مسيرة محبطة لمارسيال .. من نجم باهظ الثمن إلى خيانة واستبعاد وفشل في مانشستر يونايتد!

كان مارسيال، ضمن قائمة أمنيات مشجعي اليونايتد في صيف عام 2015، وكان الشياطين الحمر يسعوا للتعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا في الموعد النهائي للانتقالات.

وتألق مارسيال، مع موناكو، وسجل 12 هدفًا وخمس تمريرات حاسمة، وأطلق عليه لقب "تييري هنري الجديد" في فرنسا، وتم منحه إذنًا خاصًا لمغادرة معسكر تدريب فرنسا أثناء فترة التوقف الدولي لإكمال خطوة انتقاله إلى مانشستر يونايتد.

أظهر مارسيال، إمكانيات رائعة في موناكو، وأثارت صفقة انتقاله إلى يونايتد جدلًا كبيرًا حيث دفع مانشستر ما يصل إلى 73 مليون دولار للحصول عليه، و36 مليون جنيه إسترليني فقط مقدمًا، وتم إدراج ثلاثة بنود بقيمة 7.2 مليون جنيه إسترليني في الصفقة مما سيؤدي إلى رفع الرسوم بشكل أكبر.

وكان مضمون الثلاث بنود أولًا إذا سجل مارسيال، 25 هدفًا في الدوري الإنجليزي بين عامي 2015 و2019 ولم يتم تفعيل هدا الشرط حتى أكتوبر 2018، والثاني هو إذا شارك مارسيال في 25 مباراة مع فرنسا أثناء وجوده في يونايتد وخاض اللاعب 19 مباراة دولية فقط مع المنتخب الفرنسي، ويبدو من غير المرجح أن يتم اختياره للمنتخب مرة أخرى.

والشرط الثالث هو إذا فاز مارسيال بالكرة الذهبية بحلول عام 2019، وهذا لم ولن يحدث أبدًا وفي النهاية دفع يونايتد 43.2 مليون جنيه إسترليني مقابل ضم المهاجم الفرنسي.

شارك مارسيال، لأول مرة ضد ليفربول كبديل وسجل هدفًا مذهلاً ليقود مانشستر يونايتد للفوز بنتيجة 3-1، ثم سجل هدفين في ساوثهامبتون بعد أسبوع.

ولم يتمكن مارسيال، من الحفاظ على معدله التهديفي الرائع لكنه أنهى الموسم برصيد 17 هدفًا بجميع المسابقات، بما في ذلك هدف الفوز ضد إيفرتون في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي.

وكان أنتوني، محبوبًا من جماهير اليونايتد الذين أهدوا له أغنية خاصة وهي :"جاء أنتوني مارسيال من فرنسا".

تعطل تألق مارسيال، بسبب إقالة فان خال، الذي أحضره إلى يونايتد، ووصول جوزيه مورينيو الذي تعاقد مع مهاجمه السابق زلاتان إبراهيموفيتش، مما قلص دور مارسيال في الفريق وأدى إلى خلاف حول رقم القميص.

وقال مارسيال لمجلة "فرانس فوتبول": "أخبرته أنني أفضل الاحتفاظ بالرقم تسعة ولكنه أعطاني قميص رقم 11، القصة لم تبدأ بشكل جيد، لم يحترمني".

بدأ مارسيال، أقل من نصف مباريات يونايتد في الدوري الإنجليزي في كل موسم من مواسم مورينيو الكاملة، وتعرض لانتقادات عنيفة من المدرب البرتغالي بسبب أدائه وسلوكه.

ولكنه بدأ قويًا في موسمه الثاني مع المدرب، حيث سجل تسعة أهداف في الدوري بحلول شهر يناير، لكنه شعر بعد ذلك بعدم الاحترام عندما وقع النادي مع أليكسيس سانشيز، الذي قلص من وقت لعب مارسيال ولم يسجل مرة أخرى لبقية الموسم، وغاب عن تشكيلة فرنسا لكأس العالم 2018.

وقال مارسيال: "كان مورينيو يتحدث عني في الصحافة وفي الموسم الثاني، كنت هداف الفريق في الجزء الأول من الموسم، ثم أحضر أليكسيس سانشيز ولم أعد ألعب تقريبًا وقد كلفني ذلك غاليًا وهو الاستبعاد من كأس العالم".

كان مارسيال، سعيدًا برحيل مورينيو، وتعيين سولشاير، وسجل في المباراة الأولى تحت قيادة المدرب الجديد ضد كارديف، ووقع عقدًا جديدًا في يناير 2019، وتفوق في الموسم التالي كقلب هجوم، حيث سجل 23 هدفًا، وهو أفضل رصيد له مع النادي، وساهم في 12 تمريرة حاسمة وذلك على الرغم من غيابه شهرين بسبب إصابة في أوتار الركبة.

وسجل مارسيال، هدفًا غاليًا ضد مانشستر سيتي، وثنائية ضد نيوكاسل وثلاثية ضد شيفيلد يونايتد وحصل على لقب أفضل لاعب في مانشستر يونايتد لهذا الموسم.

عانى مارسيال، من إصابات عضلية مزعجة طوال مسيرته، وقال أنه واصل اللعب أثناء إصابته في موسم 2020-21 مما أدى إلى تراجع أدائه وتسجيله أربعة أهداف فقط في الدوري الإنجليزي.

واعترف مارسيال لمجلة "فرانس فوتبول" قائلًا: "في الموسمين الماضيين، لعبت بشكل منتظم وأنا مصاب الناس لا يعرفون ذلك، لم أتمكن من استعادة قدراتي خلال الأشهر الأربعة التي أعقبت وباء فيروس كورونا، سولشاير قال لي أنه يحتاجني، لذلك لعبت وتعرضت للانتقادات بسبب أدائي".

