ثورة بيب جوارديولا ضد أفكاره تُثير جدلًا واسعًا وتفتح الباب لنقاشات وجدالات عديدة بين مشجعي كرة القدم، لكن يبدو أن مهاجم مانشستر سيتي، إيرلينج هالاند، هو المستفيد الأكبر مما يحدث! كيف هذا؟
AI أمام برينتفورد: المستفيد الأكبر من ثورة جوارديولا ضد أفكاره! .. هالاند يُسقط الملعب الـ22 في الدوري الإنجليزي
رسالة السيتي الحادة للخصوم
أغلق مانشستر سيتي جميع الأصوات المشككة في دخوله جديًا حسابات الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، ذلك بعد نجاحه في تحقيق انتصاره الرابع في المسابقة وجاء على حساب مستضيفه برينتفورد بهدف نظيف سجله إيرلينج هالاند.
فوز السيتي رفع رصيده إلى 13 نقطة، وقد قلص الفارق مع آرسنال في الصدارة إلى مجرد 3 نقاط لا أكثر، والأهم أن الفجوة مع ليفربول، المرشح الأول للفوز باللقب، أصبح نقطتين فقط بعد الجولة السابعة من البريميرليج.
السيتي لم يُؤكد دخوله سباق الفوز باللقب لمجرد الفوز وحصد النقاط الكاملة فقط، بل لأنه أظهر للجميع من جديد أنه بات قادرًا على الفوز مهما كانت الظروف وبغض النظر عن تقديمه لمستوى جيد أم لا، وبغض النظر عن استحواذه على الكرة أم لا، وبغض النظر عن صناعته لعديد الفرص وإمتاعه للجمهور أم لا .. هو باختصار أصبح فريقًا يعرف تمامًا من أين تؤكل الكتف!
والأهم من كل ذلك ليس امتلاك القدرة على هذا الأمر، لأنه غالبًا كان موجودًا في السنوات الماضية، لكن أن المدرب جوارديولا وصل إلى قناعة بضرورة الثورة والتمرد على أفكاره ومبادئه وقناعاته الكروية وقت الحاجة، واللجوء لما قد يُوصف بـ "خيارات الطوارئ" أو "الخطط البديلة" عند اللزوم! أي أن الرغبة أيضًا بتحقيق الفوز بأي وسيلة كانت أصبحت موجودة .. وحين تمتزج الرغبة مع القدرة لا أحد يستطيع إيقاف صاحبها أبدًا، وذلك ما قد يكون مصدر الخوف الحقيقي للخصوم وعلى رأسهم الريدز والمدفعجية.
الفريق اليوم استحوذ على الكرة بنسبة كبيرة، وصلت إلى 70%، لكنه لم يُسدد سوى 4 مرات على المرمى من إجمالي 10 تسديدات، وقد صنع فرصتين خطيرتين فقط، وفي الشوط الثاني كان عدد الأهداف المتوقعة له 0.03 فقط، وذلك بعد تراجع الفريق هجوميًا بشكل كبير للحفاظ على تقدمه.
المستفيد الأكبر من ثورة جوارديولا ضد أفكاره
هالاند دون شك آلة أهداف لا تتوقف، لاعب أظهر مرارًا وتكرارًا أنه يستطيع إحراز الأهداف بمختلف الطرق ومن مختلف مناطق الملعب وبمختلف مناطق جسده، لكنه رغم ذلك يعيش دورًا مختلفًا نسبيًا هذا الموسم يجعله المستفيد الأكبر من تمرد وثورة مدربه الإسباني على أفكاره القديمة.
جوارديولا كان لا يلعب سوى بأسلوب واحد هو الاستحواذ والضغط القوي والتمرير الكثير حتى اختراق منطقة الجزاء، وهنا كان دور مهاجم السيتي مجرد انتظار الفرصة داخل المنطقة والمشاركة في التمريرات أحيانًا مع التحرك الجيد دون كرة.
