هارون كمارا .. مؤكد أنك لا تعي ما يحدث في مسيرتك و"جدة" الدرس المناسب لجمهور النصر!

منذ إعلان النصر تعاقده مع صاحب الـ27 عامًا والجميع لا حديث له سوى عن عيبه الأكبر "كثرة إهدار الفرص" .. ربما داعمه الوحيد هو المدرب البرتغالي جورج جيسوس؛ الذي طلب ضمه بالفعل.

لكن السؤال .. كيف رد كمارا على دعم جيسوس؟!

شارك هارون كمارا أساسيًا الليلة أمام جدة للمباراة الثانية بعد مواجهة الاستقلال في دوري أبطال آسيا 2.

في المباراة الآسيوية، لم يضع المهاجم السعودي بصمته على اللقاء سواء بالتسجيل أو الصناعة خلال 66 دقيقة شارك بها رغم فوز النصر بخماسية نظيفة.

وأتت مواجهة جدة لتكون فرصة  - تبدو أسهل – لكمارا لوضع بصمته الأولى مع العالمي أمام فريق ناشط في دوري يلو للدرجة الأولى، لكن المحصلة كذلك "صفرية" خلال 63 دقيقة خاضها، قبل استبداله.

ما بين الاستعجال وسوء إنهاء غريب للهجمات أمام جدة ظهر هارون كمارا بصورة متواضعة للغاية، بل أنه حظى بفرصتين سهلتين في الدقيقتين 20 و26 من عمر الشوط الأول، لكن الأولى مصيرها في الشباك الخارجية والثانية سهلة في يد الحارس ياسر المسيليم.

وحتى عندما أتت فرصة وضع بصمة في اللقاء بصناعة فرصة لعبدالرحمن غريب المواجه تمامًا لمرمى جدة مستقبلًا تمريرة متقنة من كمارا، تعثر الأول في أرض الملعب وسقط متألمًا دون تدخل من أي لاعب.

في المقابل، بالنظر للثنائي البديل الذي نزل بدلًا من كمارا وغريب، فلم يحتج كومان كينجسلي وجواو فيليكس سوى ثماني دقائق فقط بعد الدفع بهما كي تظهر بصمتهما، بهدف من صناعة الأول وتسجيل الثاني!

نحن هنا ليس لإلقاء اللوم على هارون كمارا، فمسيرته مع النصر لا تزال في مهدها، ولا يمكن الحكم عليه بالفشل أو بتوقع السيئ في القادم قياسًا على مجهود مباراتين فقط.

لكن المقلق أن مستوى هارون منذ عهده مع الاتحاد لم يشهد تطورًا كبيرًا رغم مرور عام ونصف تقريبًا على رحيله من العميد، بخلاف أربع سنوات ونصف قضاها مع النمور.

المثير أكثر أن القدر منحه فرصة الانضمام لفرق كبيرة كالاتحاد (من يوليو 2019 إلى يناير 2024)، الاتفاق (من يناير إلى يونيو 2024)، فالشباب (موسم 2024-25)، وفي جميعها لم ينجح في خطف الأنظار .. وعندما قاده القدر للنصر لم يظهر حتى "القتال" على الفرصة لإثبات ذاته!

المؤكد أن جورج جيسوس لن يمنح هارون كمارا فرصة حقيقية على حساب البرتغالي كريستيانو رونالدو طالما كان الدون قادرًا على اللعب، لذا عليه استغلال أنصاف الفرص التي تتاح له للرد على الجميع ورد الجميل لجورج جيسوس.

لكن ما يحدث حاليًا يقول إن هارون كمارا لا يعي نهائيًا ما يدور في مسيرته من فرص مع فرق كبيرة لا يريد استغلالها!

بعيدًا عن هارون كمارا، هناك لقطة "من المدرجات" هي الأجمل في لقاء الليلة..

الحديث هنا عن عبدالإله العمري الذي تلاحقه صافرات الاستهجان وأحيانًا السباب والدعوات بالسوء منذ بداية الموسم الجاري، في ظل جدل محاولاته للانتقال من النصر إلى الاتحاد، التي فشلت في الأخير.

لكن القصة في جدة مختلفة تمامًا عن تلك التي يعيشها اللاعب في مباريات النصر بالرياض..

القصة بدأت من لحظة وصول بعثة النصر لجدة لخوض مواجهة كأس الملك، حيث استُقبل العمري بترحاب كبير من نصراويي جدة، والهتاف باسمه بشكل خاص.

واستُكملت تلك القصة في مدرجات مباراة الليلة، حيث حرص الجمهور على توجيه التحية للعمري في نهاية الشوط الأول، للرفع من معنوياته التي أصابها الاستهجان في الرياض.

هذا ربما أحد أهم دروس مباراة الليلة بين النصر وجدة، خاصةً وأن العمري خرج وأوضح أنه مر بظروف شخصية صعبة خلال الفترة الماضية أثرت عليه ولم يكن الأمر يتعلق برغبته في الانتقال للاتحاد في المقام الأول، بجانب أنه لم يقصر مع الفريق في الشيء .. فهل يتعلم جمهور النصر في الرياض الدرس؟