مانشستر سيتي ومحاولة إيجاد "أليكس فيرجسون" جديد في بيب جوارديولا

يحتاج جوارديولا لنوعية معينة من اللاعبين لتنفيذ فكره داخل الميدان من حيث التحركات وبناء الكرة من الخلف، وهو ما لم يجده في مانشستر سيتي خلال الموسم الأول.

تدخل بيب جوارديولا سريعًا ليُبعد جو هارت جارس الفريق الأول والمنتخب الإنجليزي من أجل التعاقد مع كلاوديو برافو.

بعد موسم أول شهد العديد من التخطبات، قرر جوارديولا التخلي عن عديد الأسماء، 13 لاعبًا بيع نهائي أو استغناء دون مقابل من أجل فرض أسلوب لعبه على اللاعبين وهو ما أتى بثماره في الموسم الحالي.

عام كامل من العمل أوضح لجوارديولا نقاط الضعف في الفريق - الذ كان قوياً بالفعل من قبله - ولكن أسلوب جوارديولا كان يحتاج لمزيد من اللاعبين من أجل أن يصل للشكل الذي نراه حاليا.

تعاقد جوارديولا مع خط دفاع كامل تقريبًا بتواجد إديرسون ووالكر وميندي ودانيلو ثم لابورت في الشتاء،
بيرناردو سيلفا الذي توّهج الموسم الحالي ليصفه جوارديولا برئة الفريق ثم رياض محرز الصيف الماضي لتقوية قوام الفريق فرغم عدم ظهوره بالمستوى المنتظر إلا أن مدربه خرج ليعتذر عن عدد الدقائق القليلة التي يلعبها مع سيتي.

نجح المدرب الإسباني في تحويل أسلوب لعب الفريق وشخصية اللاعبين إلى أسلوبه الخاص، كما فعل فيرجسون في بداياته مع مانشستر يونايتد في تغيير الشخصية والدافع لدى اللاعبين.

لم يقتصر عمل جوارديولا على الفريق الأول فقط بل على الأكاديمية والتعاقد مع المواهب الشابة أيضًا، فأرسل كشافيه إلى بلجيكا وهولندا وأمريكا الجنوبية من أجل استقطاب أفضل المواهب.

لاعبون مثل دوجلاس لويز وأولارينواجو كايودي ولوكا إيليتش وجاك هاريسون وغيرهم دعم بهم جوارديولا أكاديية الفريق وأرسلهم معارين لاكتساب الخبرات وهنا ننتقل للنقطة الثانية.

الشركة المالكة لمانشستر سيتي وبعض الأندية الأخرى جول العالم اشترت 44.3% من أسهم نادي جيرونا الإسباني ليبدأ الفريق مرحلة جديدة في بناء مشروعه.

بيب جوارديولا أعار خمسة لاعبين إلى جيرونا من أجل اكتساب الخبرات والذي كان اختيارًا خاصًا ليتواجد هذا العدد من اللاعبين في الدوري الإسباني لتعلم كيفية الخروج بالكرة من الخلف والتمريرات القصيرة وهو ما يعتمد عليه أغلب فرق الدوري هناك.

بعيدًا عن التطوير للمستقبل، بدأ جوارديولا في إشراك الثلاثي أوليكساندر زينشينكو وفيل فودين وبراهيم دياز مع الفريق الأول خلال بعض المباريات لإكسابهم الخبرة المطلوبة.

إلى جانب كل ذلك فبيب جوارديولا قام ببيع العديد من اللاعبين كبار السن وبدأ في النزول بمتوسط معدل أعمار اللاعبين في مانشستر سيتي.

أعطى مالك النادي الحرية الكاملة لجوارديولا ليكون الآمر الناهي في كل ما يتعلق بالنادي من حيث شراء وبيع اللاعبين.

الإسم الذي يريده جوارديولا يتم تقديم العرض الأكبر له أمام أي منافس للحصول عليه، الفريق يمتلك خط الدفاع الأغلى في التاريخ مع مجموعة قوية من اللاعبين في كل المراكز.

الأمر ذاته لم يختلف في فريق الأكاديمية وفرق الناشئين التي يشرف عليها بيب جوارديولا مع طاقمه الكبير الذي وفرته له إدارة النادي.

مساندة تامة من الإدارة في كل القرارات التي يتخذها، بيع وشراء اللاعبين وأسلوب اللعب والتعامل مع الفريق، كما كان الحال تمامًا مع السير أليكس فيرجسون.

منذ موسم 2009/2008 لم ينجح أي فريق في الحفاظ على لقب الدوري إلا مانشستر سيتي هذا العام.

نجاح كبير لجوارديولا على الصعيد المحلي بعد انتقادات كبيرة في موسمه الأول قبل أن ينجح في فرض أسلوبه على الجميع بسيطرة محلية تامة

دوري أبطال أوروبا هو الحلم الأكبر لمانشستر سيتي وجوارديولا الموسم المقبل وربما قد تتوجه الطموحات فقط نحو ذات الأذنين لمواصلة كتابة التاريخ.

هدف سيحتاج لمزيد من العمل من جوارديولا لتقوية شخصية الفريق الأوروبية وتدعيم مركزي الظهير الأيسر ووسط الملعب ولما لا تكرار الإنجاز الأكبر في إنجلترا بتحقيق الثلاثية التاريخية التي حققها فيرجسون مع مانشستر يونايتد عام 1999.

مواصلة المنافسة وتخطي الحاجز المحلي إلى تحقيق دوري أبطال أوروبا الذي سيكون الهدف الأول مستقبلًا هما أكبر التحديات التي تواجه مشروع بيب جوارديولا.

-التواجد في الدوري الأقوى في العالم له دائمًا سحره الخاص على أي مدرب.

-ميزانية مفتوحة دائمًا للتعاقد مع أقوى اللاعبين في العالم مهما كان السعر ومهما كان المنافس.

-إدارة تساند في كل القرارات المعنوية والمادية على جميع الأصعدة.

-جماهير ترى في جوارديولا المنقذ لمنافسة تاريخ الجار مانشستر يونايتد الأفضل في إنجلترا.

-الفوز بدوري أبطال أوروبا سيكون الدافع الأكبر بالتأكيد ليكون المدرب التاريخي في تاريخ النادي.

-عدم رغبة جوارديولا في الاستمرار لفترة طويلة مع فريق واحد وهو ما تحدث عنه كثيرًا مستشهدًا بتجربة فيرجسون على أنها صعبة التكرار.

-تأخير الحصول على دوري أبطال أوروبا قد يغير موقف الإدارة من المدرب الذي حقق اللقب الأوروبي في مناسبتين مع برشلونة.

-الأزمة السياسية وإصراره على مساندة كتالونيا مع اتهامات الاتحاد الإنجليزي قد تصل بالأمر لطريق مسدود رغم مساندة الجماهير الكبيرة له.

-رغبة جوارديولا الدائمة في اكتساب خبرات كبيرة مع إيمانه بأن عمره في الملاعب لن يكون طويلًا، وإغراء تدريب فريق مثل باريس سان جيرمان أو المنتخب الإسباني الذي تحدث مسبقًا عن تدريبه.