FBL-EUR-C1-MONACO-MAN CITYAFP

"مرهق وفاقد للشغف ولاعبه السابق سيخلفه!".. تصريحات صادمة عن مستقبل بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي

أثار الإعلامي البريطاني ريتشارد كيز، المذيع الحالي في شبكة "بي إن سبورتس" والسابق في "سكاي سبورتس"، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته التي أكد فيها أن المدرب الإسباني بيب جوارديولا يعيش موسمه الأخير على رأس الجهاز الفني لمانشستر سيتي، مشيرًا إلى أن خليفته الوحيد هو القائد السابق للفريق، والمدير الفني الحالي لبايرن ميونخ، فينسنت كومباني.

جوارديولا، الذي تولى قيادة "السيتيزنس" في يوليو 2016، حقق إنجازات تاريخية غير مسبوقة مع النادي، حيث قاد الفريق للتتويج بـ18 بطولة كبرى، من بينها 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. ورغم التراجع في النتائج الموسم الماضي، يبقى إرث المدرب الإسباني في ملعب الاتحاد راسخًا كواحد من أنجح التجارب التدريبية في تاريخ الكرة الإنجليزية.

  • تراجع النتائج يثير التساؤلات

    الموسم الماضي شهد تراجعًا ملحوظًا في أداء مانشستر سيتي، حيث أنهى الفريق الدوري الإنجليزي في المركز الثالث، وفشل في التتويج بأي بطولة محلية بعدما خسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام كريستال بالاس. كما غادر عدد من الركائز الأساسية للفريق مثل كيفين دي بروينه، إلكاي جوندوجان والحارس البرازيلي إيديرسون، ما جعل الفريق يدخل في مرحلة انتقالية صعبة.

    ومع بداية الموسم الحالي، لم ينجح الفريق في استعادة مستواه المعهود، حيث يحتل المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد مرور ست جولات فقط، جمع خلالها 10 نقاط من 3 انتصارات وتعادل وخسارتين، قبل مواجهته المقبلة أمام برينتفورد. هذا التراجع دفع بعض المراقبين للتساؤل عن مدى قدرة جوارديولا على الاستمرار في قيادة مشروع السيتي بنفس الزخم والطموح.

  • إعلان
  • جوارديولا "مرهق وفاقد للشغف"

    في تحليله لمباراة مانشستر سيتي أمام موناكو التي انتهت بالتعادل 2-2 في دوري أبطال أوروبا، صرّح ريتشارد كيز عبر شبكة "بي إن سبورتس": "أعتقد أن جوارديولا يعيش موسمه الأخير. قلت هذا منذ فترة، فهو يبدو مرهقًا بعض الشيء، ويفتقد الحماس في بعض اللحظات. أشعر أنه بات على وشك فقدان الطاقة".

    وأضاف كيز أن النادي مطالب بالاستعداد لمرحلة ما بعد جوارديولا، مؤكدًا أن "هناك بديلًا واحدًا فقط مناسبًا لهذا المنصب"، في إشارة واضحة إلى فينسنت كومباني، قائد السيتي السابق ومدرب بايرن ميونخ الحالي.

  • FC Bayern München v SV Werder Bremen - BundesligaGetty Images Sport

    كومباني.. من قائد في الملعب إلى مقعد التدريب

    فينسنت كومباني، البالغ من العمر 39 عامًا، يعرف مانشستر سيتي جيدًا بحكم أنه لعب للفريق 11 موسمًا متتاليًا، خاض خلالها 360 مباراة، وتوّج بعشرة ألقاب أبرزها 4 بطولات دوري إنجليزي، قبل أن يختتم مسيرته في أندرلخت البلجيكي عام 2020.

    بعد الاعتزال، دخل كومباني عالم التدريب سريعًا، وقاد بيرنلي في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي موسم 2022/2023 ليحقق معهم إنجاز الصعود إلى البريمييرليج، لكن الفريق عانى في الموسم التالي وهبط مجددًا.

    رغم ذلك، لم يتأثر تقييمه كمدرب شاب واعد، إذ أصر على تطبيق فلسفة الاستحواذ والكرة الهجومية الجذابة، ما لفت أنظار إدارة بايرن ميونخ التي تعاقدت معه في صيف 2024.

    في أول مواسمه مع العملاق البافاري، نجح كومباني في قيادة بايرن إلى التتويج بلقب الدوري الألماني، وأثبت أنه قادر على فرض شخصيته التدريبية في نادٍ بحجم بايرن.

    هذا النجاح جعله يدخل دائرة الترشيحات لتولي قيادة مانشستر سيتي في المستقبل، وهو ما عززه ريتشارد كيز بتصريحاته الأخيرة.

  • هل يترك كومباني بايرن من أجل السيتي؟

    ورغم أن انتقال مدرب بحجم كومباني من بايرن ميونخ إلى مانشستر سيتي لن يكون سهلًا، خصوصًا أنه يرتبط بعقد طويل الأمد مع النادي الألماني، فإن تاريخه الكبير مع السيتي وعلاقته القوية بجماهير النادي قد تجعل الأمر ممكنًا.

    كومباني يدرك تمامًا حجم الضغوط التي يفرضها العمل في نادٍ مثل مانشستر سيتي، لكن معرفته العميقة بالبيئة الداخلية للنادي قد تمنحه أفضلية على أي مدرب آخر. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيغامر بمغادرة بايرن بعد موسم ناجح، أم سيواصل مشروعه هناك؟.

    بغض النظر عن هوية خليفة جوارديولا، فإن رحيله - إن تأكد - سيشكل لحظة فارقة في تاريخ مانشستر سيتي، فالمدرب الإسباني لم يحقق فقط بطولات وأرقامًا قياسية، بل غيّر فلسفة النادي بالكامل، وجعل الفريق مرعبًا محليًا وأوروبيًا.

    السنوات التي قضاها جوارديولا في ملعب الاتحاد صنعت قاعدة صلبة، لكن الحفاظ على هذا الإرث يتطلب وجود شخصية قوية قادرة على التعامل مع الضغوط والطموحات الهائلة. ولهذا يرى ريتشارد كيز أن كومباني هو "الخيار الطبيعي" لمواصلة ما بدأه بيب.

    وفي انتظار ما ستسفر عنه الشهور المقبلة، يبقى مصير جوارديولا محل جدل وتساؤل، بينما يحلم جمهور السيتي بمواصلة السيطرة على كرة القدم الإنجليزية والأوروبية، سواء مع المدرب الإسباني أو تحت قيادة أحد أساطير النادي السابقين.