هذه الأدوار أتقنها هالاند بالطبع خلال المواسم الماضية، لكن الجديد هذا الموسم هو إتقانه اللعب وفق منظومة الهجمات المرتدة وكذلك المساهمة في الحالة الدفاعية وذلك شيء جديد تمامًا على المهاجم النرويجي في هذا المستوى من اللعب، إذ على الأرجح اختبره مع أنديته السابقة لكن أمام خصوم وفي ظروف وأجواء تنافسية أقل كثيرًا من تلك الموجودة في إنجلترا.
لقطات هالاند الدفاعية أصبحت جزءًا لا يتجزًا من مباريات السيتي، وذلك إن يبدو غريبًا جدًا لكنه رصيد يُضاف في جودة وقيمة وخبرة المهاجم العملاق، بجانب أنه أصبح قوي جدًا في الهجمات المرتدة .. سواء من حيث التحرك في المساحات والانطلاق وتخطي المدافعين واستخدام كل المهارات الممكنة حتى وضع الكرة في المرمى، فعلها أمام آرسنال وكرر الأمر اليوم أمام برينتفورد بهدفه الجميل.
هذا الموسم سيخرج منه هالاند بتحسن وتطور كبير في قدراته الفنية والبدنية والأهم التكتيكية والذهنية، مما سيجعله أقرب إلى المهاجم المتكامل الذي يُتقن كل الأدوار ويلعب ضمن أي منظومة لعب وأي أفكار فنية، وفوق كل هذا يُقدم الإضافة في الجانب الدفاعي! أي مهاجم هذا الذي تحظى به يا جوارديولا!
أرقام اقتصادية!
رغم جهد هالاند الواضح في الملعب اليوم إلا أنه لم يكن حاضرًا كثيرًا في اللعب! وهذا تُظهره الأرقام بوضوح.
اللاعب سجل هدفًا من تسديدة الوحيدة على مرمى برينتفورد، وإجمالًا لم يلمس الكرة سوى 23 مرة ولم يُمرر سوى 16 تمريرة 10 منها صحيحة.
هالاند لم يحصل سوى على خطأ واحد وارتكب مثله، ولم يدخل سوى في التحامين أرضيين فاز في واحد منهما، ودخل في 3 هوائية حسم 2 لصالحه.
الرقم الملفت لهالاند، والذي لم يعد غريبًا، هو إخراجه الكرة من مناطق السيتي الدفاعين مرتين.
الأرقام قد تظلم اللاعب وتُظهره خارج اللعب اليوم، لكن هذا غير صحيح لأن هالاند كان يتواجد ويلتحم ويُشارك لكن لعبه بالكرة كان قليلًا بالفعل وذلك لأن السيتي في الشوط الثاني خاصة ترك اللعب لخصمه ولم يُغامر بالهجوم كثيرًا.
هالاند يُسقط الملعب الـ22 في الدوري الإنجليزي
وصل هالاند إلى هدفه التاسع في البريميرليج اليوم، ليتصدر سباق الهدافين بجدارة، وقد وصل إجمالًا إلى هدفه الـ12 في الموسم الجاري وله أيضًا تمريرة حاسمة.
الهدف اليوم هو البصمة الـ158 للمهاجم النرويجي خلال 155 مباراة له مع مانشستر سيتي، إذ سجل 136 هدفًا وصنع 22.
هالاند حقق هدفًا آخر اليوم أمام برينتفورد، وهو إسقاط ملعبه الذي وقف حصنًا منيعًا أمامه خلال مواجهتين، وقد جلس في الثالثة على مقاعد البدلاء وكانت الأولى له بعد انضمامه للنادي الإنجليزي.
هالاند سجل 3 أهداف في مرمى برينتفورد لكن جميعها في ملعب الاتحاد، إذ واجه الفريق مرتين على ملعب "جي تك كوميونيتي" ولم ينجح في زيارة مرماه، وقد كسر اليوم "قفل" المرمى واستطاع التسجيل.
ملعب "جي تك كوميونيتي" هو الـ22 الذي يشهد أهداف هالاند مع السيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يتبق له سوى ملعب واحد لم يخضع له وهو أنفيلد معقل ليفربول والذي سيزوره في فبراير المقبل.



