يزدحم تاريخ كأس العالم للمنتخبات بالكثير من الأحداث الساخنة والجدلية والمثيرة، لكن ما حدث في نهائي مونديال 1998 بين فرنسا والبرازيل مازال يُثير الجدل حتى الآن، خاصة أنه ارتبط بأحد أفضل اللاعبين على مدار تاريخ اللعبة وهو البرازيلي رونالدو الملقب بالظاهرة.
AFPيوم لا يُنسى
12 يوليو 1998 سيبقى يومًا لا يُنسى من ذاكرة كرة القدم خاصة الجمهور البرازيلي الذي شعر بحسرة كبيرة جدًا بعد سقوط منتخب بلاده أمام فرنسا في النهائي بثلاثية نظيفة ليخسروا اللقب الذي كان الجميع يُرشحهم له.
الأحداث المثيرة بدأت قبل انطلاق الصافرة بعدة ساعات، حين تعرض نجم المنتخب الأول، رونالدو، إلى أزمة صحية بالغة الخطورة، مما أدى لاستبعاده من التشكيل الأساسي للمباراة، ذلك قبل أن يُفاجأ الجميع بتواجده مع المنتخب قبل أقل من ساعة من انطلاق اللقاء.
رونالدو ظهر شبحً في الملعب، لم يُقدم الأداء المتوقع وكان لذلك الدور الأكبر والأهم في خسارة البرازيل وضياع اللقب، وبقيت قصة إشراك اللاعب رغم ما حدث له لغزًا كبيرًا جدًا مازال يُثير الجدل حتى الآن.
ما الذي حدث لرونالدو؟
رونالدو تعرض لأزمة صحية عنيفة في غرفته التي كان يُشاركها مع النجم روبرتو كارلوس، قيل أن جسده كان يرتجف والزبد يخرج من فمه حتى ظن زملاؤه أنه مات، وبعدها نقل للمشفى وخضع لفحوصات طبية أظهرت عدم وجود شيء عضوي لكنه كان يشعر أنه على ما لا يرام ولذا طلب من المدرب ماريو زاجالو عدم المشاركة في المباراة النهائية، وقد استبعده المدرب بالفعل قبل أن يُعيده.
تعددت الروايات حول ما حدث للنجم البرازيلي، بعضهم قال أنه تعرض لنوبة صرع كادت أن تقتله لولا تدخل رفاقه والجهاز الطبي في النادي، وبعضهم تحدث عن أزمة عاطفية أثرت به وجعلته يمر بتلك الحالة الصحية الصعبة، والبعض ذهب إلى أن الُسم دُس له في الطعام ليبتعد عن اللقاء.
"مؤامرة نايكي"
ما ظل يتردد طوال السنوات الماضية أن مشاركة رونالدو في المباراة النهائية رغم حالته الصحية التي لم تكن تسمح له أبدًا بذلك يعود لتدخل قوي وضغط هائل من شركة نايكي الراعية له وللمنتخب البرازيلي، حتى أن القصة تُعنون دومًا بـ "مؤامرة نايكي".
ما يُقال أن نايكي ضغطت على المسؤولين الكبار في البرازيل والاتحاد البرازيلي لكرة القدم ليتم إشراك رونالدو في المباراة، لأن عدم حدوث ذلك سيُعرضها لخسائر مالية هائلة، وقد خضع المسؤولون بالفعل وتدخلوا في اللحظات الأخيرة وأجبروا المدرب على التراجع عن قراره وإشراك اللاعب ... وقد دفع الجميع الثمن فيما بعد بالخسارة القاسية.
ماذا قال أسطورة فرنسا؟
إيمانويل بيتي الذي كان حاضرًا في المباراة النهائية وأحد نجوم كأس العالم 1998 لم يتدخل في تفاصيل ما حدث، ولكنه اكتفى بالضحك وتحذير المذيع من الوقوع في المشاكل بالحديث عن تلك القصة، وذلك كما ظهر في مقطع فيديو نشره حساب منصة "Optus Sport" الأسترالية.
المذيع طلب من بيتي التعليق على "مؤامرة نايكي" وكيف تم تغيير قرار المدرب وإشراك رونالدو في المباراة رغم ما حدث له وبضغط من نايكي، التي أنفقت الملايين على المنتخب ورونالدو.
بيتي علق قائلًا "هذا مثير للاهتمام لكني لا أعلم شيئًا عنه، ما سأقوله لك هو أن نجوم المنتخب الفرنسي كانوا موزعين بين نايكي وأديداس، بعد المباراة سُلطت الأضواء على نجوم أديداس، كنت أنا أتبع نايكي وتم تجاهلي تمامًا. لم أهتم صراحة بذلك لكن!".
وأتم حديثه بالقول للمذيع الذي استمر بالحديث عن القصة "ستقع في المشاكل".