pep guardiolasocial gfx

مانشستر سيتي ضد موناكو | الدبة السوداء مازالت تُزعج جوارديولا .. والكرة الممتعة التي أفسدها بيرناردو سيلفا!

قدم مانشستر سيتي أداءً ممتعًا أمام موناكو، ولكن النتيجة لم تكن كما كان يُريدها بيب جوارديولا، إذ تسببت الأخطاء الفردية في خسارة نقطتين في بطولة دوري أبطال أوروبا.

وتعادل مانشستر سيتي أمام موناكو بهدفين لمثلهما، بالجولة الثانية من مرحلة الدوري ضمن منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا.

  • FBL-EUR-C1-MONACO-MAN CITYAFP

    جوارديولا والدبة السوداء!

    في الموسم الأول للمدرب الإسباني بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي، اصطدم بنادي موناكو في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، ليودع البطولة رغم أن الجميع كان ينتظر صعوده لربع النهائي، خاصة وأن مباراة الذهاب انتهت بفوز الفريق الإنجليزي بنتيجة 5-3.

    وفي مباراة العودة في فرنسا، نجح فريق موناكو في تحقيق الانتصار بثلاثية مقابل هدف واحد، إذ سجل الثلاثية كيليان مبابي والبرازيلي فابينيو وتيموي باكايوكو، بينما سجل هدف السيتي الوحيد ليروي ساني.

    ذلك الإقصاء شكّل صدمة كبيرة لجوارديولا، الذي كان يُنظر إليه باعتباره الرجل القادر على قيادة مانشستر سيتي إلى تحقيق الإنجاز الأوروبي الأول منذ وصوله، لكنه وجد نفسه يودع البطولة من الدور ثمن النهائي أمام فريق لم يكن مرشحًا وقتها للذهاب بعيدًا، لتصبح هذه المواجهة بمثابة "الدبة السوداء" التي لاحقت المدرب الإسباني في بداياته مع السيتي.

    ومع مرور السنوات، ظل هذا السقوط عالقًا في ذاكرة جوارديولا وجماهير مانشستر سيتي على حد سواء، إلى أن جاءت المواجهة الأخيرة أمام موناكو، لم يتمكن المدرب الإسباني من كسر تلك العقدة القديمة، بعدما تعادل فريقه مع موناكو بهدفين لمثلهما.

  • إعلان
  • الكرة الممتعة عادت من جديد رغم التعادل

    مانشستر سيتي ظهر في اللقاء بصورة قوية ومقنعة، حيث قدّم أداءً ممتعًا للجماهير صاحبه ضغط متواصل على دفاعات موناكو، ليعيد للأذهان النسخة المرعبة التي قدّمها الفريق خلال عام 2023، حينما كان لا يرحم أي منافس ويخنقه بالاستحواذ والتمريرات السريعة.

    منذ بداية المباراة، فرض "السيتزنز" إيقاعهم المعتاد، بتنظيم هجومي مميز وبناء لعب متدرج من الخلف، مع تنوع الحلول بين العمق والأطراف، وهو ما جعل مرمى موناكو تحت التهديد المستمر.

    هذا الأداء الانسيابي والسيطرة المطلقة أوحيا للجماهير أن الفريق في طريقه لتحقيق فوز مريح، خصوصًا في ظل الكثافة الهجومية التي اعتمد عليها بيب جوارديولا، والانسجام الكبير بين عناصر خط الوسط والهجوم.

    ومع ذلك، وكما يحدث أحيانًا في كرة القدم، لم يكن التفوق الفني كافيًا لترجمة السيطرة إلى انتصار، إذ طارد الحظ العاثر مانشستر سيتي، حيث استقبل الفريق هدفين على عكس مجريات اللعب، نتيجة هفوات دفاعية وعدم استغلال الفرص التي سنحت لهم أمام المرمى.

    ورغم الجهود الكبيرة والضغط المستمر، خرج مانشستر سيتي في النهاية متعادلًا بهدفين لمثلهما أمام موناكو، ليضيع نقطتين ثمينتين كان الفريق في أمسّ الحاجة إليهما، خاصة وأن الأداء الذي ظهر به كان يؤهله لتحقيق انتصار عريض.

    هذا التعادل أعاد للأذهان مشكلة طالما طاردت السيتي في بعض المباريات الكبرى: السيطرة والفرص، لكن دون حسم النتيجة.

  • FBL-EUR-C1-MONACO-MAN CITYAFP

    لماذا بيرناردو سيلفا دائمًا؟

    إصرار بيب جوارديولا على الإبقاء على بيرناردو سيلفا داخل الملعب رغم سوء مستواه يطرح علامات استفهام كبيرة عند جماهير السيتي، خاصة وأن اللاعب البرتغالي لم يقدم ما يشفع له للاستمرار طوال المباراة، فكان بعيدًا عن مستواه المعهود، لا صناعة مؤثرة ولا لمسات حاسمة.

    ورغم ذلك ظل خيارًا ثابتًا للمدرب الإسباني الذي تجاهل إجراء أي تبديل يخصه، وكأنه يُعاند الجميع ونفسه قبلهم، بأنه يُريد الإبقاء على اللاعب الذي يُراهن عليه دون أي نتيجة أو ثمار يُجنيها!

    الجميع يرى أن جوارديولا يمنح بيرناردو حصانة غير مبررة، حتى عندما يغيب عن الفعالية، وهو ما يضع المدرب تحت نقد لاذع، خاصة أن مقاعد البدلاء تضم أسماء قادرة على تقديم حلول هجومية أفضل.

    استمرار بيرناردو في الملعب بدا وكأنه قرار عاطفي أكثر منه فني، وكأن بيب لا يريد الاعتراف بأن لاعبه المفضل لم يكن في يومه.

    هذا العناد جعل البعض يربط بين حب جوارديولا لأسلوب بيرناردو في الالتزام الخططي، وبين فقدان الفريق للفعالية الهجومية في لحظات حساسة.

    ولكن الاعتماد على لاعب "شبح" في الملعب يكلّف الفريق كثيرًا، وكان من الممكن استبداله بلاعب أكثر جاهزية لمنح السيتي الزخم المطلوب هجوميًا، والذي كان من الممكن أن يُساهم في صناعة المزيد من الأهداف، ومن ثم التقدم بأكثر من هدفين وتحقيق الانتصار المريح.

  • AS Monaco v Manchester City - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    بيب يصل إلى التكامل في خط الوسط

    الديناميكية التي ظهر بها خط وسط مانشستر سيتي في مباراة موناكو بين رودري وفيل فودين وتيجاني رايندرز، أكدت أن بيب جوارديولا وجد أخيرًا التركيبة المثالية التي طالما بحث عنها.

    الثلاثي بات يشكل وحدة متجانسة قادرة على تغطية جميع جوانب الملعب، سواء على الصعيد الدفاعي أو الهجومي، وهو ما منح السيتي توازنًا افتقده في بعض الفترات الماضية.

    رودري يظل القلب النابض لهذا الوسط، اللاعب الذي يقوم بمهام الارتكاز الدفاعي بامتياز، حيث يوفر الحماية لخط الدفاع، ويقطع الكرات في مناطق حساسة، بجانب قدرته على بدء الهجمات بتمريرات دقيقة تكسر خطوط الخصم، فوجوده يمنح زملاءه الحرية للتقدم دون القلق من الفراغات في الخلف.

    إلى جانبه، يأتي دور فيل فودين الذي تطور بشكل ملحوظ، وأصبح حلقة الوصل بين الوسط والهجوم، حيث يتميز بمرونته في التحرك، وقدرته على كسر التكتلات الدفاعية بفضل مهاراته الفردية وسرعته في اتخاذ القرار، فيل لا يقتصر دوره على الصناعة فقط، بل يشكل تهديدًا مباشرًا على المرمى بتوغلاته وتسديداته القوية.

    أما الهولندي رايندرز، فقد أضاف بعدًا مختلفًا، إذ يمتاز بقدرات بدنية وفنية تجمع بين الافتكاك القوي والقدرة على التمرير السريع للأمام، ووجوده جعل من الوسط أكثر صلابة، كما أنه يملك الجرأة على التقدم ومساندة الهجوم، ليمنح الفريق خيارًا إضافيًا في التحولات السريعة.

    وبهذا المزج بين الصلابة الدفاعية لرودري، والمرونة الهجومية لفودين، والقوة البدنية والفنية لرايندرز، بات مانشستر سيتي يمتلك خط وسط متكامل قادر على فرض إيقاعه في أي مباراة، وهذه الديناميكية جعلت الفريق أكثر توازنًا، حيث لم يعد السيتي يعتمد على فرد واحد، بل على منظومة ثلاثية متجانسة تتكامل أدوارها وتغطي نقاط ضعف بعضها البعض.