وأصيب مارسيال، بتمزق في أربطة الركبة أثناء اللعب مع فرنسا في مباراة تصفيات كأس العالم ضد كازاخستان في مارس 2021، وقال :"عندما عدت للفريق بعد الإصابة لم أعد ألعب وكان لدي شعور بالظلم حيث يطلب منك التضحية بنفسك من أجل الفريق ثم يتم طردك بالنسبة لي، هذا خيانة".

عندما عاد مارسيال من الإصابة، واجه صراعًا شاقًا للعودة إلى تشكيل اليونايتد بسبب عودة كريستيانو رونالدو وتواجد ميسون جرينوود، وشارك في مباراتين فقط في الدوري، ثم تم إعارته إلى إشبيلية في النصف الثاني من موسم 2021-22.

وكانت فترة إعارته في الدوري الإسباني بائسة حيث سجل هدفًا واحدًا فقط وقدم تمريرة حاسمة واحدة، وتعرض لانتقادات شديدة بسبب أدائه في الهزيمة بدور الـ16 من الدوري الأوروبي أمام وست هام.

ثم عانى من مشاكل الإصابة، وغاب عن الملاعب لفترتين في خمسة أشهر فقط، ووصفت صحيفة "ماركا" الإسبانية فترته مع إشبيلية بأنها "فاشلة" وتعرض لصيحات الاستهجان من قبل المشجعين خلال التعادل السلبي مع ريال سوسييداد.

عاد مارسيال، من فترة الإعارة مصممًا على القتال من أجل مكانه في يونايتد تحت قيادة تين هاج، وقد أثار إعجاب المدرب الهولندي في جولة ما قبل الموسم في آسيا وأستراليا لدرجة أنه رفض بيعه.

وفي البداية، تألق مارسيال، وصنع هدف ماركوس راشفورد ضد ليفربول بالموسم الماضي وسجل هدفين ضد مانشستر سيتي في الخسارة 6-3 ولكنه تراجع بعد ذلك وظهرت مشاكل لياقته البدنية.

وأنهى مارسيال، الموسم بتسجيله تسعة أهداف في جميع المسابقات، بما في ذلك ثلاثة أهداف في الشهرين الأخيرين وساعد اليونايتد على احتلال المركز الثالث، ولكن قبل أسبوع من المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر سيتي، أصيب بتمزق في أوتار الركبة، وغاب عن المواجهة وكانت هذه هي المباراة 29 التي يغيب عنها على مدار الموسم.

كان يونايتد مستعدًا لبيع مارسيال، هذا الصيف لكن لم تصل له أي عروض مناسبة ولم يكن لائقًا بما يكفي لبدء الموسم أيضًا، مما أجبر تين هاج على الدفع براشفورد في قلب الهجوم بشكل مؤقت.

ولم يشارك مارسيال كثيرًا، وعندما لعب أثار غضب الجماهير وتم استقباله بصيحات الاستهجان عندما شارك بدلاً من هويلوند، في الهزيمة أمام برايتون، كما تلقى استقبالًا غاضبًا عندما شارك ضد مانشستر سيتي.

وسجل مارسيال، ضد كريستال بالاس في كأس كاراباو وضد إيفرتون، لكنه كان دائمًا مجهول الهوية ولا يركض سريعًا بسبب ضعف عضلاته نتيجة كثرة الإصابات، وتلقى انتقادات عنيفة بسبب مستواه السئ أمام نيوكاسل وفي الخسارة المذلة 3-0 أمام بورنموث.

تم تلخيص مسيرة مارسيال، البائسة في يونايتد بحادثة وقعت في سبتمبر، عندما حضر المهاجم للتدريب في الوقت الخطأ وغادر ملعب التدريب بعد دقائق فقط من وصوله وتعرض للسخرية من وسائل الإعلام حيث قال مدرب أيرلندا السابق مارتن أونيل، أن لديه "سلوك مزعج" بينما أوضح أسطورة النادي بول سكولز إن مارسيال "لم يعد لديه القلب للعب لمانشستر يونايتد".

وانتقد النقاد مارسيال، بعد الهزيمة أمام نيوكاسل في ديسمبر الماضي وقال آلان شيرر: "الكثير من البيض السيئ في فريق مانشستر يونايتد"، وتابع روي كين: "يونايتد يحاول التخلص منه منذ بضع سنوات، ولكى تحكم على لاعب يجب أن ترى ماذا يقدم في المباريات الكبيرة وإذا لم يتمكن من النجاح فهو إذًا ليس لاعبًا يليق بمانشستر يونايتد".

لم يلعب مارسيال، دقيقة واحدة أو حتى يظهر على مقاعد البدلاء منذ الهزيمة أمام بورنموث في 9 ديسمبر الماضي وتم الإعلان أن غيابه الطويل بسبب المرض، على الرغم من أنه حضر في مدرجات ملعب أولد ترافورد خلال التعادل 2-2 مع توتنهام.

واستأنف مارسيال، بعد مباراة توتنهام التدريب الفردي، مما أدى إلى ظهور تقارير تفيد بأنه تلقى تعليمات بالتدريب بمفرده من قبل تين هاج، وعلى الرغم أن يونايتد نفى ذلك ولكن الآمال في عودته تلاشت بعدما كشف وكيل أعماله أنه سيخضع لعملية جراحية في الورك.

وأكد تين هاج، على عدم وجود رغبة في تفعيل تمديد عقد مارسيال لمدة عام واحد، كما فعل النادي مع فيكتور ليندلوف وآرون وان بيساكا، وبذلك تقترب مسيرة المهاجم الفرنسي من النهاية.