثقة ومن المؤكد أن هذه الأحداث أثرت على مسيرته الكروية.

لعب راشفورد، في مراكز متنوعة هذا الموسم حيث بدأ كمهاجم وسط بسبب إصابة هويلوند ومارسيال، ثم عاد إلى مركزه المفضل على يسار الهجوم، قبل أن يلعب على الجناح الأيمن في المباريات القليلة الماضية.

وصرح راشفورد، في عدة مناسبات أنه يقدم أفضل مستوياته عندما يلعب على الجهة اليسرى، ولكن في الحقيقة نجم إنجلترا لم يساعد نفسه على العودة، فقد لعب كقلب هجوم في أول مباراتين فقط من الموسم ولعب معظم الموسم في مركز الجناح الأيسر، لكنه لم يقدم المستوى المطلوب.

يتعين على راشفورد، أن يتحمل الكثير من الانتقادات لأنه أحد اللاعبين المحليين القلائل في مانشستر يونايتد وقد يرى البعض أن هذا غير عادل لكن نجم إنجلترا لا يستطيع تغيير حقيقة أنه يتوقع منه أكثر من زملائه في الفريق.

وقال كاراجر لقناة سكاي سبورتس: "نحن لا نطلب تسجيل الأهداف والتمريرات الحاسمة من راشفورد، فسوف يحدث ذلك كما رأينا في الماضي ما نطلبه هو القيادة، لا يهم مع من يلعب، إنه يجسد مانشستر يونايتد ويحتاج إلى قيادة النادى للقمة بإعتباره لاعبًا محليًا".

وأثار راشفورد، الجدل بسبب تصرفاته خارج الملعب مثل الخروج إلى ملهى ليلي للاحتفال بعيد ميلاده بعد ساعات فقط من الخسارة 3-0 أمام مانشستر سيتي في الديربي.

إذا أراد يونايتد إخراج نفسه من المأزق الذي وقع فيه هذا الموسم، فيجب على راشفورد إعادة اكتشاف نفسه واستعادة الثقة، ورغم أنه في حالة جيدة بدنيًا إلا أنه يعاني من غياب التركيز وعقلية لاعبي القمة.

وقال شيرر: "لا أعرف ما إذا كان ماركوس راشفورد قد اختلف مع المدرب، أو إذا كان على خلاف مع بعض زملائه في الفريق أو إذا كان لا يحب المركز الذي يلعب فيه، ولكن بالحكم على كل ما رأيته في الهزيمة أمام نيوكاسل يونايتد، أعلم أن هناك لاعبًا غير سعيد هناك".

وفي فبراير الماضي، عندما كان راشفورد في أفضل حالاته ويستعد لنهائي كأس كاراباو، قال: "من المحتمل أن تكون كرة القدم بنسبة 95٪؜ هي عقليتك وهناك الكثير من اللاعبين الذين لديهم العقلية ولهذا السبب يلعبون في القمة، أنا أركز كثيرًا على إبقاء نفسي بهذه العقلية وهو ضروري للفوز بالمباريات والألقاب".

راشفورد، بحاجة ماسة إلى تغيير عقليته الحالية والعودة لهويته بالموسم الماضي لأن مانشستر يونايتد يحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى.