معادلة تونس الغريبة .. انهيار كروي كبير مع تواجد دائم في كأس العالم

بهذا التأهُل؛ يكون منتخب تونس الأول لكرة القدم قد ضمن التواجد في بطولة كأس العالم، للمرة الثالثة على التوالي.

وتواجد المنتخب التونسي في كأس العالم 2018 و2022؛ وضمن الآن بشكلٍ رسمي، المشاركة في نسخة 2026.

وإجمالًا.. ستكون نسخة 2026؛ هي المشاركة السابعة للمنتخب التونسي في بطولة كأس العالم، بعد 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022.

وفشلت تونس في تجاوز "دور المجموعات" ببطولة كأس العالم، في جميع مشاركاتها السابقة؛ بما فيها نسخة 2022 بالدوحة القطرية، التي حققت فيها مفاجأة كروية أمام فرنسا.

وفازت تونس وقتها (1-0) على فرنسا، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات؛ بعد أن بدأت المنافسات بالتعادل مع الدنمارك، ثم الخسارة من أستراليا.

ترتيب تونس في النسخة الأخيرة من كأس العالم "المجموعة الرابعة":

* الأول: منتخب فرنسا "6 نقاط".

* الثاني: منتخب أستراليا "6 نقاط".

* الثالث: منتخب تونس "4 نقاط".

* الرابع: منتخب الدنمارك "نقطة".

المثير في الأمر أن منتخب تونس تأهل إلى بطولة كأس العالم، للمرة الثالثة على التوالي؛ على الرغم من أن البلاد تعيش واحدة من أسوأ فتراتها الكروية.

نعم.. تونس تُعاني من تراجع كبير في الفترة الأخيرة؛ سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.

على مستوى الأندية، لم يتوّج أي فريق بلقب دوري أبطال إفريقيا؛ منذ أن فعل الترجي الرياضي ذلك، في عام 2019.

أما في بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية؛ لم يستطع أي فريق الحصول على اللقب، منذ النجم الساحلي في 2015.

وبخصوص المنتخب التونسي؛ فقد ودع النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا من دور المجموعات.

وعامة.. لم يتوّج منتخب تونس بلقب كأس أمم إفريقيا، إلا في مناسبة واحدة؛ كانت في نسخة عام 2004، التي استضافتها البلاد على أراضيها.

لم ينتهِ حديثنا عن تراجع الكرة التونسية عند هذا الحد؛ حيث يُمكن الوقوف عند نجوم المنتخب الوطني أنفسهم.

ويتشكل منتخب تونس من مزيج من النجوم المحترفين، وهؤلاء الذين ينشطون في الأندية المحلية؛ خاصة الترجي الرياضي.

لكن.. الملاحظ أن نجوم منتخب تونس المحترفين، أصبحوا ينتشرون في الأندية الأوروبية المتوسطة والضعيفة، أو الدوريات الأقل شهرة في القارة العجوز.

حتى أن اللاعب حنبعل المجبري؛ الذي كانت تضع عليه تونس آمالًا كبيرة في مشروعها المستقبلي، بعد لعبه في الفئات السنية لنادي موناكو الفرنسي ثم العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد؛ أخذ خطوة إلى الوراء قليلًا.

حنبعل البالغ من العمر 22 سنة، شارك في 13 مباراة رسمية مع فريق مانشستر يونايتد الأول لكرة القدم؛ قبل أن تتم إعارته إلى إشبيلية الإسباني، ثم بيعه إلى بيرنلي الإنجليزي.

وخلال إعارته من مانشستر يونايتد إلى فريق إشبيلية الأول لكرة القدم، من يناير إلى يونيو 2024، لم يقدّم حنبعل أي شيء نهائيًا.

أما مع بيرنلي، الذي انضم إليه نهائيًا من مانشستر يونايتد في صيف 2024؛ فيلعب النجم التونسي الشاب بصفة مستمرة تقريبًا.

وشارك حنبعل المجبري في 42 مباراة رسمية مع بيرنلي، في مختلف المسابقات؛ مسجلًا خلالها هدفًا وحيدًا، وصانعًا 5 آخرين.

ومن ما سبق.. يُمكن أن نقول بإن تأهُل منتخب تونس إلى كأس العالم، في ثلاث نسخ متتالية، على الرغم من التراجع الكبير في كرة القدم بالبلاد؛ يعود للأسباب التالية:

* أولًا: ضعف مجموعات التصفيات المونديالية التي تساعد المنتخب التونسي؛ عكس أمم إفريقيا مثلًا.

* ثانيًا: قتال نجوم تونس من أجل الظهور في العرس المونديالي لتسويق أنفسهم؛ عكس البطولات الأخرى.

وهذا الأمر غير جيد أبدًا؛ حيث يجب على المسؤولين عن الرياضة التونسية أن يتدخلوا، لإيجاد حل سريع لهذا التراجع الكبير، الذي تشهده الكرة في البلاد.

ولا يجب أبدًا أن يكون طموح المنتخب التونسي، مجرد التأهل إلى كأس العالم فقط ثم الوداع من دور المجموعات؛ ودون المنافسة على اللقب القاري أو غيره.